


عدد المقالات 122
منذ عدة أيام قمت بقراءة نسخة قديمة من قصص يونانية تم تجميعها، قرابة ستمائة سنة قبل الميلاد عن «أعباء هرقل»، حيث إن في هذه القصص الأسطورية يواجه البطل الإغريقي صعاباً عدة في اثنتي عشرة مغامرة للتكفير عن ذنوبه السابقة، ومن بين هذه الأعباء التصدي لوحش هايدرا الأسطوري، والذي يمتاز بتسعة رؤوس، حيث إنه كلما قطع هرقل أحد هذه الرؤوس ينبت مكانه رأسان، مما جعل قتل هذا الوحش الأسطوري أشبه بالمستحيل. وقد خرج هذا الوحش الكاسر من بين طيات صفحات الأساطير الإغريقية وقصص الخيال على مر العصور ليصل إلى صميم الثقافة الغربية اليوم، فاستراتيجية هايدرا في عالم السياسة اليوم تعتمد هي الأخرى بشكل كبير على وضع سياسة ما «أي جسد واحد» وأكثر من محرك «أي عدة رؤوس»، وذلك لعدم معرفة من هو المحرك الحقيقي لتلك السياسة، وبالطبع ومثل هايدرا الإغريقي فإن استبعدت أحد الأطراف «قطعت أحد رؤوس هايدرا» يبقى هايدرا حياً باستمرار لينمو له رأسان بدلاً من الذي قطعته، أي استمرار تلك السياسة دون معرفة المحرك الرئيسي الفعلي. هي نظرية سياسية معقدة نوعاً ما، وقد أثبتت نجاحها في السابق في مناطق مختلفة حول العالم مثل شرق آسيا، وقد ذكرت المجلة الأكاديمية (وجهات نظر من الصين) أمثلة على ذلك من خلال نشر أبحاث حللت استخدام الصين لمثل هذه السياسة للتحكم في مقدرات جيرانها وتحديداً تايوان، وهذا دليل على قدم هذه الخطة الاستراتيجية في وضع السياسات حول العالم، ومع صعوبة تنفيذ مثل هذه الخطة إلا أنه عند نجاحها يكون من الصعب التصدي لها، فتكمن خطورة مثل هذه السياسة المعقدة في مباغتة طرف ما برؤوس جديدة تساند نفس الجسد السياسي، ولو أخذنا فلول النظام السابق في مصر كمثال على ذلك، فمما لا شك فيه أنه بعد قطع رأس النظام السابق نمت رؤوس جديدة لم يتوقعها البعض، وهكذا حتى أصبح «هايدرا العرب» يطل علينا اليوم برؤوس عدة من الشرق والغرب، ليقفوا صفاً واحداً ضد حريات شعوب أوطاننا، فتسمع من يقول «لماذا قطر مع الإخوان؟» دون النظر إلى هذه الجملة الغبية، والتي تنم عن جهل بسياسة دولة قطر التي لم تكن مع حزب قط بل مع إرادة الشعوب دوماً. نعم عزيزي القارئ فمع التقارب «السيسي السوري» الأخير وقرب تنصيب فرعون مصر الجديد على عرشه ظهرت رؤوس جديدة لهايدرا في الخليج والغرب في آن واحد، «لينعقوا» ويتهجموا على من يقف مع كرامة وحقوق الشعوب. الرأي الأخير... في تلك القصة الإغريقية الشهيرة والتي وصفت المعركة بين هرقل وهايدرا، وبعد أن فقد هرقل الأمل تقريباً في التغلب على هذا الوحش ورؤوسه التي تنمو كلما حاول هرقل قتله، توصل هرقل إلى حل «غير تقليدي» ألا وهو أنه قرر التخلي عن سيفه وأسلوبه «المعتاد» في التصدي لمثل هذه الوحوش، وقرر استخدام النار بدلاً عن سيفه، «فحرق» هايدرا، وكما تروي لنا تلك القصص الخيالية أن هرقل قد أردى هايدرا قتيلاً، لأنه وكما نقول اليوم، قام بالتفكير «خارج الصندوق». (إذا أردت أن تحلم فاحلم.. بواقعية! – الدوس هكسلي) إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...