15 % تراجع صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط

لوسيل

الدوحة - لوسيل

أعلنت لومينا كابيتال أدفايزرز لومينا ، العاملة في مجال الاستشارات المالية للشركات، عن إصدار أحدث تقاريرها حول مشهد التجارة والصفقات الدولية، الذي يؤكد أن الصفقات العابرة من المملكة المتحدة إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حافظت على مرونتها رغم التحديات العالمية في عام 2023.

ويشير التقرير إلى أن المنطقة تشهد نقلةً نوعية استراتيجية في مجال الصفقات، تتمثل في تزايد التوجه نحو صفقات الاستحواذ والحصول على رأس مال كبير للنمو، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشركات الرائدة في المنطقة وتعديل الاستراتيجيات العالمية للشركات.

كما حققت منطقة الشرق الأوسط إنجازاً ملحوظاً خلال عام 2023 بعد أن أصبحت جهةً مُصدرة للابتكارات، وتقود مبادراتٍ وبرامج واسعة في مجالات الطاقة المتجددة والتحوّل الرقمي.

ويشير تقرير لومينا إلى أن المنطقة ستحافظ على مكانتها مركزاً للتعاملات التجارية الحيوية خلال عام 2024، بالتزامن مع انتعاش مشهد عقد الصفقات عالمياً.

وسجلت الشركات العامة المحدودة البريطانية أداءً مبهراً عام 2022 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ارتفعت عوائدها بصورةٍ ملحوظة ولا سيما في القطاعات المتوافقة مع مبادرات تحوّل الطاقة المتزايدة إقليمياً. كما حافظت المنطقة على جاذبيتها أمام الشركات المدرجة على مؤشر فاينانشال تايمز، التي ساهمت عوائدها في رفع حصة عوائد منطقة الشرق الأوسط إلى 20.9% من المبيعات العالمية (مقارنةً مع 20.1% في العام السابق). ويضم مؤشر فاينانشال تايمز 250 تحت مظلته 27 شركة تسجل أعلى العوائد من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منها 21 شركة أعربت عن ارتفاع عوائدها تماشياً مع النمو المتسارع في قطاعات النقل والتكنولوجيا والصناعات. ويتزامن هذا الازدهار مع الخطط الطموحة لإنجاز تحوّل الطاقة في المنطقة، والتي توفر فرصاً هائلة للاستثمارات والأعمال محلياً.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال أندرو نيكول، الشريك لدى لومينا كابيتال أدفايزرز: تسجل المنطقة نمواً مذهلاً في القطاعات غير النفطية، وخاصة قطاعات الصناعات والرعاية الصحية والنقل والتكنولوجيا، مما يؤكد أهمية الالتزامات الإقليمية بمشاريع الطاقة المستدامة، ودورها في إرساء بيئة حيوية قائمة على الابتكار. ومع مواصلة الاستثمارات في مبادرات الطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء في المنطقة، نتوقع ارتفاعاً مستمراً في عوائد الشركات البريطانية، مع ترسيخ مكانة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوصفها مركزاً محورياً للاقتصاد العالمي وقيادة مساعي الاستدامة .

وواصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعها في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية حتى وصلت لمستوياتٍ غير مسبوقة خلال عام 2023، ولكن هذه الاستثمارات في السعودية تجاوزت نظيرتها في الإمارات لأول مرة على الإطلاق، حيث ارتفع معدلها في المملكة بواقع 71%، مؤكداً المكانة المتنامية للسعودية بوصفها وجهةً رائدة للاستثمار على مستوى المنطقة.

ومن المتوقع ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستثمارات البريطانية تحديداً في الشرق الأوسط خلال عام 2024، مدفوعةً بمجموعة من المشاريع الرئيسية المرتقبة في المنطقة؛ أبرزها يتمثل في مشاريع تطويرية كبرى/عملاقة متعددة الاستخدامات مثل نيوم، المدينة الضخمة القائمة على أحدث التقنيات والمقرر إنشاؤها في إطار رؤية المملكة 2030، بتكلفة تقديرية تبلغ 500 مليون دولار أمريكي؛ ونخلة جبل علي وبرج خور دبي في دولة الإمارات، اللذين يقدمان معايير غير مسبوقة للمعيشة الفاخرة. كما ستقدم مشاريع البنية التحتية مساهماتٍ اقتصادية ملحوظة وتُسهم في تعزيز الربط والنقل في المنطقة، بما فيها مطار الملك سلمان الدولي ومسار الخط الأزرق لمترو دبي. وتواصل مشاريع الطاقة المتجددة انتشارها في المنطقة، وعلى رأسها مشروع مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الذي سيصبح أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم؛ ومحطة الشعيبة الثانية للطاقة الشمسية التي ستوفر الكهرباء النظيفة لمئات آلاف المنازل في السعودية. وتسهم هذه المشاريع مجتمعةً في تمهيد الطريق أمام مشهدٍ واعد للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام المقبل.

وتغيّر مشهد عقد الصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصورةٍ جذرية خلال عام 2023، فتراجعت صفقات مشاريع رأس المال المغامر في مراحلها المبكرة، في حين حافظت صفقات الاندماج والاستحواذ والمشاريع المشتركة التي تتراوح قيمتها بين 30 و200 مليون دولار أمريكي على استقرارها. وفي المقابل، انخفضت صفقات الاندماج والاستحواذ والأسهم الخاصة إقليمياً بواقع 15%، قياساً مع انخفاض صفقات الاندماج والاستحواذ عالمياً بنسبة 27%؛ كما سجلت المنطقة عدداً من الصفقات الضخمة بقيادة صناديق الثروة السيادية.

من جانبه، قال جورج تروب، الشريك الإداري في شركة لومينا كابيتال أدفايزرز: لاحظنا خلال عام 2023 تزايد الصفقات التي تقودها شركات القطاع الخاص، وانتعاش نشاط الأسهم الخاصة، لا سيما في عمليات التخارج وجمع رأس المال. وتعكس هذه التغيرات المشهد المتغير لسوق عقد الصفقات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .