


عدد المقالات 191
بعض الأحيان عنوان المقال يسبق المضمون، بل وتتأكد أن هذا العنوان ملائم جدا لمضمون لم تكتبه بعد. لماذا اخترت هذا العنوان؟ وما الحاجة من استباق الأمور بتقديم عنوان على محتوى. كل هذه الأسئلة حدثت بسبب نافذة! نعم نافذة. فبينما كنت أعمل على بعض الأوراق الإدارية في مكتبي خلال هذا الأسبوع وبدأت قطرات المطر تتساقط على الشرفة. في البداية لم أعط الموضوع أي انتباه لأكمل ما عليّ إكماله. إلى أن بدأ المطر بتزايد، صوته لم يسبب لي إزعاجا إطلاقا، بل تمكن من انتشالي من الكرسي وكأنني طفلة صغيرة تترقب خبر بدء سقوط المطر مسرعة للخارج وكأنها فرصه تسمح لها للاحتفال عبر تبليل ملابسها بالماء دون الحاجة للاستئذان، لأنه المطر! فها أنا كالطفلة الصغيرة تنظر إلى المطر ولكن دون احتفال، فأقف قرب النافذة لأبدأ الدعاء والتأمل. كانت لحظة أقف انظر بها إلى السماء لأتأمل، وأتفكر. تارة أتحدث مع ربي وتارة أخرى أتحدث بها مع نفسي. إليكم بعضا من أحاديث الضمير: «يا عزيزتي أنا، من أنت؟ ماذا تريدين، وما الذي تسعين له؟ هل تبحثين عن الهدوء في حياة مليئة بالصخب والهموم؟ أم أنك تبحثين عن الوقت ومجرد الوقت؟! هل أنت جزء من عالمك أم أن العالم جزء منك أم لا شيء من هذا وذاك؟! ماذا يميزك؟ وماذا يحطمك؟ هل تألمتِ؟ هل استيقظتِ من نوم عميق وأحلام وردية؟ هل لديك قضية؟ هل لديك مفاتيح للحلول؟ كيف تؤمنين بالقدر؟ هل أعداؤك في تزايد؟ ومن بقي لك صاحبا؟. عزيزتي أنا.. ابتسمي وتعلمي واستمري بالصعود.. فهذه الحياة هي كل تلك الأسئلة..».
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...