alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

06 مايو 2020 , 03:08ص

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى النظافة وعدم التماس مع العدو. وقد ظهر مؤخراً أن «كورونا» قد خفّف من سير جحافله، أو على الأقل أنساق الهجوم المتوحشة الأولى منه؛ فوجد البعض أنها فرصة لشنّ هجوم معاكس على «كورونا»، بعودة الحياة لطبيعتها وتحرير الرهائن من الحجر ثم تحييد الوباء وعزله في منطقة القتل والقضاء عليه، إما بعدم توفير ملاذات إنسانية حاضنة له، أو بتدميره بالعقاقير التي بدأ إنتاجها. لكن عملية الهجوم لتحقيق هدف تكتيكي بشفاء المصابين، أو استراتيجي بعدم عودة الوباء مستقبلاً، تحتاج إلى جهود ضخمة؛ فالهجوم على «كورونا» يجب أن يشتمل على شقّ دفاعي في مرحلة ما من التنفيذ، كما أن المهاجم -كما في العسكرية- مُطالَب بتفوّق (3 - 1) ضد المدافع، كما يجب تقدير هل سيكون هجوماً مفاجئاً أم هجوماً مُدبّراً يتم على مراحل. فهل قام العالم وسط الارتباك الجاري حالياً بإجراءات ما قبل المعركة، كالتحضير الكامل ثم الاقتحام بكوادر طبية مؤهلة، يتبعها التطهير ثم إعادة التنظيم بعد فوضى الهجوم ومخلفاته؟! يشهد التاريخ أن الحروب تساهم في دفع عجلة الممارسات والابتكارات الطبية، وفي تقديرنا أن الهجوم على «كورونا» مطلوب عبر طب الحروب أو المعارك والصراعات «Battlefield medicine»؛ فالمشتركات بين طب الأوبئة وطب الحروب كثيرة، منها كثرة الإصابات الجماعية وتشابهها وحدوثها فجأة، وتكون الاستعدادات لتلقّي الإصابات على عجل، كما يتم بناء مستشفيات ميدانية ومخيّمات ومحاجر بنفس سرعة ونسق ما يحدث في الحروب. وقد طوّر طب الحروب مبادئ يمكن الاستعانة بها، فصحيح أن للجميع الحق في العلاج، لكن الأولوية في العلاج بيد الطبيب؛ لذا هناك نظام التمييز والتصنيف، لكن الأهم تأهيل الكوادر بدورات للفريق الطبي والفريق المساند. ولا بدّ من التنويه بأن طب الحروب قد طُبّق خلال كورونا «19-COVID» في إسبانيا، لكنه مورس بطريقة مرتبكة -ولا نلومهم- فلم يؤدّي الغرض المرجو منه لأسباب كثيرة؛ فقد كان من غير المعروف كبر حجم العناية التي يتطلّبها المريض عند وصوله، وكل مريض عزيز على أهله، سواء أكان طفلاً أم شاباً أم كهلاً؛ لذا لم يطبّق التصنيف الصارم بأن الأولوية لمن كانت نسبة شفائه عالية، فارتبك الأطباء وتدخّلت المحسوبية والنفوذ في المعايير. وقد زاد الخطر نقص الأسرّة والمعدّات الطبية، لكن الأهم هو تأخّر إعلان حالة الحرب ضد «كورونا»، بما يشمله أمر إعلان الحرب من تفعيل قانون التعبئة العامة والأحكام العرفية لتنفيذ الحظر. بالعجمي الفصيح في كل تراجيديا لا بدّ من وجود شرير؛ فإذا كان فيروس «كورونا» هو «سيل العرم» المدمّر؛ فالحجر الصحي «سد مأرب»، وبيتك «مملكة سبأ» السعيدة. ويحك؛ هل من الضروري أن تكتمل المأساة لأنك تريد أن تكون فأراً!

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...

«كورونا» والديمقراطية والرأسمالية.. نعمة أم نقمة؟!

ضغط وباء كورونا على الموارد الطبية والعلاجية، مما دفع بالعديد من الدول الخليجية إلى الاستعانة بقدرات القوات المسلحة، التي تستطيع توفير بعض الاحتياجات الماسة من ترسانتها الطبية في الميدان، لكن أي نوع من التعاون يستلزم...