


عدد المقالات 2
برنامج «المجلس» على شاشة قنوات الكأس، وما يقدمه من مذاق خاص في عالم التحليل الرياضي التلفزيوني، يستحق وقفة إشادة حقيقية. لقد نجح البرنامج، تحت قيادة الإعلامي المخضرم خالد جاسم، في ترسيخ نفسه كعلامة فارقة، بل وماركة مسجلة في ذاكرة المشاهد العربي، محطماً أرقاماً قياسية في الاستقطاب والتفاعل. سر هذا النجاح لا يكمن فقط في توقيت البث أو ضخامة الحدث الذي يغطيه، بل في الفلسفة التي بُني عليها: فلسفة «المجلس» بمعناه الاجتماعي الأصيل، حيث يجتمع خبراء ومحللون وإعلاميون من خلفيات متنوعة ليناقشوا كرة القدم بلغة تجمع بين عمق الاختصاص ودفء الحوار. وفي هذه الدورة من كأس العرب، برزت لمسة إبداعية فريدة تمثلت في الاستضافة المتميزة للصحفي من جزر القمر، حسام الدين أحمد. لم يكن حضوره مجرد إضافة رقم أو تمثيل جغرافي، بل تحول إلى «فاكهة البرنامج» الحقيقية، كما وصفه الجمهور. ما قدمه هذا الصحفي كان درساً في الإعلامية الإنسانية الصادقة. صراحته التي أثارت موقفاً طريفاً عندما اعترف بأنه لم يشاهد إحدى المباريات لأنه كان نائماً، لم تكن نقطة ضعف، بل كانت قوة نادرة في فضاء يطغى عليه أحياناً التكلف والادعاء بالاطلاع على كل شيء. وهذه الصراحة أضاءت حقيقة غائبة عن كثير من المتلقين، وهي أن الإعلامي أو صانع المحتوى الرياضي «محدود الطاقة». إنه بشر، لا يستطيع أن يكون آلة لمشاهدة كل الدوريات والمباريات واللحظات على مدار الساعة، خاصة عندما يتحول الاستمتاع بالكرة إلى عمل شاق يتطلب استدعاءً ذهنياً وجسدياً وعملاً متراكماً قبل المباراة.
في ليلة جمعت بين أطياف الأمة تحت سماء الدوحة، انطلقت كأس العرب 2025 بحفل افتتاحي مبهر على ملعب البيت، ليُعلن رسمياً عن بداية فصل جديد في سجل كرة القدم العربية. تحت أنظار أمير قطر سمو...