انخفض عدد العاطلين عن العمل في فرنسا بشكل كبير في سبتمبر من هذا العام، وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2001، ولكن البطالة لا تزال تمثل مشكلة عويصة، وفقا لبيانات موقع فرانس إنفو France Info الفرنسي.
وأشارت البيانات إلى أن ذلك ينطبق على جميع مجالات الصناعات، بما فيها قطاع البناء والتشييد والأعمال التجارية القائمة على الخدمات، وحتى قطاع التصنيع الذي عانى كثيرا منذ الأزمة العالمية التي عصفت بدول العالم عام 2008، فقد أخذ في التعافي.
وتبدو توقعات النمو - حاليا بنسبة 1.9% - مشجعة في جميع أنواع العمالة بأنحاء البلاد، بما فيها العقود المؤقتة والوظائف الدائمة، حسبما ذكر موقع كونيكشيون الفرنسي.
وفي الواقع، يبدو أن العقود الأطول أجلا آخذة في الارتفاع، كما أن أكثر من 50% من فرص العمل الجديدة تأتي من الوظائف الدائمة، وهو الرقم الذي نما بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.
غير أن بعض المعلقين الاقتصاديين لا يزالون متفائلين بنسبة 100%، إلا أن التقرير الأخير الذي نشره المعهد الوطني للإحصاءات والدراسات الاقتصادية أشأر إلى أن القطاع الخاص سيستمر في النمو، ولكن القطاع العام - في المقابل- سيشهد انخفاضا في عدد فرص العمل.
وعلى الرغم من خلق أكثر من 300 ألف وظيفة خلال هذا العام في فرنسا، فإن العديد من العاطلين عن العمل لفترة طويلة لم يعثروا على فرص عمل، وتشير البيانات إلى أن 2.5 مليون شخص سجلوا للحصول على إعانات البطالة كانوا على القائمة الخاصة بالإعانات لمدة سنة أو أكثر.
وذكرت البيانات أن عدم المساواة في البلاد أصبح منتشرا بشكل كبير، ويرجح أن يكون العاطلون عن العمل من خلفيات المهاجرين من الجيل الثالث أو الرابع.
كما أكدت أن العمر يمثل أيضا قضية جوهرية، إذ إن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عاما أو أكثر يكابدون للعثور على عمل، فيما تظل البطالة تشهد ارتفاعا بين الكبار.
وفي كثير من الأحيان، يتم النظر إلى الأشخاص العاطلين عن العمل لفترة من الوقت بأنهم لا يتمتعون بالمهارات اللازمة للعمل، إذ أشار فرانس إنفو إلى أن أكثر من 350 ألف من الوظائف المتاحة في باريس تتطلب نوعا من التدريب الذي يمكن أن يستغرق وقتا طويلا الوقت وغالبا ما يكون مكلفا.
وتأتي هذه الأرقام المذكورة في ضوء خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح قطاع العمالة وتحريك عجلة اقتصاد فرنسا، ولكن بعض الخبراء الاقتصاديين يرون ما إذا كان أولئك الذين في أمس الحاجة إلي فرص العمل في المجتمع الفرنسي سيحصلون عليها أم لا.