تمكين المرأة في التوظيف يرفع الناتج المحلي 35%

القطريات يتصدرن المنطقة بالمشاركة في سوق العمل

لوسيل

محمد علاونة

تشكل النساء ما يقارب نصف سكان العالم البالغ نحو 7.7 مليار نسمة، وتشارك 50% منهن في القوى العاملة، مقارنة بـ 80% من الرجال، وفقا لتقديرات البنك الدولي. تلك المشاركة غير المتكافئة أثارت حفيظة كرستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي، حيث كتبت تقول في مجلة التمويل والتنمية إن المرأة تعاني في الغالب من قصور التوظيف ونقص الأجر ومحدودية فرص الترقي، أكدت في مقال بعنوان تمكين المرأة ضروري للاقتصاد والشعوب على مستوى العالم ، بأن البلدان الـ 198 الأعضاء في الصندوق تواجه كثيرا من التحديات المختلفة، لكن تمكين المرأة يظل قاسما مشتركا وحتمية عالمية لكل الحريصين على الإنصاف والتنوع وكذلك على الإنتاجية والنمو في مجتمعات واقتصادات أكثر احتواء للجميع فإذا أمكننا تحقيق ذلك سنربح جميعا.

لاغارد ألمحت إلى أن المشكلة عالمية، والأهم في حال التخلص من تلك المشكلة فإن غالبية الأبحاث والدراسات تشير إلى أن تساوي المرأة والرجل في التوظيف سيرفع الناتج المحلي بنسبة 35%، منها 8% تمثل زيادة في الإنتاجية بسبب التنوع. علاوة على ذلك، فإن إضافة امرأة واحدة إلى فريق الإدارة العليا أو مجلس الإدارة في إحدى الشركات مع الحفاظ على حجم المجلس دون تغيير ترتبط بارتفاع في عائد الأصول يتراوح بين 8 و13 نقطة أساس وإذا قامت البنوك وأجهزة الرقابة المالية بزيادة نسبة النساء في المناصب العليا يمكن أن يصبح القطاع المصرفي أكثر استقرارا أيضا.

سوق الأدنى

على المستوى العربي فإن مشاركة المرأة في سوق العمل الأدنى على مستوى العالم، لا تتجاوز 29%، وأن 25% فقط من النساء العرب يعملن أو يبحثن عن عمل، بينما تفوق هذه النسبة الـ 49% في الدول النامية الأخرى. وفي حال استمر الوضع على حاله، فإنّ العالم العربي يحتاج إلى 150 سنة للّحاق بالمعدّل العالمي الحالي، وفقا لصندوق النقد العربي. لكن المفارقة كانت في قطر، إذ إن العوامل المفصلية التي ساعدت المرأة في الدخول إلى سوق العمل مثل التعليم لاقت دعما مبكرا من الدولة، وفقا لرؤية قطر 2030، التي تمكنت من سد الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالالتحاق بالمراحل التعليمية المختلفة، كما يشير التقرير العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، بل إن معدلات التحاق الإناث بالتعليم العالي في قطر تمضي بوتيرة ثابتة تميل لصالح الإناث بشكل كبير.

بيانات رسمية صادرة عن جهاز التخطيط تكشف أن نحو 70% من الخريجين من مختلف الكليات مثل الهندسة والطب والقانون والاقتصاد والآداب والعلوم وغيرها كانت من الإناث، كما تميل معدلات الالتحاق بجامعات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لصالح الإناث.

مشاركة المرأة

ذلك الإقبال على التعليم العالي، رفع نسبة مشاركة المرأة القطرية في قوة العمل لتصل إلى 37% للنساء في سن (25 - 29 سنة)، وتقترب من 49%، للفئة العمرية (30 - 34 سنة)، وفقا لبيانات جهاز التخطيط والإحصاء وتستحوذ المرأة القطرية على النسبة الأكبر في قطاعات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي. تلك البيانات ذكَّرَت بها سعادة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية في أكثر من مناسبة، وزادت سعادتها في جلسة لمجموعة المرأة للسياسات الخارجية بالولايات المتحدة الأمريكية عقدت في أبريل الماضي أن 67% من خريجي التعليم العالي في دولة قطر هم من النساء.

قالت سعادتها: إن قطر بخير عندما يتعلق الأمر بحقوق النساء ونحن نتطلع إلى رؤية المزيد من القيادات النسائية، وأن 52% من النساء يشغلن سوق العمل القطري.. فنحن نفوق الرجال في الميادين التعليمية.

ترى سعادتها أن المرأة القطرية تمكنت من دخول مجالات العمل المختلفة، ففي تصريح لها بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 مارس 2018 بثه مكتب الاتصال الحكومي قالت إن جمال شخصية المرأة القطرية ينبع من قدرتها على الموازنة بين الانفتاح من جهة والأصالة من جهة أخرى، وإن القطريات يحصلن على فرص متساوية في جميع المجالات وجميع المؤسسات.

إتاحة الفرصة

وتؤكد سعادتها - كما جاء في تصريحها - أن كل امرأة جميلة وقوية بطريقتها الخاصة، إذا أرادت أن تكون فسيتاح لها ذلك بالفعل، وإذا قررت العمل أو الحصول على درجة الدكتوراه فستتاح لها الفرصة لفعل ذلك.

وتقول سعادتها: لدينا حقوق متساوية في التعليم، نرى العديد من النساء في مناصب إدارية، نرى وجود المرأة القطرية في أغلب المجالات في جميع المؤسسات القطرية بفرص متساوية . وتنصح الخاطر النساء القطريات بـ أن يؤمن بقوتهن وجاذبيتهن وأن يلاحقن أحلامهن .

عواطف محمد الدفع عضو مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات لم تستغرب تلك الأرقام التي تتحدث عن تبوؤ المرأة القطرية المرتبة الأولى في المنطقة من حيث المشاركة في سوق العمل، تعتبر أن التنوع الحاصل في سوق العمل بجانب الدعم والتسهيلات التي تتلقاها المرأة القطرية من الدولة والمجتمع يجب أن تؤتي أوكلها. وقالت لـ لوسيل إن المرأة القطرية أصبحت تنافس في سوق العمل ولديها الفرص لذلك.

غير ذلك تستشهد عواطف محمد الدفع بالقطاعات النشطة اقتصاديا واجتماعيا في قطر مثل الصحة والتجارة والسياحة والتصميم، وتضيف: المرأة القطرية حاضرة في كل مكان ، لديها الحرية في الدخول بأي من المجالات، اقتصادية كانت أم سياسية.

دعم التعليم

عواطف الدفع ذكَّرَت بالدور الكبير الذي قامت به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في دعم التعليم والمرأة، وقالت: أدت صاحبة السمو، خلال مسيرتها، دورًا رئيسيا في إحداث تغييرات ملموسة في مجالات التعليم والمجتمع في دولة قطر، وظلت القوة الدافعة وراء عدة مشروعات تنموية على المستويين المحلي والدولي .

الباحثة سلمى علي النعيمي مستشار ثقافي بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا تعتبر أن تفوق المرأة القطرية على نظيراتها في المنطقة مؤشر على نجاح الإستراتيجيات المعتمدة والتي تتعلق تحديدا بتوفير الفرص والدعم المتواصل للمرأة لتكون جنبا إلى جنب الرجل في سوق العمل. وتقول سلمى علي النعيمي لـ لوسيل إن قطر تجاوزت مسألة حدود الفرص للمرأة القطرية في سوق العمل بجانب ذلك فإن المجتمع القطري يتسلح بالدين، بالإضافة إلى العادات والتقاليد والقيم القطرية والدليل على ذلك فإن المصممات القطريات في سوق العمل سعين إلى نقل خبرات تصميم الأزياء القطرية التقليدية للأجيال الجديدة.