


عدد المقالات 191
كان يا مكان في قديم الزمان، رغبت عائلة في دولة قطر الخروج لأحد المقاهي الجديدة في المجمعات المعاصرة، فقررت الذهاب بعد المغرب للجلوس والمسامرة. إلى أن وصلت المكان المطلوب، وفجأة انصدمت العائلة بأن جميع من حولها فتيات صحبة في العشرينات، ومع دخول العائلة بات أن يكون على الفتيات شيء غريب أو أصبح قديما ولا يرونه بكثرة، خاصة في هذا الزمن، فالظاهرة أصبحت الآن الخروج مع الأصدقاء، الأولوية لهم، بمعنى آخر في أمور كثيرة. ففي قديم الزمان كانت زيارات الأصدقاء منحصرة في المنازل ولا تتجاوز الساعتين إلى الثلاث إن كثرت. وكانت المناسبات لتجمع الأصدقاء بعيدة، فكمثال كانت بعض العوائل القطرية لا تعتبر الاحتفال بأعياد الميلاد جزءاً من الدين والعادات، فبالتالي لا يسمح لبعض الفتيات بمثل هذه الزيارات!!! طبعاً اختلف الأمر تماماً في هذا الزمن، كما نراه الآن، حال البنات في المجمعات من عبايات متفاوتة في الطول والعرض، على الرغم من سوادها، فلم تكن مانعاً أساسياً للإبداع في لبروزها أكثر. وكما يقال: «إن البنات صار ويهم نفس الشي»، والقصد هنا بمستوى الماكياج، بسمارة الوجه، وغمج أحمر الشفاه من الأحمر الغامج إلى البنفسجي الغامج!! وطبعاً هذا صنف من الفتيات، الصنف الآخر من الفتيات أو أعتقد أنهم يريدون العالم أن يطلق عليهم «شباب»، بعباءة سوداء تخلو من الزينة إطلاقاً عكس الفتاه المعاصرة، ولكن تتميز بوجود «المخبى» على الجنبين للنقود، وربما مسباح!!، لا تستخدم حقيبة اليد، حاملة الهاتف في يدها وتمشي كما يمشي الوحش العملاق، وليس الرجل الطبيعي في المكان، تعتقد أنها «ضابطة الدور مسكينة». صور مفاجئة لعائلة ظنت أن الوضع طبيعي كما كان بالسابق. دعوني أكمل لكم القصة، جلست العائلة في منتصف المكان، المكان مكتظ محتشر بأصوات وقهقهات البنات، لا يسمح المكان للجلوس والمسامرة كما وصفتها سابقاً. فالجلوس في ذاك المكان المكتظ يتطلب مهمة المناظرة والتعليق فقط! قررت العائلة عدم الجلوس لوقت طويل لعدم الشعور بالراحة. فانتهت الجدة بتسمية ذاك المكان شبهة!! قصه أخرى: كان يا مكان في قديم الزمان، رغب رجل باصطحاب عائلته خلال عطلة الأسبوع إلى شرب الكرك في مكان حديث. فقرر الذهاب بعد الساعة العاشرة مساء، فكانت نزهة بالسيارة، لتغيير الجو، وفجأة وإذا بسيارات شباب وبنات «ملتمة» ومتقابلة في مكان واحد، وأصوات متعالية للأغاني. السيارات متقابلة يتسامرون مع بعضهم البعض «الدنيا كول!». لم يعجب تلك العائلة الموضوع فقررت الخروج من تلك المنطقة آخذة معها مشاهد غير مقبولة للعادات بدل العصير. خلاصة القصص: أعتذر أيها العوائل لا مكان لكم للتسامر خارج المنزل! فالنزهات العائلية فعلاً أصبحت «كان يا مكان في قديم الزمان» عند رؤية تلك المشاهد خارج المنزل! جزيل الشكر والتقدير لكل من الأخت نجلاء -مصممة جرافيكس- لتصميمها بوستر الاحتشام للأجانب، وأيضاً لفريق العضيد ومبادرتهم في التحكم بمثل هذه الظاهرة. ولكن استناداً إلى قصص العائلات في الأعلى، بل ومشاهد أكثر وأكثر صعقاً، هناك من في حاجة إلى حملات الاحتشام والعضيد. *ملاحظة: القصص لا تشمل جميع الفتيات ولكن البعض منهن.
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...