alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

سعد عبد الله الخرجي - المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني 27 أكتوبر 2025
خطاب يرسم خريطة طريق
رأي العرب 29 أكتوبر 2025
الاستثمار في العنصر البشري

مؤتمر موسكو.. «الجنازة حامية والميت كلب»

05 يناير 2015 , 07:25ص

دأبنا بالشام على القول لمن يرتدي ثوباً أكبر منه أن نقول له «هذا ثوب كبير عليك»، ربما ما ينطبق على الأشخاص ينسحب على الدول، إن كبرنا عدسة المجهر، فبعض الدول اليوم تسعى إلى لعب دور أكبر منها بحكم ما توفر لها من وهم القوة الخادعة، ظانة أن بمقدورها فرض الآني والانتقالي كأمر دائم، غرور القوة وأوهامها أعمتها عن الواقع، فإمبراطوريات التاريخ الموميائية لا يمكن استدعاؤها على عجل، ومن يطلب حقوقاً كباراً عليه أن يدفع مقابلها واجبات كباراً، فلا يمكن أن تطالب بحقوق الكبار وتمارس واجبات الصغار. القوة الدائمة لم تكن يوماً ما قوة السلاح والاستبداد والديكتاتورية والغرور والتكبر فتلك قوة عابرة لا دائمة، فالقوة لم تقس يوماً بالحديد وإلا لما انهار الاتحاد السوفاتي وتشظى إلى 15 دولة، القوة الناعمة ممثلة بالحق والأخلاق والدعم المجتمعي ومحمية بالحديد هي الدائمة، ولذا لم ينفع كل حديد حلف وارسو في وأد الجهاد الأفغاني، تماماً كما لم يفلح كل حديد تحالف الغرب الذي يضم 40 دولة في القضاء على حركة طالبان فرحل مهزوماً، وإن انتفش الحديد المتعري من الأخلاق والحق يوماً، كما وقع للروس في الشيشان والإيرانيين في العراق والشام، فذاك عابر، فالاحتلالات ومقاوماتها لا تقاس بالسنين، ولنا في نجاح الثورة المضادة بفرنسا لسنوات ثم هزيمتها أمام ثورة الشعب الفرنسي عبرة. مناسبة الحديث هو ما يجري على أرض الشام من انتفاش الطاووس الإيراني، وتبختر الدب الروسي، ومع أول أزمة بدأ اقتصادهما بالانهيار، إنها أزمة انخفاض النفط، ولذا فهما يلهثان اليوم وراء حلول سلمية لا تزال خلبية وهمية تماماً كوهمهما بتحقيق انتصار على الشعب السوري، وهو انتصار بعيد عن أسنانهم رغم كل الآلة التدميرية الجهنمية التي جربوها، مع تأمين فيتو أميركي- غربي بمنع أي سلاح نوعي للثوار على الأرض. سارع الروس والإيرانيون بعد أن سلمهما الأميركيون مفاتيح الحل السلمي بجنيف مقابل خلع الرداء الكيماوي الأسدي، سارعا إلى الترويج لحل سلمي ربما كان عرض الطاغية أسد قبل سنوات أفضل منه، عرض تمثل بمؤتمر تشاوري ليس ملزماً لأحد يدعى إليه معارضون بصفتهم الشخصية، معظمهم معارضون مزورون كانوا ولا يزال بعضهم مع النظام، مشفوعاً بتسريبات عقب لقاء نائب وزير الخارجية الروسية بوغدانوف مع حسن نصر الله من أن الأخير أبلغه أن أسد خطر أحمر، وبغض النظر فيما إذا كان ذلك رد إيراني على مساعي روسية بالتخلي عن أسد، أو أن الروس لا يزالون يدعمون بقاءه، مع التذكير أن النفوذ الإيراني أقوى عسكرياً من الروسي. لقد أحسن الإخوان المسلمون في سوريا برفضهم المشاركة في مؤتمر الزور هذا، كما رفضوا من قبل المشاركة في مؤتمر زور آخر هو جنيف، وهم الذين خبروا هذا النظام كونهم طليعة المعارضين له منذ السبعينيات فخبروه عسكرياً وسياسياً أكثر من الآخرين فلا حل بحسب بيانهم إلا بالالتحام بثورة الشعب، لا رغبة بالدماء وإنما لطبيعة هذا النظام الاستبدادية الإجرامية الرافضة لغيره، فشعاره ليس نظرياً وإنما ممارسة على الأرض وبشكل يومي «إما الأسد أو نحرق البلد»، ورفع شبيحته «لا إله إلا الأسد». عجز ثلاثة وسطاء أمميون عن إقناع طاغية الشام بالتنازل، وعجز أكثر من ربع مليون شهيد وما يماثلهم من المعتقلين والمفقودين ونصف مليون جريح وأحد عشر مليونا مشردا، وتدمير %70 من البلد كلها عجزت عن أن ترغم الطاغية على التواضع ليقبل ببعض حرية من انتفض، فلا يزال يصر على نفس عباراته منذ اليوم الأول للثورة، مؤامرة وتدخلات أجنبية، وكأن التدخل الروسي والصيني والإيراني والعراقي والحزبلاتي إلى جانبه من أهل البيت؟! بدأ من كان متحمساً بالأمس لموسكو ودورها يتسللون لواذاً، فقد أصر بعضهم على تجريب المجرب، والدخول في ماراثون طويل من المفاوضات، التي يريدها النظام كحوار مع نفسه وحوار من أجل الحوار ذاته، كسباً للوقت والظهور أمام العالم على أنه يرغب بالحوار، وأن من يعرقله هم الثوار على الأرض ومن ينسحب في حال تكشف له حقيقة النظام، المتعري أصلاً أمام السوريين، فهو يرفض الحل السلمي وإرهابي لا بد من تصفيته. فهل يفكر عاقل أن روسيا التي كانت جزءاً من المحرقة السورية على الخطى الغروزنية، يمكن أن تكون جزءًا من الحل، ما يجري هو عملية تكاذب، فروسيا جزء من حلف استبدادي عالمي يضم إليه الصين وإيران والعراق والنظام السوري، وسيواجهون بأظافرهم وأسنانهم الثورة الشامية لقناعتهم أنها بوابة ثورة كبيرة تهدد بالتهامهم وحرقهم إلى إيران والقوقاز والصين، بالإضافة إلى خسارتهم العراق ولبنان. إن ما يجري طبخة حصى، يختصرها المثل الدارج «الجنازة حامية والميت كلب». @ahmadmuaffaq

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...