alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

الإصلاح والطريق الصعب

01 يوليو 2013 , 12:00ص

يبدو أن خيار الصمت الذي انتهجه رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران اتجاه حميد شباط الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال شريكه في الحكومة لم يعد يجدِ نفعا، ولم يعد يفسر عند الكثيرين على أنه عامل قوة وحكمة في مواجهة قرار حزب الاستقلال بالانسحاب (المجمد) من الحكومة والأسلوب الابتزازي لشباط، بل بات يفسرونه على أنه حالة حيرة وقلة حيلة. ورغم أنه طلب تحكيما ملكيا -بغض النظر عن النقاش السياسي والدستوري الذي أثاره الطلب- فإنه كان يفترض في شباط أن ينتظر الجواب الملكي في ظل استمرار وزرائه في الحكومة، لكنه واصل تهجماته على الأستاذ بنكيران بصفته رئيسا للحكومة وبصفته أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية بل وعلى شخصه، وتجاوزت حدود اللياقة والتنافس السياسي، وآخرها اتهام العدالة والتنمية بتنفيذ مخطط دولي في المغرب مستمد من الخارج، بعد تهم «الخونجة» والأسلمة وأخرى طويلة عريضة. ألم يأن لحزب العدالة وقيادته أن يوقف هذا الهراء والعبث ويقدم دعوة قضائية بشأن الاتهامات المذكورة والتحقيق مع صاحبها، وإلا بات في إمكان من شاء أن يتهم من شاء بما شاء وقت ما شاء بدون حسيب ولا رقيب، خاصة عندما لا يكون المُتهِم شخصا عاديا بل أمينا عاما لحزب سياسي. سيقول البعض إن صمت الأستاذ عبدالإله بنكيران وتوصيته لقيادات الحزب بعدم الرد والتعقيب فيه حكمة وعدم سقوط في الفخ، وهذا وإن كان فيه جانب من الصواب فإن فيه جانبا آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو أنه من الحكمة أيضاً أن تقدر الأمور بقدرها واتخاذ الموقف السليم في الوقت السليم، وأحسب أن وقت الصمت قد ولى وحان وقت الكلام بالصريح المباشر وليس بلغة الرموز، وللصمت حدود قياسا على مقولة للصبر حدود. رئيس الحكومة المغربية، يؤكد سواء داخل البرلمان وفي اللقاءات الحزبية، أنه ماض على طريق الإصلاح ومحاربة الفساد، ولكن الناس لا تلمس ذلك ،لأن أغلب وسائل الإعلام لا تظهر الإيجابيات بل تسلط الضوء أكثر على السلبيات وتضخمها. نعم طريق الإصلاح والاعتدال ليس خيارا سهلا كما يعتقد كثيرون بل يحتاج لصبر وحكمة، ولكنه في الوقت نفسه يحتاج لأن يفهم الناس، كما قال القيادي في حزب التقدم والاشتراكية (اليساري) وحليف العدالة والتنمية في الحكومة رشيد روكبان في مشاركته الأخيرة ضمن «برنامج قضايا وآراء» بالقناة المغربية الأولى، أن هناك من لم يستطع تقبل نتائج الانتخابات التشريعية رغم أنه مر عليها أكثر من 18 شهرا أقر بنزاهتها الجميع، وهناك من لم يتقبل حكومة بالائتلاف والتشكيلة الحالية وقيادة حزب العدالة والتنمية لها، ولا يزال يعاني من حاجز نفسي في التعامل معها. كما أنه ووفقا لرشيد روكبان، هناك أطراف وجهات تسعى لأن تشتغل الحكومة الحالية في ظروف غير عادية، ووجود صراع بين من يعمل على نجاح هذه التجربة الحكومية وبالتالي نجاح البلاد، وبين من لا يريد لها النجاح لأنه يعمل بمنطق سياسوي انتخابوي، لأن نجاحها يعني نجاح الأحزاب المشكلة لها وبالتالي نجاحهم في الانتخابات المقبلة وهذا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة له. وفي هذا السياق، نفهم على سبيل المثال تضايق المعارضة من حضور رئيس الحكومة للجلسة الشهرية ومقاطعتها مؤخرا لأنهم يعتبرونها فرصة لمخاطبة الأستاذ عبدالإله بنكيران المغاربة والتواصل معهم وكسب شعبية.. بالله عليكم هل هذه معارضة؟ كيف تخاف من الجلسة الشهرية وهي تقول إن الحكومة فقدت شعبيتها ولم تقدم شيئا جديدا و.. فمم تخاف المعارضة إذاً؟

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...