رئيس الوزراء يفتتح أعمال الجمعية العامة لمنظمة الحماية المدنية والدفاع المدني

الخليفي: قرارات الدوحة 2018 تدعم مواجهة الكوارث ومنع تصديرها

لوسيل

الصادق البديري

برعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، افتتحت صباح أمس أعمال الدورة الـ 23 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بفندق شيراتون الدوحة. حضر الافتتاح عدد من أصحاب السعادة كبار المسؤولين المعنيين بالطوارئ والدفاع المدني في عدد من دول العالم وكبار المسؤولين بالمنطقة.


قال سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام إن استضافة الدوحة لاجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني في دورتها 51، والجمعية العامة للمنظمة في دورتها 23 تعد فرصة مهمة للعمل الجاد الذي يتم في إطار العمل والتعاون الدولي المشترك لمواجهة المخاطر والكوارث. وأكد سعادته أن تعزيز التعاون الدولي والشراكة الدولية في مجال الحماية المدنية والحد من مخاطر الكوارث التي تهدد المجتمعات يسهم بقوة في تعزيز القدرة على المواجهة والتركيز على إدارة الكوارث.


وأعرب عن ثقته بأن هذه الاجتماعات وما يتخذ فيها من قرارات ستلبي تطلعات وآمال الدول الأعضاء وتسهم في تحقيق ما تصبو إليه الدول من أهداف نبيلة في مجال الحماية المدنية وحفظ الأرواح والممتلكات، وقال إن العالم بحاجة إلى الإدراك الشامل بشأن جميع الأبعاد التي تتضمنها مخاطر الكوارث، مشيرا إلى أنه على الرغم من الجهود الدولية والإقليمية في مجال الحد من الكوارث، إلا أن آلاف الأشخاص في بعض دول العالم يتعرضون للخطر ويفقدون حياتهم جراء ذلك.

عمل مشترك

وأكد مدير عام الأمن العام أن المنظمة الدولية للحماية المدنية وما تمتلكه من خبرة طويلة وجهد وبإخلاص القائمين عليها قادرة على تعزيز العمل المشترك وتحقيق أهدافها خلال المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالحد من المخاطر وبناء القدرة على المواجهة في إطار وعي متجدد بما يحقق أهداف التنمية المستدامة. ولفت إلى الآثار التي تخلفها الكوارث على مختلف المستويات.. وقال إن تعرض الأشخاص والممتلكات للخطر في جميع دول العالم يؤدي إلى مخاطر وزيادة أكبر في الآثار على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والصحي والبيئي .


وعبَّر اللواء الخليفي عن ثقته بأن قرارات الدوحة 2018 التي ستصدر عن المجلس التنفيذي وتصدق عليها الجمعية العامة للمنظمة ستمثل جانبا مهما لما نتطلع إليه جميعا خاصة أن المنظمة تعهدت بأن تأخذ على عاتقها طيلة العقد الزمني (2015 - 2025) دعم الدول الأعضاء في مواجهة الكوارث والتصدير لها .


من جهته، قال بلقاسم الكتروسي، نائب الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، إن اجتماع الدوحة يعتبر اجتماعا تاريخيا، لأنه يمثل المحطة الأحدث في تاريخ المنظمة، حيث كانت المحطة الأولى في باريس بإنشاء المنظمة والمحطة الثانية كانت في موناكو والمحطة الثالثة كانت في باريس، مشيرا إلى أن اجتماع الدوحة هو بوابة الطريق المستقبلي السريع للمنظمة لفترة زمنية قادمة.

محطة مهمة

وأضاف الكتروسي في تصريحات لـ لوسيل أن أعمال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته الحادية والخمسين، تعتبر محطة مهمة في تاريخ المنظمة، حيث تمت إعادة النظر في القانون الداخلي للمنظمة الدولية، الذي يمثل العمود الفقري والمحوري للمنظمة الدولية للحماية المدنية، وكان لابد من إعادة تحديثه وعصرنته ليواكب الواقع المتطور في العالم، كما تمت مناقشة صلاحيات الأمين العام، وتفويضه بصلاحيات أوسع، وأيضا مناقشة العلاقات وطرق العمل مع المنظمات ذات الصلة حول العالم، إضافة إلى تبني سياسة رفع كفاءة العنصر البشري للدول الأعضاء، ومساعدة الدول التي تحتاج للعون التقني.


وأشار إلى أن إحدى التوصيات كانت تقنين عمل المركز الدولي للتتبع ورصد الكوارث بجنيف، الذي يعمل على مدار الساعة بخمس لغات، وقد أصبح المركز منظار الدول في تتبع الكوارث حول العالم، للمساعدة في اتخاذ القرار.
كما نوه إلى أن الحضور بلغ 90% من الدول الأعضاء، وأشاد بالتسهيلات الكبيرة التي قدمتها الدوحة باستضافة هذه الدورة، مشيرا إلى أن هذا أول اجتماع للجمعية العمومية والمجلس التنفيذي خارج أوروبا، الأمر الذي يشير إلى ثقة المنظمة الكبيرة في دولة قطر.

تعاون وثيق

وقال الدكتور فلاديمير كوفشنوف الأمين العام للمنظمة للدولية للحماية المدنية: نعتمد على التعاون الوثيق مع دولة قطر وأنا على يقين بأنه طالما هناك دولة مثل دولة قطر في المنظمة فسنمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المشتركة في مجال حماية الشعوب والدول في حالات الكوارث .


وأضاف أن الدوحة الشجرة المثمرة التي تنشر الأمن والسلام.. ونعول كثيرا على هذه الدورة التي فعلت الكثير لإنجاحها وسخرت كافة الإمكانيات للخروج بقرارات وتوصيات فاعلة تحقق الأهداف المرجوة . وأشاد بدور دولة قطر الفاعل في عمل المنظمة منذ انضمامها إليها مما ساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات وتجسيد الأهداف التي تتطلع إليها الدول الأعضاء.


وشهدت الجلسة إعادة انتخاب اللواء فرانك كيلي (من ساحل العاج) رئيسا للجمعية العامة لولاية ثانية، فيما فازت السيدة يان يابو من الكاميرون بمنصب نائب الرئيس، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها سيدة منصبا في إدارة الجمعية العامة.
وتعهد اللواء كيلي عقب إعادة انتخابه، بتعزيز دور المنظمة في العالم وتطوير هياكلها، داعيا الدول الأعضاء إلى التحلي بالحماس من أجل تحقيق التطلعات ومواجهة التحديات التي تواجه العالم.. وأكد أنه سيبذل ما بوسعه لحشد الدعم للمنظمة وزيادة أعضائها.

تقرير مفصل

عقب ذلك، عرض الأمين العام للمنظمة الدكتور فلاديمير كوفشنوف تقريرا مفصلا على أعضاء الجمعية العامة للمنظمة عن مجمل أعمال الأمانة العامة في دورتها السابقة وأنشطتها وإنجازاتها والتي من أهمها حصول المنظمة على عضو مراقب في الأمم المتحدة، وافتتاح موقع التوثيق والرصد الدولي وتوقيع 125 مذكرة تفاهم لدعم العمل الداخلي و50 وثيقة مختلفة لدعم أنشطتها.


كما أشار في سياق تقريره إلى انضمام 6 أعضاء جدد إلى المنظمة، و4 أعضاء بصفة مراقب، فيما تطرق إلى الخطط المستقبلية للمنظمة في تعزيز التعاون الدولي في مجال الحماية المدنية.
وخلال الجلسة ذاتها، أكد الفريق خالد راكان المكراد مدير عام الإدارة العامة للإطفاء بدولة الكويت الشقيقة أن اجتماعات هذه الدورة للمنظمة في الدوحة تعد فرصة مواتية لاستشعار المسؤولية الدولية تجاه شعوب العالم وتأكيد عزم الدول الأعضاء في المنظمة على النهوض بالتعاون الدولي ووضع الأسس المتينة لبناء عالم آمن تجاه الأزمات والكوارث.


وقال إنه انطلاقا من إيمان دولة الكويت الراسخ كمركز للعمل الإنساني ولأهمية العمل الدولي ومكانة المنظمة والعمل على دعمها لبلوغ أهدافها عملت الكويت على عدة مشاريع مشتركة، فضلا عن مشاريع أخرى في طور التنسيق. وأوضح أن من المشاريع التي تم الانتهاء منها مشروع ترجمة المواقع الإلكترونية للمنظمة إلى اللغة العربية، إضافة إلى مساهمة الكويت في دعم عدد من أجهزة الإطفاء والحماية المدنية على الصعيد الدولي بآليات ومعدات إطفائية.