يبحث منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عن فرصته في بلوغ المباراة النهائية لبطولة الكأس الذهبية، وذلك خلال المواجهة التي ستجمعه مع صاحب الأرض والجمهور نظيره الأمريكي عند الساعة الثانية والنصف فجر الجمعة بتوقيت الدوحة، على استاد Q2 أوستن في الدور نصف النهائي من البطولة.
المواجهة بمثابة تحد آخر للعنابي الذي يبحث عن مواصلة كتابة التاريخ بالبطولة، في مباراة صعبة وقوية كونها نقطة العبور الى النهائي والمنافسة على اللقب في أول مشاركة له.
ويسعى نجوم منتخبنا إلى التواجد في المحطة الرابعة والأخيرة التي ستكون في لاس فيجاس ، بعدما كانوا قد نجحوا في بلوغ الدور نصف النهائي عقب تخطيهم السلفادور في الدور ربع النهائي، ليصبحوا بين الأربعة الكبار.
ومما لا شك فيه أن المباراة أمام المنتخب الأمريكي ستكون الأصعب في مسيرة العنابي مع البطولة حتى الآن، حيث سيكون في مواجهة المنتخب الذي يبحث عن التتويج باللقب الذي فشل في تحقيقه خلال النسخة الماضية (2019) بعد خسارته في النهائي أمام المكسيك، وهدفه في هذه النسخة تحقيقه، بما أن البطولة بالنسبة لهم بمثابة التحضير أيضا للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم قطر 2022، مع لاعبين حتى وان كانوا شباباً لكن طموح هذا المنتخب لا بد أن يكون كبيرا دون أن يتوقف عند حدود الوصول للمربع الذهبي، الأمر الذي يجعل العنابي مطالباً ببذل أقصى جهد ممكن من خلال هذه المواجهة لتحقيق هدفه في اللقاء المتمثل بالتأهل للمباراة النهائية التي ستجمعه مع الفائز من المباراة الثانية بين المكسيك حاملة اللقب وكندا.
ومع أن كل المؤشرات تؤكد أن المواجهة ستكون صعبة وهذا ما يتطلب أعلى درجات الاستعداد فنيا وبدنيا، واستغلال المعنويات العالية التي يمر بها اللاعبون من خلال تقديم مستويات رائعة خلال الدور الأول وفي الدور ربع النهائي، فمن الناحية الفنية منتخبنا جاهز فعلاً عطفا على ما سبق وما قدمه في المباريات الماضية، فليس من السهل على أي منتخب أن يتصدر مجموعته في بطولة يشارك فيها لأول مرة لكن المستحيل ليس قطرياً، حيث فاز مرتين وتعادل مرة واحدة، وهذا ما فشلت منه حتى البرازيل وكولومبيا وبيرو، وكذلك اقصاء المنتخب السلفادوري في الدور ربع النهائي الذي كان قد قدم مباريات رائعة في الدور الأول خاصة في اللقاء الذي واجه فيه المكسيك، لهذا فثقتنا كبيرة في لاعبي منتخبنا على تقديم افضل ما لديهم في هذه المواجهة حتى يتسنى لهم التواجد في نهائي لاس فيجاس وكتابة فصل آخر من تاريخ كرة القدم القطرية في مشاركته الحالية بالكأس الذهبية.
ركز الجهاز الفني بقيادة فيليكس سانشيز على الاستعداد لهذه المواجهة من خلال حرصه على تجاوز الأخطاء التي ظهرت في مباراة السلفادور، وهي الأخطاء التي كلفته تعرض مرمى منتخبنا لهدفين في الدور ربع النهائي.
حضر سانشيز منتخبنا الوطني لمواجهة المنتخب الأمريكي بعد نهاية مباراة الدور الثاني من خلال اعطاء اللاعبين يومين راحة، خاصة أن منتخبنا كان تجاوز الأخطاء الدفاعية بعد مباراة بنما من خلال وقفة سريعة من المدرب الذي عالجها خلال مباراة جرينادا والهندوراس القوي هجوميا ورغم ذلك لم يتلق العنابي أي هدف في تلك المباراة، لهذا لا خوف على دفاع منتخبنا كون هدفي السلفادور جاء بعد المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون خلال المباريات الماضية وفي الشوط الأول من تلك المباراة، والدليل على الحفاظ على تفوقه في تلك المباراة بعد التغييرات التي قام بها فيليكس سانشيز.
أكثر ما كان يخيف منافسي منتخبنا الوطني خلال المباريات السابقة هو الهجوم المرعب الذي يقوده هداف البطولة المعز علي، ففي كل مؤتمر صحفي قبل اي مباراة الجهاز الفني لتلك المنتخبات يحذرون لاعبيهم من سرعة انتقال الكرة من الدفاع للهجوم من طرف نجوم منتخبنا، وهذا ينطبق على مدرب المنتخب الأمريكي جريج برهالتر الذي اعترف أن مباراتهم أمام العنابي ستكون الأصعب كونهم سيلعبون أمام اقوى هجوم في البطولة.
فقد تمكن هجوم منتخبنا من تسجيل 12 هدفاً خلال المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن حيث يعتبر الأقوى بين كل منتخبات الكونكاكاف، سجل منها ثلاثة أهداف في مرمى المنتخب البنمي وبعدها رباعية في شباك جرينادا وهدفين أمام الهندوراس، بالإضافة لثلاثة الأهداف التي سجلها في الدور ربع النهائي امام السلفادور، والجميل أن كل هذه المباريات كان العنابي دائما هو المبادر في الهجوم والتسجيل في نفس الوقت لهذا اللعب بطريقة دفاعية هي الطريقة التي اعتمد عليها منافسو منتخبنا خلال المباريات السابقة.
دائما ما تلعب التفاصيل الصغيرة في النهائيات دورا كبيرا في التأهل، لهذا التركيز مهم جدا فبعيدا عن الشوط الثاني من مباراة السلفادور الانضباط التكتيكي الذي يطرحه الجهاز الفني لمنتخبنا وتعود اللاعبون عليه طوال الفترة الماضية من خلال دراسة طريقة لعب المنافس ساهم في وصول منتخبنا لهذا الدور، وظهر هذا خاصة في مباراة الهندوراس وجرينادا التي ظهر فيها لاعبو منتخبنا في قمة التركيز فحتى بعد تقدمهم في النتيجة واصلوا تسييرهم الجيد للمباراة، فالضغط الذي يفرضه على منافسه يدفعه لارتكاب الأخطاء.
ويضاف إلى ذلك المعنويات العالية لنجوم منتخبنا قادتهم للتفوق على منافسيهم، فحتى في مباراة المنتخب السلفادور التي حاول فيها هذا الأخير أن يعود باللقاء من خلال تسجيله لهدفين لم يؤثر ذلك على معنوياتهم، فقد واصلوا فيها الدفاع على منطقتهم بشكل جيد وكذلك قيادة هجمات لإضافة الهدف الرابع، لهذا الإعداد الذهني مهم جدا للاعبي العنابي وهذا ما يركز عليه سانشيز بشكل كبير، لأن في الأخير الإعداد لمثل هذه المباريات يكون بدنيا وتكتيكيا وفنيا وذهنيا ونفسيا لتحقيق التأهل.
مما لا شك أن مباراة فجر الجمعة ستكون مختلفة عن المباريات السابقة من حيث الإستراتيجية والتكتيك وصعوبة المواجهة، ففي المباريات الماضية واجه العنابي فرقا كانت تلعب بالضغط أكثر، خاصة بالنسبة للهندوراس الذي انقلب عليه بعد أن خاض مباراة العنابي وهو متخوف من التعثر ومواجهة المكسيك في الدور ربع النهائي وهذا ما حدث بالفعل، وهذا ينطبق على السفادور التي خاضت لضغط كبير عليها بسبب رغبتها في فك نحس الدور الأول، كل هذا لا ينطبق على المنتخب الأمريكي الذي بالرغم من الصعوبات التي وجدها في بعض منافسيه لكن بدون اي ضغط، خاصة انه يخوض البطولة بلاعبين أغلبيتهم يجهزونهم لكي يكونوا ضمن الفريق الذي سيخوض التصفيات الأخير من كأس العالم 2022، لهذا يلعبون دون اي ضغوط.
لا أحد يختلف على قوة الفريق الأمريكي خاصة من الناحية الدفاعية الذي لم يتلق فيه إلا هدف واحد خلال اربع مباريات خاضها حتى الآن في البطولة، لكن الملاحظ في كل المباريات التي لعبها واجه منافسين ليسوا على مستوى خصوم العنابي خلال دور المجموعات أو الدور ربع النهائي، فحتى الهدف الوحيد الذي تلقاه كان أمام منتخب مارتينيك في اللقاء الذي انتهى بفوزهم بستة أهداف لهدف واحد، وكانت مباراة كندا الامتحان الأصعب لأبناء المدرب برهالتر في الدور الأول وانتهت بفوزه بهدف نظيف، بالإضافة لمباراة جامايكا التي انتهت بفوز أمريكا بهدف نظيف سجله ماثيو هاوب لاعب شالكه الألماني خلال الدقائق الأخيرة، لهذا كما قال مدربهم إن مباراة العنابي اختبار حقيقي لهم والصعوبات التي تلقوها من جامايكا مهمة للاستعداد لمواجهة بطل آسيا، لكن في الأخير يبقى الدفاع من نقاط قوته.