العلاقات بين البلدين تسودها الثقة.. السفير الأفغاني لـ «لوسيل»:

انطلاق المفاوضات المباشرة بين طالبان والحكومة بعد أسبوعين من التوقيع

لوسيل

شوقي مهدي

قال سعادة عبدالحكيم دليلي سفير جمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدوحة، إن اتفاق السلام بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية يعد خطوة مهمة تتبعها خطوات أكثر أهمية بمجرد التوقيع غداً السبت ستبدأ المحادثات بين الحكومة الأفغانية والطالبان لتباحث آلية تبادل السجناء، والتي من المقرر لها أن تستغرق من عشرة أيام إلى أسبوعين، وأضاف: إن استطاع الطرفان الوصول إلى الاتفاق حول آلية تبادل السجناء سوف يدخل الطرفان مرحلة أخرى ألا وهي المحادثات الأفغانية الأفغانية وهي مرحلة مهمة للغاية، لأن من خلالها سوف تتم مناقشة كافة الأمور وفي حال نجاح هذه المرحلة إن سارت الأمور على ما يرام سيتم إنهاء الحرب الدائرة منذ أربعين عاما وبطبيعة الحال هذه المرحلة سوف تكون أطول وأصعب .

وحول متابعة سير المفاوضات خلال الفترة الماضية، قال السفير الأفغاني: كان من الأفضل أن نكون مشاركين في هذه المفاوضات والمباحثات بين الأمريكان وطالبان، وكنا نتابع المباحثات بينهما عن كثب وكنا نجلس معهم ونتابع معهم مجريات الاتفاق، سواء كان الطرف الأمريكي أو مصادر من داخل الحركة، بالإضافة للطرف القطري.

وأضاف السفير دليلي أن الخطوة المقبلة تنقسم لعدة أجزاء من بينها أن هذا الاتفاق الذي استمر لأكثر من سنة وصولاً للصيغة الحالية التي ستوقع السبت، وبعد التوقيع هناك فترة أسبوعين أو أكثر من ذلك لبداية المفاوضات المباشرة بين الحركة والحكومة الأفغانية في ظل وجود الصليب الأحمر الدولي والجانب الأمريكي أيضاً الذي يناقش تبادل الأسرى والسجناء واتفق الأطراف على آلية لتبادل السجناء وبعد تبادل السجناء ستبدأ المحادثات الأفغانية والتي ستتم فيها مناقشة كافة الأمور من بينها انضمام الحركة ووقف إطلاق النار الكامل وستكون محادثات أشمل وهي كفيلة بإنهاء الحرب في أفغانستان.

تبادل السجناء

وأضاف السفير دليلي: كما هو مخطط لهذا الاتفاق وبعد التوقيع بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية غدا السبت ستبدأ بعده مباشرة جهود ومحادثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وسيكون هناك وفد من الحكومة ووفد من طالبان لمناقشة موضوع تبادل السجناء.

وأضاف السفير: برأيي إن تبادل السجناء رغم أنه مخطط له في الاتفاق خلال أسبوعين ولكنني أعتقد أن هذه الفترة ستطول وذلك بسبب أن سجناء حركة طالبان لدى الحكومة الأفغانية الذين سيطلق سراحهم وهم حوالي 5 ألفا كلهم صدرت ضدهم أحكام قضائية ولم يتم اعتقالهم عشوائياً ولا إجحافاً بالتالي ستأخذ هذه الإجراءات وقتا ، وأيضأ تقول طالبان بأن لديها حوالي ألف سجين من الحكومة الأفغانية، نحن لدينا حكومة ومؤسسات قضائية وسجناء طالبان تم سجنهم بموجب أحكام قضائية صدرت ضدهم في 3 محاكم لأسباب تتعلق بانخراطهم في أعمال إرهابية وأعمال قتل وعنف وبالتالي فإن العفو عنهم وإطلاق سراحهم يحتاج لوقت من الزمن وخطوات قانونية يجب أن تتم في هذا الإطار لذلك نرى أن هذه الفترة ستطول.

وأضاف السفير الأفغاني أن الحكومة واضحة في قضيتها ويجب أن تكون هناك أهداف واضحة، وأن يكون هناك طرف محايد يبذل كل ما في وسعه ويقدم التسهيلات لكافة الأطراف وتذليل العقبات. وقال: لاحظنا عندما كانت هناك محادثات جارية بين طالبان والطرف الأمريكي كانت هناك عقبات تظهر بين فترة وأخرى، والحكومة القطرية هي التي قامت بإزالة هذه العقبات وما زالت تقدم هذه التسهيلات وبالتالي هي طرف محايد وتقوم بدورها على أحسن ما يكون .

ونوه السفير دليلي إلى أن هناك دولاً بالفعل لا تريد لأفغانستان أن يعمها السلام وإيقاف الحرب وهذه الدول ترى أن مصلحتها للأسف في استمرار الحرب في أفغانستان، ومن هذا المنطلق نحن نرى أن اتفاق حركة طالبان وأمريكا خطوة أولى لوقف القتال وبالفعل هناك دول لا تريد الاستقرار لأفغانستان.

وعن مقدرة القوات العسكرية الأفغانية على السيطرة على الأوضاع الأمنية قال السفير دليلي: بعد خروج القوات الأمريكية من أفغانستان فإن بلاده قادرة على مواجهة التحديات العسكرية في الفترة المقبلة، وفي السابق كان هناك حوالي 140 ألف جندي في أفغانستان وانخفض العدد حالياً لحوالي 14 ألف جندي وانحصر دورهم في تدريب القوات الأفغانية، أما العمليات العسكرية واستتباب الأمن كلها تقوم بها القوات الأفغانية ومنذ سنتين لديها تنسيق كامل وهي قادرة بلا شك على حفظ الأمن والدفاع عن الحدود والحفاظ على مكتسبات السنوات الثماني عشرة الماضية.

العلاقات القطرية الأفغانية

وعن العلاقات القطرية الأفغانية قال السفير دليلي إن العلاقات بين البلدين يسودها الاحترام ونتطلع لمزيد من توسيع وتوطيد العلاقات كما أن هناك ثقة بين الطرفين.

وتابع السفير الأفغاني: نتطلع لدور مستقبلي لقطر خلال عملية السلام في أفغانستان والاتفاق الذي سيوقع السبت بين الأمريكان وحركة طالبان هو بمثابة بداية لمشوار طويل، والمرحلة المقبلة للمفاوضات الأفغانية الأفغانية هي الأكثر أهمية، وإذا سارت الأمور على ما يرام ستتواصل المفاوضات والتي تحتاج لوقت، ونتطلع لأن تتواصل الجهود القطرية وتقديم التسهيلات مثلما فعلت في سير المفاوضات الحالية بين طالبان وأمريكا، وسنكون بحاجة للتسهيلات القطرية بشكل أكبر في الفترة المقبلة.

أكثر من ذلك نحن نتطلع لمزيد من العلاقات التجارية والاستثمارية مع قطر، وكما تعرفون بأن الدوحة لديها اقتصاد قوي وسياسات فعالة على المستويين الدولي والإقليمي، كما أن قرب المسافة بين قطر وأفغانستان والتشابه الثقافي والفرص الموجودة في كلا الدولتين تحفز لعلاقات تجارية قوية والتبادل التجاري وتبادل الخبرات، وفي هذا المجال نحن ندعو المستثمرين القطريين للاستثمار في أفغانستان والاستفادة من فرص السلام المقبل.

وأوضح أن بلاده تنعم بالكثير من الموارد الطبيعية مثل المعادل والمدخلات الزراعية وموقع إستراتيجي كما أن قطر بالمقابل تشهد نهضة شاملة وتستطيع الكوادر الأفغانية المساهمة في النهضة بقطر، والشركات القطرية سيكون لديها مستقبل باهر في أفغانستان في مختلف المجالات.

دور المرأة

وعن دور المرأة في عملية السلام، قال السفير إن المرأة الأفغانية تلعب دوراً مهماً في عملية السلام وخلال المفاوضات المقبلة مع حركة طالبان لن نتنازل عن دور المرأة وخلال السنوات الثماني عشرة الماضية حققت المرأة الأفغانية الكثير من المكتسبات وحصلت على حقوق جيدة وبالتالي فإن دور المرأة خط أحمر ولن نتنازل عنه وستواصل دورها في كافة المجالات في أفغانستان خاصة المجال السياسي والاجتماعي.