ساد توتر أمس في باكستان غداة تفريق اعتصام لإسلاميين على أبواب العاصمة إسلام أباد حيث أسفرت مواجهات عن سقوط 6 قتلى وحوالي 100 جريح، ودفعت الحكومة إلى طلب تدخل الجيش الذي ما زال مترددا في القيام بذلك.
وكتبت صحيفة دون أن عملية قوات الأمن أعدت بشكل سيئ ولم تؤد سوى إلى زيادة تصميم المتظاهرين، بينما امتدت حركة الاحتجاج إلى مدن كبرى أخرى مثل كراتشي ولاهور.
وأعلنت الحكومة السبت أنها سمحت للجيش بدعم قوات الأمن لحفظ النظام على أراضي إسلام أباد اعتبارا من 25 نوفمبر وحتى إشعار آخر . لكن الجيش لم يدل بأي تعليق منذ إعلان الحكومة ولم يشاهد أي عسكري في الموقع الذي تقف فيه قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين.
وتجري الحركة الاحتجاجية بقيادة حركة لبيك يا رسول الله الباكستانية التي تطالب بإقالة وزير العدل بعد جدل حول تعديل قانون يدخل تغييرا طفيفا على نص القسم الذي يفترض أن يؤديه المرشحون للانتخابات.
يرى الباكستانيون أن الارتباك عززه قرار السلطات تعليق عمل قنوات الأخبار المتواصلة والاضطراب في دخول مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تداول مستخدمو تطبيق واتساب بيانات خاطئة للحكومة.
ولم تعد حركة الاحتجاج تقتصر على العاصمة.
ففي كراتشي العاصمة الاقتصادية وأكبر مدن البلاد، فرقت الشرطة عددا من الاعتصامات صباح الأحد لكن ما زال أكثر من 12 من هذه التحركات جاريا حاليا، حسب صحفية من فرانس برس.
والوضع نفسه تشهده لاهور حيث أمضى مئات المتظاهرين ليلتهم في عدة أماكن في المدينة.
وقالت المحامية المعروفة في لاهور نيغات داد مساء أمس، لم أتمكن من اللحاق بطائرتي للسفر إلى جنيف بسبب إغلاق الطرق.
تصوروا سيارات الإسعاف التي كانت تحاول الوصول إلى المستشفيات قطع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لا يساعد المواطنين . تأتي هذه الأزمة في أوقات صعبة للسلطة المدنية، بعد أشهر على سقوط رئيس الوزراء نواز شريف بتهم فساد وقبل أشهر من انتخابات تشريعية تبدو نتائجها غير واضحة. وتواجه الحكومة الحالية التي يقودها شاهد خاقان عباسي القريب من نواز شريف، منذ أيام انتقادات بسبب سوء إدارتها للأزمة وبطئها في معالجتها اللذين اعتبرا مؤشرا إلى ضعفها في مواجهة الحركات المتطرفة التي تشهد ازدهارا.
وقال مايكل كوغلمان من معهد ويلسن سنتر في واشنطن لفرانس برس إن هذه التظاهرة قضية جدية.
يجب عدم السماح باستغلالها من قبل هؤلاء القلة . وينتمي المتظاهرون إلى الطائفة البريلوية المرتبطة بالصوفية والتي تعد معتدلة.