يرى مراقبون أن استجابة مطار حمد الدولي للمتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا (كوفيد- 19)، خاصة على قطاع السفر والنقل الجوي، جاءت على المستوى المطلوب في التعامل مع التداعيات التي خلفتها الجائحة على صناعة السياحة والسفر.
وأشاد خبراء بالخطط والإجراءات الاحترازية التي اتخذها المطار منذ بداية الجائحة، والتي استهدفت إعادة التشغيل مع إعطاء الأولوية لسلامة وراحة المسافرين والموظفين، مع تعظيم الاستعانة بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة لمكافحة الفيروس وتحقيق أعلى معايير السلامة بتجربة السفر.
وقال صالح الطويل، المدير العام لسفريات العالمية، إن استعانة مطار حمد الدولي بهذه التقنيات المتطورة لا تتوافق وحسب مع إستراتيجية السفر الآمن التي يتبناها المطار باعتباره مطاراً عالمياً رائداً في التحول الرقمي، ولكنها تؤكد أيضاً التزامه بإعادة بناء ثقة المسافرين في السفر عبر مطار حمد الدولي في ظل جائحة كورونا .
وأضاف الطويل ، لـ لوسيل : يأتي إطلاق هذه الحلول الذكية المتطورة في إطار جهود المطار المستمرة لحماية وضمان سلامة موظفيه ومسافريه من انتشار فيروس (كوفيد- 19)، واستعادة ثقة المسافرين في السفر الجوي، وهي تمثل في حد ذاتها استثمارات إستراتيجية تدل على مكانة مطار حمد الدولي الرائدة، وقيادة مسيرة التحول العالمي للمطارات، حيث يسعى دائماً إلى تعزيز تجربة المسافرين وتحسين سجله الحافل في التميز التشغيلي .
بدوره، قال طارق عبداللطيف طه، الرئيس التنفيذي لشركة ريجنسي للسياحة والسفر، إن الرؤية الذكية للمطار التي تضع المسافرين في صميم إستراتيجيتها، ساهمت في تحفيز استثمارات المطار وتوظيف أحدث التقنيات والتشغيل الآلي والخدمة الذاتية التي تتيح للمسافرين تجربة سلسة وآمنة وتمنحهم المرونة اللازمة والعديد من الخيارات.
وأوضح طه أن من شأن تلك التقنيات التكنولوجية الحديثة الإسهام في تسريع استجابة المطار وعملياته التشغيلية لخطط تعافي قطاع النقل الجوي، نظراً لما تلعبه من دور حيوي في تسهيل وتأمين تجربة السفر عبر المطار حال عودته إلى نشاطه السابق بشكل تدريجي.
ويحرص المطار على سلامة الموظفين من خلال التأكيد على استعمال الكمامات والقفازات وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة التفتيش الحاسوبية للتقصي آلياً والتنبيه على ارتداء الكمامات، وتتواصل عمليات التنظيف والتعقيم التي تشمل جميع مناطق التلامس بالمطار مرة كل 10 إلى 15 دقيقة مع توفير معقمات الأيدي لجميع المسافرين في جميع المناطق الأساسية في المطار، إلى جانب تنظيف جميع البوابات وأماكن استقبال بوابات الحافلات بعد كل رحلة، فيما يواصل حمد الدولي تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي التي تضمن الحفاظ على مسافة قدرها 1.5 متر في جميع نقاط الاتصال عبر المطار، بمساعدة علامات أرضية ولافتات إرشادية ومقاعد متباعدة، وتعمل جميع منافذ البيع بالتجزئة والأطعمة والمشروبات في مطار حمد الدولي للتشجيع على إجراء المعاملات اللاتلامسية وغير النقدية من خلال بطاقات الدفع الإلكترونية، كما تسعى أيضاً لتفعيل عمليات الشراء عبر الإنترنت أو من خلال تطبيقات الهاتف في المستقبل القريب.
حسب ما رصدته لوسيل ، فإن مطار حمد الدولي المصنف كمطار خمس نجوم منذ العام 2017، واصل خلال الأزمة الاستثمار في التقنيات التكنولوجية المتطورة الداعمة لرؤيته الإستراتيجية الذكية، والهادفة لتعزيز تجربة المسافرين وتحسين سجله الحافل فيما يتعلق بالتميز التشغيلي.
وطبق المطار الذي صُنف كثالث أفضل مطار في العالم ضمن جوائز سكاي تراكس العالمية للمطارات 2020، نحو 8 تقنيات وحلول تكنولوجية جديدة ساهمت في تعزيز خطته لمواجهة جائحة كوفيد- 19 ، شملت الخوذات الذكية للفحص الحراري، وأجهزة الروبوت للتعقيم، وأنفاق التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وحلول هابي هوفر و سيتا للتحكم عن بعد في تسجيل الوصول الذاتي وتسليم الأمتعة دون تلامس، بالإضافة إلى تقنية سي 2 المتطورة للفحص الأمني، وآلات بيع ذاتية لمعدات الوقاية الشخصية، فضلا عن الهوية البيومترية كمفتاح عبور للمسافرين داخل المطار.
تفصيلياً، استعان المطار في إجراء الفحص الحراري والتعقيم لجميع الموظفين والمسافرين بالتكنولوجيا الحديثة والمتطورة، وتشمل هذه التقنيات المتطورة استخدام خوذ ذكية للفحص الحراري، بما يتيح إمكانية فحص المسافرين أثناء تنقلهم، وتتميز تلك الخوذ بكفاءة الأداء وتتيح للأشخاص المعنيين قياس درجة الحرارة بدون تلامس، من خلال تقنيات متطورة مثل التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء والذكاء الاصطناعي وشاشة للواقع المعزَّز.
وفيما استخدم مطار حمد الدولي أجهزة الروبوت للتعقيم، وهي أجهزة متنقلة ومستقلة تماماً تعمل على إطلاق ضوء يحتوي على أشعة فوق بنفسجية، حيث تم توزيعها على كافة نقاط تدفق المسافرين، لقدرتها الفعالة بالقضاء على نسبة عالية من الكائنات الدقيقة المعدية، وكذلك الحد من انتشار الجراثيم المسببة للأمراض، استعان المطار بأنفاق التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية بهدف تطهير جميع الأمتعة التي يتم تسجيلها للمسافرين (المغادرين أو القادمين أو العابرين)، وكذلك تعقيم جميع عربات وساحات نقل الأمتعة.
باشر مطار حمد الدولي بالمرحلة التجريبية لاختبار حلول التكنولوجيا الذكية هابي هوفر و سيتا للتحكم عن بعد عبر الهاتف المحمول في عملية تسجيل الوصول الذاتي وتسليم الأمتعة دون تلامس، حيث يعتمد الحل الذكي هابي هوفر على تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء لاستشعار حركة الأصابع عند اقترابها من جزء معين من الشاشة، ومن ثم قبول الإجراء الذي يرغب العميل في تنفيذه، ما يعني الاستغناء عن ضرورة لمس الأسطح التي يُحتمل أن تكون مصدراً للعدوى، بينما يحظى المسافرون بخيار استخدام هواتفهم المحمولة بسهولة للتحكم في شاشة الكشك عبر تكنولوجيا سيتا للتحكم عن بعد ، وبمجرد قيام المسافرين بالمسح الضوئي لرمز الاستجابة السريعة QR سيتم ربط هواتفهم المحمولة بتطبيق سيتا ريموت كونترول ، ويعرض التطبيق لوحة لمس يمكن للمسافر استخدامها للتحكم عن بعد بمؤشر الفأرة على الشاشة الخاصة بالكشك، كما يتميز التطبيق أيضاً بلوحة مفاتيح يمكن للمسافرين استخدامها للكتابة على شاشة الكشك دون لمسها.
وأيضاً، كان مطار حمد الدولي هو أول مطار بالمنطقة يستخدم تكنولوجيا سي 2 في الفحص الأمني وهي تكنولوجيا رائدة ومتطورة، حيث تتيح لأفراد الأمن اكتشاف المخاطر التي قد تكون في أمتعة الركاب والتعامل معها دون أن يتعين عليهم إخراج أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى من الحقائب، ومن ثم تفادي خطورة نشر العدوى، والمساهمة في رفع مستوى خدمة المسافرين.
ويعد مطار حمد الدولي من أوائل المطارات التي توفر تقنية فريدة من نوعها هي الهوية البيومترية التي تدعم التعرف على الوجه، ما يضمن للمسافرين رحلة آمنة بدون تلامس، حيث تعتمد هذه التقنية على الجمع بين معلومات رحلة المسافر وجواز السفر والمعلومات البيومترية للوجه في رمز سفر واحد يتم إعداده بواسطة كشك التسجيل الذاتي، ومكَّن ذلك المسافرين من استخدام أكشاك تسجيل الوصول التي تدعم المقاييس الحيوية لالتقاط صورهم ومسح جوازات سفرهم وبطاقات صعودهم ضوئياً، حيث يجعل سجل الهوية الرقمي هذا، وجه المسافر مفتاح مروره عبر نقاط الاتصال الرئيسية بالمطار، مثل الأجهزة الذاتية لتسليم الأمتعة، وما قبل الجوازات، والبوابة الإلكترونية، وبوابة الصعود الذاتي إلى الطائرة.
كما وفر حمد الدولي مؤخراً آلات بيع ذاتية لمعدات الوقاية الشخصية متيحاً للمسافرين خيارات إضافية للحصول على معدات الوقاية الشخصية عبر النقاط الرئيسية للمسافرين في جميع أنحاء مبنى المطار، بما في ذلك أقنعة الوجه والقفازات التي تستخدم لمرة واحدة ومعقمات اليد ومناديل التطهير المبللة، بالإضافة إلى المواد الصيدلية التي يتم شراؤها بشكل شائع بدون وصفة طبية مثل الفيتامينات ولوازم العناية الشخصية.