alsharq

إياد الدليمي

عدد المقالات 188

سوريا.. ما الحل؟

10 سبتمبر 2011 , 12:00ص

نقف يوميا متسمرين أمام شاشات التلفزيون ونحن نراقب الموت في سوريا، كل يوم موت وقتل إضافي، كل يوم رقم جديد للضحايا يرتفع، لا جديد، ربما تخرجنا بعض أفعال الشبيحة من روتين التكرار من خلال تنوع أساليب القتل والتفنن في محاولة إذلال النفس السورية الحرة والأبية، لا جديد، كل يوم يشبه الذي قبله، ونحن كما كنا متسمرون، مرة نحوقل ومرة نبسمل ومرات كثيرة نقول «حسبنا الله ونعم الوكيل» كأننا في بعض الأحيان نتحول بمشاهدتنا السلبية للقتل اليومي في سوريا إلى عامل إضافي للقتل، عامل إضافي لإذلال السوريين، نتحول إلى شبيحة من نوع خاص، لا نكون هناك في الميدان ولكن نترك ميداننا خاليا أرضا يبابا، لأننا لا نقدم على شيء إيجابي يمكن أن يساهم في إزاحة الغمة عن أخوة لنا وأشقاء هناك في الشام. ومثلنا ولكن بدرجة أكبر وأكبر بكثير، يساهم الحكام العرب في مشهد القتل السوري، فهم ربما أكثر سكوتا منا وأكثر سلبية بل إن بعضهم لا يخفي دعمه لهذا النظام، معتبرا إياه أفضل من أي نظام قادم، وأيضا تساهم جامعة الدول العربية في ارتفاع منسوب الدم السوري يوما بعد آخر، ولا نريد أن نتحدث عن أمينها العام نبيل العربي وتصريحه في قصر الأمويين عقب لقائه الأسد قبل نحو شهرين أو زيارته المقررة اليوم. على ذكر الجامعة العربية، البعض يقول إن العربي دبلوماسي محنك وأن الخارجية المصرية خسرته، وأنه معروف بمواقفه الوطنية الشجاعة، أقول كنت أتمنى من السيد العربي بعد أن وجد أن الجامعة العربية لا دور لها سوى تقديم النصح، أن يعلن عدم رغبته بالاستمرار في هذه الجامعة «الديكور» غير القادرة على نصرة الشعوب، وأن يضع اسمه في قائمة شرف ناصعة البياض، أما أن تتجمد وطنيته ومواقفه المشهودة عند الكرسي فأعتقد أن الأمر بحاجة إلى إعادة النظر. وعلى الطرف الآخر، هناك العالم الغربي، المنافق الكبير، الدجال الأشر، الذي لا يتحرك إلا حيث شم رائحة النفط وأمن إسرائيل، فترك سوريا، لأن نظامها الأسدي الأفضل لإسرائيل، وهو لا يريد أن يدخل في متاهة ما بعد الأسد، وهو العارف جيدا أن الشعب السوري لن يقبل أن تبقى الجولان محتلة ليوم واحد، لذلك فإنه لا يملك إلا عقوبات تلو عقوبات على شخوص لا يبدو أنهم ستتاح لهم الفرصة للسفر خارج شارعهم، اللهم إلا إذا قرروا الرحيل فجأة والاختفاء من حياة الشعب السوري. اليوم الشعب السوري يقدم على مذبحة الحرية عشرات من أبنائه، وفي المقابل تراوح كل المواقف مكانها، ما عدا ما أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل أيام من أن الشعب السوري لن يتراجع عن مطالبه، والذي أعتقد أنه أجرأ موقف تجاه هذا النظام المتعسف في دمشق وأقوى رسالة له. الحل في سوريا هو أن تقف آلة القتل فورا وبلا أية شروط أو مقدمات، أن تنسحب كل الآليات من الشوارع بلا تأخير، أن تعود الحياة إلى مدن سوريا وأن يترك للناس حرية التظاهر والتعبير بعيدا عن القمع، وإلا فلا بأس أن نطالب بتدخل دولي لحماية الأرواح التي تزهق كل يوم، لا بأس أن نقول للعالم تعالوا وخلصونا من هذا النظام القمعي. النظام السوري وصل حدا من البشاعة والتقتيل بأبناء شعبه ما لا يمكن السكوت عنه، وبالتالي فإن رفض البعض للتدخل الدولي لا يبدو مبررا. نعم هناك كما قلنا غرب منافق، ولكن هنا نظام سفاح قاتل مجرم لا يرعوي، فإذا كان لا بد لنا من خيار بين منافق باحث عن مصالحه ومصالح إسرائيل وبين نظام قاتل مجرم سفاح يظهر فنون قتله كل يوم على أبناء شعبه، أعتقد أن الكفة سترجح خيار الغرب المنافق على سفاحنا المحلي. وأيضا، أرى أن على الشعوب العربية، خاصة تلك التي نالت حريتها، أن تتحرك، أن تنظم مليونيات الجمعة، دعما للسوريين، أن نقدم ولو جزءا بسيطا من وقتنا لدعمهم، لأننا لا نريد أن يمر ربيعنا العربي دون أن يحيي ربيع العمل في ذواتنا، ويرفع عنا سلبية «إني شعليه» كما يقال باللهجة العراقية الدارجة، أي لا علاقة لي. ليس هذا فحسب بل يجب على كل الكيانات والنقابات العربية بمختلف توجهاتها أن تظهر قدرا أكبر من التضامن مع الشعب السوري، يا ناس إن ما ينزف يوميا على شوارع الشام دم وليس ماء، تخيلوا لو أن لكم أهلا هناك، ماذا سيكون رد فعلكم؟ نريد هبة جماهيرية، نريد جمعة عربية لنصرة سوريا، جمعة تمتد من نواكشوط وتصل مسقط وصحار، نريد دعوة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لجمعة نصرة الشعب السوري، يجب أن نضغط على الحكومات العربية لطرد سفراء النظام اللاشرعي، وأن تسحب سفراءها، يجب عزل هذا النظام، ويجب أيضاً أن نمد ولو يدا صغيرة نمسح بها دموع طفلة تودع أباها الشهيد.

بهذه الأفعال تحاربون داعش؟

في خبر ربما لم يتوقف عنده الكثيرون، أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» العراقية يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم...

هل تعود أميركا لاحتلال العراق؟

لا يبدو من المنطقي والمبرر والواقعي أن تحشد أميركا 40 دولة معها من أجل ضرب مجموعة مقاتلة تنتشر بين العراق وسوريا، تحت أي مبرر أو مسوغ، فعدد المقاتلين وفقا لتقديرات الاستخبارات الأميركية لا يصل بأحسن...

وضاعت صنعاء.. فمن التالي؟

نعم ضاعت صنعاء، ووصلت اليد الإيرانية الفارسية التي تحسن التخطيط إلى اليمن، واستولت جماعة الحوثي على اليمن، وباتت خاصرة شبه الجزيرة العربية وجنوبها بيد أنصار الله، أتباع الولي الفقيه في طهران، وصحا الخليج العربي على...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

حرب على داعش... فماذا عن الميليشيات؟

هاج العالم وماج وهو يسعى لتعزيز صفوفه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولم يعد هناك من شغل يشغل وسائل إعلامه، سوى هذا الاسم المرعب الذي بث الخوف والهلع في نفوس قادة المجتمع...

الحكومة العراقية الجديدة... القديمة

في زمن قياسي، أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي المكلف ليلة الاثنين، حكومته التي لم يطل انتظارها، كما كان الحال مع حكومة نوري المالكي السابقة التي احتاجت إلى عشرة أشهر وولدت بعد مخاض عسير وبولادة...

سنّة العراق والخيارات المرة

ربما لم يمر سُنة العراق بحالة من الحيرة والضيق السياسي كما يعيشونها اليوم، فهم ما بين مطرقة الموت الإيرانية ممثلة بحكومة بغداد وميلشياتها، وما بين سكين الضغوط الدولية التي تمارسها عليهم أطراف دولية بغية المشاركة...

أين العالم من تهجير سنة البصرة؟

انتفض العالم وتعالى صراخه بعد أن وزع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية منشورات طالب فيها مسيحيي مدينة الموصل بمغادرة المدينة بعد أن رفضوا اعتناق الإسـلام أو دفع الجزية البالغة 80 دولارا للفرد البالغ سنويا، مع...

ماذا بقي من العملية السياسية في العراق؟

أشبه ما يكون بالمسرحية، دخل نواب الكتل البرلمانية، مع غيابات هنا أو هناك، إلى قبة برلمان لم يكن في يوم من الأيام فاعلا أو مؤثرا بقدر ما كان سببا للمشاكل والأزمات، وبعد شد وجذب، مع...

التقسيم ليس حلاً للعراق

تتناول العديد من التقارير الغربية والعربية مآلات الأزمة العراقية وتضع العديد من السيناريوهات للأزمة والتي لا يصح بأي حال من ربطها بما جرى في العاشر من يونيو الماضي بعد أن سيطر مسلحون على العديد من...

حتى لا يضيع العراق مرتين

لا يبدو أن الأزمة العراقية الأخيرة عقب سيطرة المسلحين على أجزاء واسعة من البلاد ستجد لها حلا قريباً في الأفق، فهي وإن كان البعض يعتقد بأنها ستنتهي فور الانتهاء من تسمية رئيس جديد للحكومة خلفاً...

ثورة العراق تحاصر إيران

نحو أسبوعين منذ أن اندلعت الثورة العراقية الكبرى والتي بدأت بمحافظة الموصل شمال العراق، ووصلت لتقف عند أبواب العاصمة بغداد في حركة يمكن قراءتها على أنها محاولة من قبل الثوار لإعطاء الحل السياسي فرصة للتحرك،...