


عدد المقالات 205
لكل عصر لغته ولهجاته، ولكل وقت أدبه أو أدبياته، فيكون الأدب مما يستحق أن يُذكر، والأدبيات مما عدا ذلك، وإن كان من المضموم والمنصوب والمفتوح على كل المطارح الصحيحة! وفي كل زمان ما يدرج فيه من الأدب أو الأدبيات. بعض أزمنة العرب كعصر ما قبل الإسلام أو «الجاهلية»، وما تبعها بعد ظهور الإسلام، كان من حسن حظ معاصريها أن الدارج في معظمه هو أدب الشعر العربي الرصين في المعنى واللغة والتركيب. كان الدارج وقتها شعر البطولة والحماسة والفخر والشجاعة، فأنشد عنترة بن شداد قوله: ولو أرســلت رمحـــي مع جبــــان ** لكــان بهيبتي يلقى الســباعا ملأت الأرض خوفاً من حسامي ** وخصمي لم يجد فيها اتساعا ليأتي بعده المتنبي، فيقول: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأســمعت كلمـاتي مــن به صــمم الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــــــي ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ** بأنني خير من تســعى به قــدم يُقال بأن هذه الأبيات هي ما قتلت المتنبي، الذي كان قد هجا رجل يُسمى بضبة بن يزيد الأسدي العيني، وفي أحد أسفاره لقي خاله فاتك بن أبي جهل الأسدي، وفي معركة معه، كان المتنبي على وشك الهروب، فتلا عليه فاتك أبياته السابقة، ليرجع المتنبي ويلقى مصرعه. الأدبيات الدارجة في عصرنا هذا مختلفة جداً، ومتوزعة بين 140 حرفاً على تويتر، ومجموعة نكت وأمثال ومقاطع أغانٍ في بقية برامج التواصل الاجتماعي وفي الشوارع. تمثل في معظمها النقيض من معاني وقوالب العرب القديمة. الأدبيات الجديدة مغطاة بالسخرية ومشبعة بالجبن والدهن الرخيص والكسل والخوف، والكثير من المعاني المستترة حتى خُنق الضمير المستتر. أمثالنا من صورة «من خاف سلم»، و«أذن من طين وأذن من عجين» تحكي الواقع، وتدرج معه. ما نرفض أن نستوعبه هو أنها تتدرج معه أيضاً، فيمكن تحريكها وتغييرها بل وخلعها واستبدالها. فدروج الأمثال والقصص القصيرة وكل ما هو مختصر في 140 حرفاً أو أقل بدل المعلقات والعروض مقبول تحت بند التطور والتغيير، لكن انقلاب المحتوى هو ما يُقلق ويثني عن الثناء. أدبياتنا درجت حتى تدحرجت، ومع ذلك سبقت أدبنا. ويبقى الأمل الصاحب المفضل للألم، وكما قال «زين» تويتر: سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ.. من شدة اليأسِ لم يخلق بمفتاحِ.
تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن. الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن...
الأخطار التي واجهت أجيال أجدادنا وأجداد أجدادنا، ماتت معهم. لا أحد يخاف اليوم من الموت لارتفاع حرارة جسده أو لعدم إمكانية وصول الطبيب أو الدواء إليه. المخاوف والأمراض التي هددت تلك الأجيال لم تعد تهددنا...
أين ذهب الوقت؟ في أي مدى تمددت الساعات والدقائق، وتركتنا وحدنا نعد الأيام والأسابيع بل والسنين؟ الإنسان يربط نفسه بنفسه بأفكار الفناء والخلود، يعيش وكأنه لن يذوق الموت، ليموت دون أن يعرف الحياة، مسلسل الدمية...
شاهدت مؤخراً «Manhunt: Unabomber»، وهو مسلسل مبنٍ على أحداث حقيقية. وتمحورت القصة حول محاولة مكتب التحقيقات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية (FBI)، الإمساك بأحد أكبر المجرمين الذي أرهبوا الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن الماضي،...
الأمور التي لم يخبرك بها والداك عن الحياة، كثيرة. فعلوا ذلك إما لعدم معرفتهم بها ولعدم إلمامهم بكل الجوانب أو حماية للأبناء أو غفلة منهم أو ما عدا ذلك من الأسباب المختلفة التي نقنع أنفسنا...
في كرة القدم تُعتبر حركة التسلل هدفاً محققاً في معظم الأحيان، تكالبت عليه الأنظمة والقوانين والحكم والجمهور، أو على الأقل نصفهم. ما أكثر الأهداف التي يعتبرها الحكام حركات تسلل، وبعضها في حقيقتها غير مستحقة، أي...
انتشرت في الآونة الأخيرة بعض النكات والتعليقات حول الشعوب الخليجية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي خصت بعض تصرفاتهم الظريفة والغريبة، وغيرها من التصرفات التي تميزهم. ولكن المثير والمضحك حول هذه التعليقات هي الإشارة غير...
هناك أمور يجب على أي انسان أن يحافظ عليها ويحترمها في نظري، أهمها: الماء والوقت. فإن أضعت الماء، أضعت حياتك، وإن أهملت الوقت، أهملت روحك. قد يبدو الماء والوقت للوهلة الأولى بلا أية قواسم مشتركة،...
شهدنا خلال الأسابيع الماضية أفعال «داعش» الفظيعة على أرض الواقع، في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت، وفي تفجيرات تونس وفرنسا ومصر وغيرها من الدول، وشاهدنا أيضاً أفعالهم أو سيناريو مقارباً لها على التلفاز في...
أحاول أن أتحكم في وقتي قدر استطاعتي، وبما أننا في عصر الإنترنت والمواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، يتوفر لنا هذا الرفاه عبر مواقع كـ «يوتيوب»، فبدل أن أنتظر برنامجاً أو أرتب جدولاً يومياً أو شهرياً...
كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي...
لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟ يجب أن أوضح أمرين قبل أن...