تنظمها "البلدية" لمدة أسبوع

انطلاق فعالية العسل والتمور بساحة المزروعة

لوسيل

صلاح بديوي

دعت وزارة البلدية الجمهور إلى حضور فعالية العسل والتمور التي تقام خلال الفترة من 29 ديسمبر إلى 5 يناير المقبل من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهرا في ساحة المزروعة بمشاركة العشرات من المزارع القطرية. يجيء انعقاد الفعالية في وقت تكشف فيه سجلات تجارية بحوزة اصحاب المناحل تضاعف إنتاج البرنامج الوطني لعسل النحل التابع لها نهاية 2022 ليصل إلى اكثر من 120 ألف كجم إثر انضمام 100 مزرعة جديدة لهذا المشروع المدعوم من قبل الدولة، وكان البرنامج يضم 135 مزرعة بلغ إنتاجها 58 ألف كجم في بداية المرحلة نهاية العام الماضي، وبذلك ترتفع أعداد المزارع المشاركة في البرنامج إلى 235 مزرعة بارتفاع نسبته 40 %، تلقت 100 وحدة إنتاجية منها دعما مجانيا يصل إلى ألف من خلايا النحل بمعدل 10 خلايا لكل مزرعة متضمنة كافة مكوناتها.
وفي معرض توضيحه لأسباب الطفرة التي تشهدها مزارع تربية النحل من حيث الكم والنوع والعدد أشار السيد يوسف بن خالد الخليفي مدير الشؤون الزراعية: إن وزارة البلدية والبيئة تحرص على اتباع المعايير الإرشادية التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو للنهوض بتربية النحل وإنتاج العسل، وعملت الوزارة على توفير كل المقومات لنجاح المشروع الوطني لعسل النحل، حيث خصصت في هذا الصدد عددا من الفنيين للإشراف على جميع مراحل الإنتاج في المشروع من تدريب للعمال والقيام بزيارات ميدانية دورية لهذه المزارع، لمتابعة عملية تربية النحل، وتقديم الإرشادات الدورية لمربي النحل، مبينا أن إدارة الشؤون الزراعية قد نظمت أيضا دورات تدريبية وورش عمل حول تربية نحل العسل بمشاركة الكادر الفني والمربين بالمزارع المستفيدة من المشروع .
ويقول أحمد اليافعي رئيس قسم الإرشاد والخدمات الزراعية بإدارة الشؤون الزراعية: إن منتجات العسل التي يجري عرضها للجمهور تعد من إنتاج المزارع المحلية التي تتميز بجودة عالية. والهدف من إقامة تلك الفعالية هو التسويق للمزارع ومختلف أنواع المنتجات المحلية وتنشيط عمل الساحات الزراعية، وجذب مزيد من الجمهور لتلك الساحات .
ونجح الخبراء القطريون التابعون للبحوث الزراعية في إكثار وانتخاب ملكات نحل عذارى تستطيع تحمل العيش في البيئة القطرية وإنتاج كميات عالية الجودة من عسل النحل، وفي ذات السياق قامت الوزارة في خلال الموسمين الماضيين بتوزيع دفعات من ملكات النحل العذارى على عدد من المزارع المستفيدة والتي تشارك في المشروع الوطني لعسل النحل، بعدد (1000) ملكة نحل، موزعة على عشرات المناحل، وآخر هذه الدفعات في سبتمبر وأكتوبر الماضي .

تحديات المنتجيين

يقول المهندس عرفات النوبي المشرف على مزارع لعسل النحل: أتولى الإشراف على 15 مزرعة تضم 350 خلية نحل، وابرز التحديات التي تواجه تربية وصناعة عسل النحل في دولة قطر موسم الصيف والبيئة الصحراوية والتي تتسبب في هلاك وموت اغلب الخلايا والمناحل، ولازلنا نتطلع للجهود الجبارة التي تبذلها الدولة القطرية عبر التوسع في عمليات زراعة اشجار السدر وأشجار اخرى في كل مكان ربما تنجح خلال الاعوام المقبلة في التغلب على هذا العامل.
ويستطرد قائلاً: ادارة الشؤون الزراعية تحت قيادة خالد يوسف الخليفي تبذل مجهودات كبيرة لتنمية مشروعات خلايا النخل وتزويد المربين بمستلزمات الإنتاج وفي أكتوبر الماضي وزعت علينا ما نحتاجه من ملكات نحل، كما سبق وأمدتنا بخلايا لتربية عسل النحل وخدمات ارشادية وتدريبية الأمر الذي ساهم في ارتفاع مستوى الإنتاجية والجودة ولم تكتف بذلك فهي لا تترك مناسبة أو مهرجانا الا ووفرت لنا منافذ لبيع عسل النحل .
ويقول المهندس عرفات النوبي: أخطر ما يواجه إنتاج عسل النحل وينعكس على معدلاته وصناعته 3 عوامل، وهي الأعداء الطبيعيون من حشرات الفاروا وطيور مهاجرة تفترسه مثل الوروار ، والعامل الثاني يتعلق بارتفاع معدلات درجة الحرارة خلال 3 أشهر في العام الأمر الذي يتسبب في هلاكه لعدم مقدرته على التعايش مع الطبيعة وعدم وجود طعام له، بيد أنه أشار إلى إمكانية تغير ذلك مستقبلا على إثر مشروعات التشجير الواسعة التي بدأتها الدولة خلال الفترة الماضية والمستقبلية، أما العامل الثالث الذي يمثل خطرا على المناحل المبيدات السامة والتي تؤدي إلى هلاك ما بين 40 إلى 50 % من النحل وتشكل خسارة كبيرة لمجمل المناحل في دولة قطر.

ويستطرد م. عرفات النوبي قائلاً: ومن أجل إنقاذ المناحل والإنتاج مطلوب فرض رقابة صارمة على المبيدات المستوردة وتقدر بعشرات الأنواع، حيث تدخل البلاد مبيدات سامة للغاية ويتم رشها على المزارع لمقاومة الحشرات وعندما يحاول النحل الحصول على الرحيق من زهور النباتات والأشجار يتعرض للتسمم وينفق، الأمر الذي يجعل البلاد تفقد ما يقرب من نصف الإنتاج من العسل. وناشد وزارة البلدية ألا تسمح بدخول المبيدات شديدة السمية وتأخذ في الاعتبار تواجد تلك المناحل.
ويشير المهندس عرفات حول طرق تسمم النحل إلى تسرب المبيدات بشكل مباشر عن طريق الريح إلى داخل الخلية، أو أثناء قيام نحلة العسل بجمع الرحيق الملوث يحدث لها تسمم معدٍ جراء استخدام المبيدات سريعة التأثير ويموت النحل قبل وصوله للخلية. وتزداد الخطورة في حال استخدام مبيدات بطيئة التأثير، حيث يستطيع النحل نقل الرحيق وتخزينه في الخلية قبل ظهور التأثير القاتل للمبيد عليه ويموت النحل نتيجة تراكم النحل الميت داخل الخلية وعدم قدرة النحل المنظف على إزالته.


حبوب اللقاح

ويقول المهندس الزراعي محمد كامل: إذا تمكن النحل السارح من تخزين حبوب اللقاح الملوثة وتغذى عليها النحل الحاضن واليرقات تكون الخلية بأكملها مهددة بالخطر، ويستدل على ذلك بوجود نحل ويرقات ميتة أمام الخلية وأسفل الإطارات. وتناول النحل لماء ملوث بمواد كيماوية يؤدي لموته، ويزداد الخطر في أيام الحر خاصة، وذلك بسبب موت النحل السارح وارتفاع درجات الحرارة داخل الخلية بسبب نقص الماء. كما يمكن أن يحدث ذلك أيضا عند استهلاك النحل لقطرات الندى المتجمعة على النباتات المرشوشة، أو مواجهة النحل المباشرة لرذاذ وأبخرة المبيدات المرشوشة في الحقول أثناء طيران النحل.
ويستطرد قائلا ً: يقوم الاتحاد الأوروبي بتوسيع الحظر المفروض على ثلاثة مبيدات حشرية (نيونيكوتينويد) تهدد النحل، إلى أن منعت كلياً مؤخراً في الهواء الطلق. وجاء ذلك بعد أن وجدت هيئة مراقبة سلامة الأغذية أن المبيدات تشكل خطراً على النحل .
وأوضح مهندس كامل: ويدعو الاقتراح المصدق من قبل الاتحاد الأوروبي إلى حظر كامل في الهواء الطلق لثلاث مواد: (ايميداكلوبريد) الذي طورته شركة باير كروبساينس الألمانية، و(كلوثياندين) التي أنشأتها شركة باير لألمانية، وشركة تاكيدا اليابانية، بالإضافة إلى (ثيامثوكسام) من شركة سينغينتا السويسرية . بيد أن للمسؤولين في وزارة البلدية وجهة نظر أخرى مضمونها أن كل المبيدات سامة وبإمكان النحالين حماية الخلايا بحسن وترشيد التعامل مع المبيدات، بيد أنهم على الرغم من معرفة شدة سمية المبيدات فإنهم يستخدمونها في مزارعهم الأمر الذي تكون له تداعيات سلبية على النحل وإنتاجه.
وتحرص وزارة الصحة على فحص عسل النحل ومنتجاته قبل طرحها في المهرجانات والمعارض حتى لا تكون بها أية متبقيات مبيدات أو ملوثات. ووفق مهرجان العسل الجارية فعالياته بسوق واقف الآن تتراوح أسعار كيلو العسل من 500 ريال إلى 250 ريال.

توصيات الفاو

ومن اجل زيادة الجهود المبذولة للحفاظ على المناحل وحمايتها تقدم منظمة الاغذية والزراعة الفاو الفاو 14 توصية للمزارعين ومربي النحل والحكومات للأفراد. حيث تطالب الفاو الأفراد بالاتى: زراعة مجموعة متنوعة من النباتات المحلية، التي تزهر في أوقات مختلفة من السنة؛ شراء العسل الطبيعي من المزارعين المحليين؛ شراء المنتجات الزراعية من المزارع التي تحرص على الممارسات الزراعية المستدامة؛ تجنب استعمال المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات أو مبيدات الأعشاب في حدائقنا؛ حماية مستعمرات النحل البرية كلما أمكن ذلك؛ رعاية خلية نحل؛ إتاحة نافورة مياه للنحل بترك وعاء ماء في الخارج؛ المساعدة في صون النظم الإيكولوجية للغابات؛ وإذكاء مستوى الوعي في محيطنا بتشارك هذه المعلومات في مجتمعاتنا وشبكاتنا الاجتماعية؛ ففقدان النحل يؤثر فينا جميعا .