


عدد المقالات 191
في إحدى الورش القيادية التي شاركت فيها سابقاً التي كانت تتحدث عن المساحات الشخصية، قيل إن أفضل مسافة التي تعطى لكل شخص حتى يشعر بالأمان والأريحية بالحديث مع الآخرين هي ما يقارب 30 سنتيمتراً. كل فرد يحتاج أن يشعر بأن هناك هالة حوله تحميه من أي التماس، أي تدخل وحتى أية إهانة. هي مساحة حرة لكل فرد ليحمي وليدافع عن نفسه. هي مساحة حرة، هو من يحدد حدوده، هو من يحدد مساره وتعامله مع الآخرين. هي مساحة يحدد فيها إن كان مستعداً ليستقبل الإهانات، النكت، التعليقات الإيجابية والسلبية. اليوم هناك تداخل في المساحات، الإهانات، والتدخل في شؤون الآخرين. اليوم القصص الشخصية أصبحت عامة، المواضيع السطحية أصبحت مهمة وفي محط أنظار ومسامع الجميع. الأغلب يعرف اليوم ماذا حصل لمشاهير التواصل الاجتماعي والإعلامي بما يتعلق بالحالات الاجتماعية، احتفالات خاصة، انفصال، عمليات تجميل أو أو، كما يتناقل البعض أخبار الآخرين كـ «فضائح»!! ويتغيب الاهتمام عن القراءة، والثقافة والاهتمام في تطوير النفس وتحسينها. الجانب الشكلي، السطحي أصبح غالب وسائل التواصل الاجتماعي دون تعميم. هناك من يجلس في مساحته الحرة ليبدأ إساءة الغير دون مراعاة ولا اهتمام لمساحة الآخرين. أصبحت برامج التواصل الاجتماعي من أكثر الأمور التي تثير الرأي العام اليوم. التعليقات السيئة ترد بتعليقات أسوأ. الخلافات تنقلب إلى تهديد وفتح صفحات سابقة. بالفعل هي مساحاتنا الـ 30 سنتيمتراً الحرة. ولكننا لسنا أحراراً لنهين، لسنا أحراراً لنقذف الآخرين ونهددهم، لسنا أحراراً في حياة الآخرين. المساحات الحرة لا تعني الحرية في السطحيات، بل هي الحرية في الاختيار، الحرية في التفكير والحرية في اتخاذ القرار. تبقى المساحات محددة، تحددها بالأخلاق، القرارات، وحتى التعامل مع الآخرين. تبقى الخصوصية من ضمن الهالة الشخصية، لذا يجب الفصل يبن ما هو خاص وما هو عام، لتبقى هالتك مسطرة تحددها بما هو شخصي، لتبقيه داخل الهالة، وما هو متاح للآخرين وممكن أن يخرج من مساحتك الشخصية.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...