alsharq

بثينة الجناحي

عدد المقالات 191

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 15 ديسمبر 2025
اليوم الوطني: تأسيس الدولة.. وبناء الإنسان.. وحضور يتجاوز الجغرافيا

من منشد إلى مطرب

16 فبراير 2012 , 12:00ص

أصبحنا في زمن يطبق الذي دائماً يذكر بأن الدين يسر وليس بعسر، وأنه لكل زمان ومكان، لماذا؟ لأننا أصبحنا نتقبل ونحلل بكثرة. بل إن التحاليل أصبحت على مستوى فردي وقرار شخصي، وطبعاً موضوع القرارات الشخصية تسحبها مواضيع ومبادئ الحرية، فهناك تداخل وتناقض بنفس الوقت ما بين الحرية بما تحتوي من مبادئ، قيم وسياسات جديدة مع وجود دين له تشريعاته وأحكامه، ولكن لنجعل لهذا الحديث وقتاً آخر. في السابق كنا نرتعب من قصص العذاب وجهنم وعقاب كل شيء هو حرام، فكان لكل عمل حرام قصة عذاب، ولكل فعل خاطئ يرتكب في الدنيا نتيجة مأساوية، ألا تتذكرون ما كان يقال لنا ونحن بسن صغير عن عقوبة مستمعي الطرب التي تشمل سيخاً حديداً حاداً يدخل من الأذن اليمنى إلى اليسرى؟ وعن عقاب ظهور الشعر بحرقه بجمرات عدد خصل الشعر البارزة من الحجاب وأمور أخرى؟ لا أرى الترهيب كما عهدناه سابقاً، بل أصبحنا لا نسمع كلمة «أستغفر الله» إلا من قلة لأعمال كانت لجيل سابق حراماً، كما هو الحال مع الطرب، وهو موضوعنا اليوم (بعيداً عن التطرق لأحكامه الشرعية والفتاوى الأخرى). أنا شخصياً توصلت لقناعة منذ فترة بأنني لا أريد رؤية هذا النوع من الترهيب! لأنه لا يعلم ولا يربي جيلاً واعياً، بل يوتر ويعذب الضمير الشخصي، ليس للرجوع إلى روحانية الدين الصحيحة، ولكن ينتج عنه وسواس قهري، تشويش فكري، انحياز ذكوري لأحكام كثيرة لا يتقبلها (البعض منها) الجيل الجديد، بل ينتج عنه أيضاً عدم موازنة في فهم الحياة بما فيها. ولكنني أتعجب من مبدأ التحويل، من الذي كان منشداً وأصبح مطرباً؟ ومن الذي كان مطرباً وأصبح منشداً؟ ما أسباب هذا النوع من التحول؟! بمعنى آخر لماذا هذا التناقض؟! كنا دائماً وما زلنا نقول إن المنشد يتصف بالأخلاق العالية والدين والثقل عند الإنشاد، و»كنا» نقول إن المطرب يفطر القلب بكلماته، وأي شيء يفطر القلب يفترض أن يكون حراماً (حتى الأناشيد تفطر القلب ساعات!!!)، فبالتالي المطرب يجني مالاً «حراماً» بحكم أنه يغني بمزامير الشيطان، ويتعامل مع الفساد ليجني أرباحاً أكثر -لاحظوا هنا أننا حكمنا بالعذاب بجهنم بعكس حكمنا على المنشد، على الرغم بأن المغني يرجع كونه مسلماً أيضاً!! أليس غريباً ومناقضاً؟! ولكن أعتقد أن أصبح هناك سهولة مع الأجيال الجديدة بالتحليل لنقل الإيجابي، الذي يتماشى مع التغيير من قناعة ابتدائية بالترهيب والتخويف إلى قناعة أخرى إيجابية أكثر بتيسير الأمور. مثال بسيط آخر يدل على سهولة الأمور: المسلسلات الرمضانية جميعها تتنافس باختيار مطربي مقدمة المسلسلات وخاتمتها «في رمضان!!» الوقت الذي آمنا فيه بأن الشياطين تقيد بسلاسل ليكون لنا شهر مليء بالطاعات وذكر رب العالمين ليلاً ونهاراً! من منشد إلى مطرب! أنا لا أتساءل عن الأسباب التي دفعت إلى هذا التحويل فهي معروفة: فالدنيا لذاتها لا تنتهي أبداً والنفس دائماً تطلب المزيد، ولكنني أتساءل بالقناعة التي توصل إليها المنشد ليتحول إلى مطرب بالتدريج في هذا الوقت والزمن، هل التدريج أيضاً يعتبر من ضمن أن الدين لكل زمان ومكان، وبالتالي أصبح الطرب حلالاً في هذا الوقت الراهن! فإذا كان هذا الحال لكل شي كان حراماً بالسابق وأصبح حلالاً، فماذا عن الرجوع إلى أساس ما هو حلال أم حرام في القرآن الكريم؟! فقدنا وابتعدنا عن الأساس في هذا العصر لكثرة الفتاوى من «شيوخ» دين كثر!! فبالتالي كل شيء أصبح يفسر ويحلل بعيداً عن الأساس. الأمر لا ينحصر على المطرب والمنشد فقط، بل أيضاً ينطبق على أمثلة كثيرة في المجتمع المسلم تحولت وتغيرت مع الزمن، وفقدت حس الترهيب والخوف، والأهم من ذلك الدين الصحيح. ولكن تخصيصي على المنشد بناء على أنه كان حامل رسالة الأخلاق والصفات الحسنة، وأيضاً العبرة من خلال الفيديو أمام مستمعين وجمهور ومعجبين. فهذي الصفات هي ليست شخصية للمنشد فقط، بل تأثر بها المستمعون ومحبو صوت هذا المنشد! فنتوصل أن هذا التحول يؤثر على الشخص والمجتمع، على الشخص من حيث عدم اقتناعه بأن الطرب حرام، وكانت الأناشيد مجرد استغلال وإبراز صوته «بالحلال» لفترة موجزة. أما المجتمع أو أفراد في المجتمع يبدأ بالتساؤل واكتشاف ما هو مناقض للدين والاستمرارية فيه، بالتالي تكون النتيجة عدم المبالاة بالعقاب الديني! وحديثي هذا لا يعني انحيازي ضد الغناء، بل حتى الغناء يتسم بكونه فناً، وهناك من يحترم مثل هذا الفن، فالاحترام يتفاوت، فهناك من المغنيين من يرفض الرقص على موسيقاه وأغانيه، ذلك احتراماً لما تحمل الأغنية من كلمات ورسالة، وهناك العكس تماماً ونراه دائماً! هذه قضية بسيطة جداً ولكن دواعيها الفكرية أدت إلى التغيير، فما بالكم في القضايا والقصص الأخرى، وحالنا الآن مع الإسلام بحلته الجديدة، كونه إرهاباً بمتطرفيه! فحتى الجهاد في سبيل الله أصبح إرهاباً لأنه ابتعد عن الأساس!

قطع الوصل أم ربطه من جديد!

لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...

حارس الثقافة الجديدة!

تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...

قحط ثقافي بمرض انتقالي!

أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...

شهر فضيل.. باستثناء الجمع في معجم المعاني!

عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...

رسالة من طاقم طبي: نوماً هنيئاً!

كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...

معادلة هوية.. عكسية!

من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...

ما نتج عن فيروس!

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...

موت مثقف!

غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...

منصة خطاب

ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...

أجوبة غير ثابتة

وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...

بحثاً عن النخبة الثقافية

«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...

قصة مؤلمة!

في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...