


عدد المقالات 53
«هذه كوميديا سوداء»!! كانت تلك أول مرة أسمع فيها «هذا التعبير!!».. ظننت للوهلة الأولى أن المقالة لم تعجب «مدير التحرير»، وبالتالي تساءلت «عن المشكلة». جاء الجواب مطمئناً.. مع إضافة مقتضبة فهمت منها «أن هذا النوع من الكتابة يمكن أن يوضع تحت هذا التصنيف.. المسمّى بالكوميديا السوداء». في أعماقي شكرت، وما زلت، مدير تحرير جريدة الشرق القطرية آنذاك «نور محمد»، رحمه الله، حيث أضاف لي معلومة –مهما كانت متواضعة– كنت أجهلها. منذ ذلك الحين، قبل 13 عاماً، لم تنقطع زيارة «ذلك التصنيف» البال، حيث «يشرّفه» بين الحين والآخر.. كلما طالع خبراً ذا صلة بتدريب قطريين أو توظيفهم.. خاصة عندما يلاحظ في أحايين كثيرة أن من يتم تعيينهم أو تدريبهم منهم يقابله أضعاف مضاعفة من الجنسيات الأخرى. وينبغي هنا ذكر حقيقة أن تعيين غير القطريين هو «أمر مؤكد».. وأنه «سيكون هناك حرص على استمرارهم»، أما بالنسبة للقطريين ففي الأمر قولان.. وربما أكثر. لذا هي «فرصة» لزيارة «تلك الكوميديا السوداء».. التي حملت في سطورها الأخيرة تفاؤلاً غالبت النفسُ النفسَ على تسطيره: ((مهاجرون..)) 5 مايو 1998م عندما قدموا لمجلسه لاحظ القوم أن ابن الفجاءة كان مشغولاً بالكتابة في المجلس على غير العادة. بعد الاستفسار سلمهم الكتاب الذي وصله للتو من ابنه المهاجر، واحتفظ بالرد الذي كان يحضّره: «تذكر يا والدي عندما غادرت الدوحة في الرحلة المتجهة إلى سيريلانكا.. تنفيذاً لقسمي بعد أن يئست من الحصول على عمل بعد إنهائي الثالث الثانوي؟. حسب وعدي لكم فهاأنذا أرسل أول خطاب بعد التحاقي بالعمل سائقاً لدى إحدى العائلات هنا. كانت السنة التي مرت بعيداً عنكم قاسية بكل المعاني.. لكنني صممت على الانتظار حتى الحصول على عمل قبل أن أراسلكم… إني ألاقي كل احترام من العائلة.. وعادة آخذهم ثلاث مرات في اليوم للتسوق والتنزه.. وقد بدأت بتعلم اللغة السيريلانكية وأنا أجيدها بشكل معقول الآن.. وقد تعجّبوا عندما عرفوا أننا ندرس اللغة الإنجليزية في المدارس ست سنين على الأقل (بالنسبة للذين لا يرسبون!) ومع ذلك عندما نكمل المرحلة الثانوية لا يبدو علينا أننا درسنا شيئاً.. وقد خجلت أن أذكر بأن الحال ليس أفضل مع خريجي الجامعات، كما تعجّبوا من كوننا شعبا قليل العدد ومع ذلك فإن البطالة موجودة بيننا.. والدي العزيز: إني على وشك تنفيذ مشروعين هنا على كفالة رب العائلة.. أحدهما فتح مكتب خدمات لاستقبال القطريين للعمل، والثاني فتح مدرسة متخصصة لتعليم اللغة السيريلانكية للقطريين.. سأضطر يا والدي لإنهاء الرسالة الآن حيث إن ميعاد مغادرة العائلة قد أزف وسيحتاجون لي لقيادة السيارة...». بعدها طلب الحضور من أبي الفجاءة أن يريهم الرد الذي كتبه لابنه المهاجر، وعندما رفض أخذوه منه عنوة.. لكن القلق من المستقبل استبد بهم عندما قرؤوا: «ابني العزيز: مضت الآن فترة عشرة أشهر منذ إحالتي للتقاعد المبكر دون سبب، وأنا خلال هذه الفترة أبحث عن عمل دون فائدة. يا ولدي: حيث إنني لم أعد أتحمل الجلوس في البيت أكثر فأرجو أن تسأل العائلة إن كانوا محتاجين لعامل للزرع أو لكي الثياب! واحجز لي مكاناً في مدرسة اللغة.. لكن أرجو أن تتأكد من أن المدرسين لا يشتمون الطلاب وأهاليهم!». وقام الجميع بتقبيل رأس أبن الفجاءة كي يدرج أسماءهم للالتحاق بنفس المدرسة مبدين أسفهم لانتزاع الرسالة من يده عنوة مؤكدين أنهم في سبيل حياة العمل الجميلة سيتحمّلون حتى إن شتمهم المدرسون «هناك»!. أكمل ابن الفجاءة الرد متضمناً الأسماء وعهدوا به إلى أحدهم لإرساله في الحال وبالبريد المسجّل الذي تبعد مكاتبه نصف ساعة بالسيارة. بعد ثلث ساعة عاد رسولهم وسط استغرابهم من عودته المبكرة.. وابتسامة عريضة مرتسمة على وجنتيه.. ووسط استعجال الحضور بمعرفة السبب.. كان جوابه: وأنا في طريقي لإرسال الكتاب أوقفني أحد الزملاء على استعجال وترجّل من سيارته وقبلني بفرحة عارمة مؤكداً أن توجيهات قد صدرت لكل وزارات الدولة ومؤسساتها العامة بتقديم تقرير عاجل لا يتعدى الأسبوعين يتضمن أسماء جميع القطريين المبعدين مع ذكر أسماء وظائفهم وأسباب إبعادهم «الحقيقية». وقد طلب من كل وزير مختص ورئيس مجلس إدارة معني تعقيبه بمنتهى الحياد.. وتضمن التوجيه إشعاراً بأن أي «عدم دقة» في المعلومات التي سترسل ستعني ذهاب المسؤول «الصادق» وأتباعه في «إجازة مفتوحة». استبشر الحضور خيراً وطلبوا المزيد.. كان الجواب أن زميله كان في فرحة وعجلة من أمره، كما أنه ذاته أصبح الآن في عجلة من أمره لكي «يبشّر» الآخرين.. وتركهم ودموع في العيون معربة عن فرحة بعد طول نسيان كان ضحيته الوطن والإنسان.
عادة -وليس دائماً- عند عودة القلم لمقالة سابقة، يكون دافعه البحث عن ملجأ يحتمي به.. «في حال تصحّره -مؤقتاً!- لأسباب مختلفة». أما هذه المرة فهي مقصودة.. لنقل القارئ لشاطئ بعيد عن «الأحداث العربية» والتعليقات المصاحبة،...
اليوم «الاثنين 11 يونيو» تبدأ قناة الميادين الفضائية بثها.. بشعار يقول «الواقع كما هو». وحيث إنها قناة إخبارية فالمؤكد أن عامل المنافسة سيكون على أشده، خاصة أن هناك قنوات عربية وغير عربية «تبث باللغة العربية»...
قبل أيام قليلة، وتحديداً صباح الأربعاء الماضي، عايشت أحداثاً بدت صغيرة نقلتني -بغض النظر أين كانت رغبتي- إلى عالم مختلف كلية.. رأيت أن أنقل لكم صورة له، وكأنني أعيش حكاية «آلة زمان ومكان» لم أمر...
الأسطر هذه تكملة للحديث الماضي في موضوع قد يبدو مركباً، لذا وكي يسهل على «الراوي» عرض «جزئه الثاني».. فقد ارتأى القلم أن يتم ذلك تحت الفقرات: 1) كيف أتي العنوان. 2) مؤلف رواية «آلة الزمن»....
قد لا يكون معتاداً أن تتحدث مقالة عن عنوانها وكيف جاء. هذا ما أجد نفسي فيه هذه اللحظات، بعد ملاحظتي عنواناً كتبته قبل يومين.. ولم يكن بحاجة، هذا المساء «الخميس»، إلا لإضافة كلمتي «المعرفة والتجهيل»....
ربما كثيرون منا سمعوا «بآلة الزمن».. والبعض على الأقل رأى فيلماً أو أكثر.. حيث تنقلنا تلك الآلة إلى الماضي.. كما أن لديها القدرة على نقلنا للمستقبل.. توقفاً على مخيلة مؤلف العمل.. وربما مخرجه، أما الحاضر...
في الجزء الثاني هذا.. يتواصل الحديث حول دور الأعضاء القطريين في اللجان التي تشكل لتقديم مشاريع القوانين. وقد تطرق حديث أمس إلى بعض الأسباب المحتملة، التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف مشاركة هؤلاء الأعضاء في...
جذب انتباهي، مع بعض الاستغراب «وليس كثيره.. بعد تفكير لم يطل»، ما ذكره الزميل فيصل المرزوقي في مقالته يوم الثلاثاء الماضي الموافق 17 أبريل 2012م في صحيفة «العرب»، حيث أورد ملاحظة حول القوانين التي تصدر...
من بين اللحظات السعيدة التي تمر بمن يكتب أن يجد لديه «وجبة جاهزة» ما عليه إلا «تسخينها قليلاً» بكتابة أسطر مقدمة لها. لذا في تقديم هذا الجزء الثاني.. علي أن أقول الكثير بأقل عدد كلمات...
العودة لكتابة سابقة مضى عليها زمن طويل هو أمر مبرر، «ضمن قناعاتي الجميلة»، إن كان هناك ما يكفي من دافع لهذا الأمر.. مثل أن تكون «تلك اللحظة الجميلة» لإرسال حروفك للجريدة قد أزفت.. ولظرف ما...
بداية لا بد من التنبيه أن العنوان أعلاه يحمل «المعنى المقصود.. تحديداً»، يعني «تضحكان معك».. تضحكان معك!!. بالطبع سيستغرب البعض هذا الإلحاح للتوضيح، لكن آخرين سيرون هذه الإشارة «إشارة توضيحية مقلوبة» لكنها مطلوبة، وحجتهم أن...
الكتابة.. هي لذة للنفس.. وقلق!. لذة عند الانتهاء من الكتابة، وذلك عندما تشعر النفس أن العمل قد اكتمل، أو أنه شبه مكتمل.. وأنه فقط بحاجة لمراجعة «تبدو» نهائية. وهي قلق «يبدأ مع لحظة الانتهاء من...