


عدد المقالات 191
بينما كانت تقود السيارة، وقفت وفجأة تحاول أن تتذكر لماذا هي في الشارع، وإلى أين كانت متجهة. تقول: شعرت بالأسى لنفسي، وكأني هاربة أبحث عن وقت لي، فقط لي. قد لا تكون هذه القصة الموجزة جداً درامية ولا تراجيدية للجميع، وأحاول أن أتفهم ذلك. ولكنها كذلك لصاحبة الموضوع نفسه، والأسباب التي دفعتها أن تقود السيارة دون هدف ونسيان تام إلى مكان توجهها. إنها الدوافع التي تجعل منا أشخاصاً مرهقين، مكتئبين حتى ومنهارين. إنها المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع، وتختلف بين شخص لآخر. فهذه المرأة هي أم قابلتها لغرض بحثي، لأسمع قصص الأمهات العاملات ومدى قدرتهن على تحمل عدة مهام في يوم واحد. يحزن البعض منهن على أنفسهن، وبعضهن غير مبالٍ حسب الظروف. يأخذ بعضهن أدوية مهدئة، وبعضهن لا يعرفن بعد طريق الاستشارة والإرشاد لصحة نفسية أفضل. وكثيرة هي القصص المحلية التي تعاني من العيش في السيارة، لتلبية الاحتياجات وتوفير الطلبات وتقديم الرعاية الممكنة. تلك الحالات المحلية ليست لها قاعدة بعد للحديث عن هذه الأعباء، ولبس قبعات مختلفة في آن واحد، فلا تؤخذ هذه القصص بجدية بعد. وإن وجدت فهي بلا حلول صديقة بعد (دون تعميم). ولكن توفر الدراسات العالمية التي تستطيع أن تربطها بشكل كبير جداً بالأوضاع الراهنة مع الأم العاملة اليوم، وتأثير الصحة النفسية على طبيعة عملها وقدرتها على توفير الوقت المتبقي للرعاية والاهتمام للأسرة دون ضغوطات، بل تساعد بشكل كبير جداً في فهم الحالات، والبدء في الدراسات المحلية قدر المستطاع. المصادر متوفرة، والاطلاع على هذه الأبحاث العالمية مفتوح اليوم للجميع، ولكن ليس الجميع مهتماً بعد بهذا الموضوع، لهذا قد نستقبل ردود أفعال من جهات العمل بالتعميم كون الموظفات (لا فائدة منهن، دائماً في إجازات مرضية أو لا عذر لهن، كمثال على أحد التعميمات). لا تزال السياسات ثابتة فيما يتعلق بالأم العاملة (كموظفة)، فعلى الرغم من الظروف الاجتماعية ووجودها في أوقات ليست بالضرورة أن تكون بعد الدوام الرسمي، إلا أنها لا تساعد على فهم احتياج الموظف بعد في التنسيق ما بين المنزل والعمل، وهذا الأمر يحزنني، خاصة ونحن نتكلم عن هوية مجتمع ترتبط بشكل كبير بأفراد العائلة وظروفهم وواجباتهم الاجتماعية. المسألة لا علاقة لها بالوقت باليوم، خاصة بوجود التكنولوجيا الحديثة والمستمرة في التقدم في العمل، سواء في الفضاء الرقمي (عبر الهاتف واللاب توب، وغيرها من وسائل التواصل)، أم الفضاء الفيزيائي (كالجلوس على مكتب). إنما المسألة يجب أن تركز اليوم على الإنتاجية وعدم التقصير بها. فلم لا تزال إنتاجية العمل تقاس بساعات العمل؟! تؤكد بعض الدراسات الحديثة اليوم أن إنتاجية الموظف باليوم لا تتجاوز الأربعة ساعات بشكل متواصل (دون تعميم حسب طبيعة العمل). ختاماً: الأم العاملة لا تحتاج إلى إجازة وضع وساعات أمومة فقط، وزيادة عدد الحضانات لعمر طفل معين. إنما تحتاج إلى الموازنة ما بين العمل والمنزل، للمساعدة في بناء نهضة وطن تبدأ أولاً وأساساً من المنزل. فهي تحتاج إلى موازنة ما بين عمل تؤمن بأنه واجهة تطويرية رئيسية لنفسها، والمنزل لتقدم الرعاية والتربية للأبناء (حسب أعمارهم واحتياجاتهم) قدر المستطاع. فإن فقد هذا التوازن، نكتشف أن الأم قد تواجه أمراضاً نفسية مزمنة لا تعالج بالدواء! والدراسات والتقارير الصحية الحديثة تقر بهذا الشيء.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...