«صقور الجديان» والأمواج المكسيكية.. الجماهير السودانية تهز المدرجات

alarab
رياضة 27 نوفمبر 2025 , 01:26ص
الطاهر صالح

قدّمت الجماهير السودانية واحدةً من أروع اللوحات الجماهيرية في تصفيات كأس العرب قطر 2025، وذلك خلال المواجهة الحاسمة التي جمعت منتخب السودان بنظيره اللبناني على أرضية استاد ثاني بن جاسم بنادي الغرافة. امتلأت المدرجات بحشود كبيرة من السودانيين الذين حضروا من مختلف مناطق الدوحة، وبلغ عدد الجماهير التى حضرت اللقاء ما بين جماهير سوانية ولبنانية حوالي « 816 /20 الف مشجع «  ليحوّلوا الملعب إلى ساحة احتفال ضخمة تزيّنت بالأعلام والأهازيج والطبول، في مشهد يعكس ارتباط هذا الجمهور بوطنه رغم البعد الجغرافي.منذ اللحظات الأولى لوصول الجماهير، كان واضحًا أن المنتخب السوداني سيخوض اللقاء مدعومًا بـ”اللاعب رقم 12”. حيث ارتفعت الهتافات التقليدية المعروفة لدى أنصار “صقور الجديان”، وظهرت الأعلام الكبيرة التي غطّت أجزاء واسعة من المدرجات، لتمنح اللاعبين دفعة معنوية قبل انطلاق المباراة.
كما شهد محيط الاستاد تواجداً لافتاً لأسر سودانية وشباب وطلبة جاءوا خصيصاً لمساندة المنتخب، في أجواء احتفالية اتسمت بالانضباط والتنظيم وروح الدعم. ومن أبرز مشاهد الأمسية الرياضية كانت الأمواج المكسيكية التي أشعلت مدرجات ملعب ثاني بن جاسم. شاركت فيها الجماهير السودانية جنبًا إلى جنب مع الجماهير العربية الحاضرة، في لوحة بصرية مذهلة دفعت المعلقين والجمهور عبر الشاشات إلى الإشادة بالحضور السوداني.
انتقلت الأمواج من يمين المدرجات إلى يسارها بإيقاع متساوٍ، كرسالة احتفال جماعي بالفريق وروحه القتالية داخل الملعب، ما عكس تفاعلاً كبيرًا واندماجًا بين الجماهير ومنتخبهم.
ومع إطلاق صافرة النهاية وإعلان فوز السودان وتأهله، انفجرت المدرجات بصيحات الفرح. تعانق الجمهور وتبادلت العائلات التهاني، بينما علت الأغاني السودانية الشهيرة التي رددتها الجماهير بصوت واحد. لوّحت الأعلام بحماس كبير، والتقطت عدسات المصورين لحظات مميزة لطفولة تحمل الأعلام ووجوه ملوّنة بألوان الوطن.
لم يقتصر الاحتفال على المدرجات، بل امتد حتى خارج الملعب، حيث واصلت الجماهير الهتافات وإطلاق الزغاريد، مؤكدين أن هذا التأهل يحمل لهم قيمة معنوية كبيرة، وأنه خطوة مهمة في رحلة المنتخب داخل بطولة تحمل رمزية عربية خاصة.
جسّدت الجماهير السودانية في تلك الليلة معاني الانتماء الحقيقي، حيث أثبتت أنها قادرة على تحويل أي ملعب إلى “قطعة من الخرطوم”. كما قدّمت صورة حضارية رسمتها الروح الطيبة والعفوية والالتزام، ما جعل حضورها محط إشادة من الجميع.