حقق منتخبنا الوطني لكرة اليد العديد من المكاسب الكبيرة خلال مشاركته ببطولة العالم لكرة اليد، في نسختها 27 المقامة في مصر، حيث تمكن من التواجد ضمن أفضل 8 منتخبات على مستوى العالم بالرغم من الأزمة الكبيرة التي سبقت المشاركة المونديالية وتمثلت في الغيابات المؤثرة والكبيرة، كذلك لم يحصل الادعم على معسكر اعداد خارجي وفق ما تم إعداده مسبقاً بسبب جائحة كورونا، ولم يستعد الا من خلال عدد محدود من المباريات الودية أمام منتخب الأندية، بجانب ثلاث مباريات في البطولة الدولية الودية التي نظمها إتحاد كرة اليد من أجل إنقاذ الموقف، وبالرغم من كل هذه التحديات نجح الادعم في التأهل للدور ربع النهائي والتواجد ضمن أفضل 8 منتخبات على مستوى العالم.
وقد جاء ترتيب المنتخبات بعد انتهاء الدور ربع النهائي ليضع الادعم في المركز الثامن عالمياً، حيث تضمن الترتيب النهائي للمراكز من الخامس حتى 32 كلا من 5- المجر، 6 النرويج، 7- مصر، 8- قطر، 9- سلوفينيا، 10 البرتغال، 11- الأرجنتين، 12- ألمانيا، 13- بولندا، 14 الاتحاد الروسي، 15- كرواتيا، ثم توالى ترتيب المنتخبات، وقد تم ترتيب الفرق بين التاسع والـ 24 بمعرفة مركزهم في مجموعات الدور الرئيسي، حيث تم تصنيف أصحاب المركز الثالث بين المركزين التاسع والـ 12، والرابع بين الـ 13 والـ 16، والخامس بين الـ 17 والـ 20، والسادس بين الـ 21 والـ 24.
أما أصحاب المراكز بين الخامس والثامن، فتم تصنيفهم بناء على نتائجهم في الدور الرئيسي، ويعد المركز الثامن أفضل مركز يحصل عليه منتخبنا في بطولة العالم خارج الدوحة، ففي نسخة قطر 2015 حصل على المركز الثاني كأفضل مركز لمنتخب من خارج القارة الأوروبية، وأفضل مركز لمنتخب عربي، وآسيوي، ثم في نسخة فرنسا 2017 حصل منتخبنا على المركز الثامن عالمياً، ثم تكرر الإنجاز في نسخة مصر 2021، ليكون نجاح جديد لكرة اليد القطرية التي تقدم صورة مشرفة للرياضة العربية ككل والآسيوية كذلك على اعتبار أن الادعم هو بطل القارة الاسيوية لاربع سنوات متتالية.
منتخبنا نجح بامتياز في الدفاع عن السمعة العالمية التي وصل لها على مدار السنوات الاخيرة، فقد نجح في التواجد ضمن الثمانية الكبار للمرة الثالثة في آخر 4 نسخ مونديالية، وفي نسخة 2019 حقق الادعم لقب كأس الرئيسي، بجانب التواجد ضمن أفضل 8 منتخبات في اولمبياد البرازيل 2016، وكذلك الهيمنة الاسيوية بحصد 4 بطولات قارية متتالية وأيضا ذهبيتن لدورة الالعاب الاسيوية وهو الأمر الذي يعكس الجهد الكبير الذي يبذله اتحاد كرة اليد للحفاظ على هذه المكانة العالمية ويقدم صورة مشرفة للرياضة القطرية.
من المكاسب التي حققها الأدعم خلال مونديال مصر 2021 هو ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب عبر عملية إحلال وتجديد من خلال الدفع بعناصر شابة، خاض منها 8 لاعبين التجربة المونديالية للمرة الأولى، ورغم ذلك ظهر منتخبنا بصورة مشرفة وظهر هؤلاء اللاعبون بشكل جيد، وكان مهما تلك العملية في ظل تقدم سن العديد من العناصر الاساسية وحاجة المنتخب للتجديد من أجل الحفاظ على مستقبل اليد القطرية في ظل التطور الكبير لمنتخبات القارة وأبرزها المنتخب الياباني الذي قدم مستوى لافت للنظر في المونديال.
كذلك تحققت العديد من المكاسب الفردية وعلى رأسها نجاح نجم منتخبنا فرانكيس مارزو في تصدر ترتيب الهدافين برصيد 58 هدفا، ويمتلك حظوظ في التتويج بالجائزة ليكون نجاحا حقيقيا للاعب الذي قدم مستويات مميزة وساهم في ظهور المنتخب الوطني بتلك الصورة الطيبة على الرغم من الاصابة التي لحقت به قبل المونديال لكنه عاد بقوة وصنع عدد كبير من الارقام الشخصية الهائلة التي تجعله الأبرز بين صفوف منتخبنا، وأحد نجوم بطولة العالم على الإطلاق، حيث سيكون ضمن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة، فبخلاف تسجيله هذا العدد الكبير من الأهداف فانه الاكثر صناعة للفرص في منتخبنا برصيد 27 فرصة وياتي في المركز الثاني محمود زكي برصيد 18 فرصة صنعها، كذلك صنع فرانكيس 26 مرواغة خلال البطولة وتألق بشكل لافت في قطع الكرات برصيد 7 فرص، وبالتالي تلك الارقام تعزز موقعه كأحد نجوم البطولة على الإطلاق.
في الوقت نفسه تألق بشكل مميز جناح منتخبنا أحمد مددي وتميز في تسجيل الأهداف، ليكون ثاني هداف للادعم في المونديال برصيد 28 هدفا، كما أنه أحد أكثر اللاعبين في البطولة في التسجيل من رميات جزائية برصيد 14 هدفا من 18 تسديدة، كذلك تألق خلال المونديال نجم حراسة المرمى الذي قدم نفسه بصورة مشرفة، الحارس محمد عبيدي الذي نجح في تعويض غياب ساريتش المصاب، وتألق عبيدي في العديد من المباريات خاصة مواجهة اليابان في الدور التمهيدي، كذلك أمام الارجنتين في ختام الدور الرئيسي، كما نجح في التصدي للعديد من الرميات الجزائية.
منتخبنا الوطني خرج بالعديد من المكاسب من المشاركة المونديالية، وسبق أن ساهم في زيادة عدد مقاعد القارة الاسيوية في بطولة العالم، وواصل عطاءه ليكون بذلك خير من ممثل قارة آسيا في المونديال ويبقى صاحب أفضل انجاز بوصافة 2015 بعد خروج مصر مستضيف مونديال 2021 من المنافسة، ليبقى ذلك الإنجاز مرتبطاً باسم العنابي.
غادرت مساء أمس القاهرة، بعثة منتخبنا الوطني لكرة اليد، حيث عادت للدوحة بعد انتهاء المشاركة المونديالية، وقد التزمت البعثة بالإجراءات الاحترازية المتعلقة بالحفاظ على السلامة العامة من فيروس كورونا، كما تم اجراء المسحات بصورة دورية على مدار أيام البطولة، كذلك سيخضع أفراد البعثة للإجراءات الاحترازية وفق الضوابط المحددة من قبل وزارة الصحة.
أكد محمود زكي لاعب منتخبنا الوطني لكرة اليد، أن ما قدمه الادعم خلال المونديال يعتبر نجاح في ظل الصعوبات التي وقفت أمام المنتخب قبل واثناء البطولة بسبب الإصابات والغيابات المؤثرة، وقال لقد كنا نتطلع للوصول لأبعد ما يمكن في بطولة العالم، لكن في مواجهة السويد بالدور ربع النهائي تعرضا لحالة من الإجهاد، وذلك بسبب الضغوط الكبيرة التي واجهناها خلال المباريات القوية بالبطولة، لذا لم نظهر في أفضل حالاتنا، لكننا بصورة عامة قدمنا مستوى طيب في المونديال، رغم كل الظروف القوية التي واجهناها، بل نعتبر مشاركتنا كانت أشبه بالمعجزة . في اشارة إلى عدم قدرة عدد كبير من الركائز الأساسية على المشاركة بسبب الإصابات المختلفة.
وقال لقد شارك العديد من العناصر الشابة التي ماتزال تكتسب خبرات دولية ولكن بالرغم من ذلك تمكنا من التواجد ضمن الثمانية الأوائل على العالم .