نجوم الرياضة في المملكة المتحدة مرتابون عقب الخروج من "بريكست"

الانهيار.. مصير الرياضة في بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي

لوسيل

القاهرة - لوسيل

لا صوت يعلو داخل بريطانيا فوق القرار المصيري، الذي صوت عليه الشعب الإنجليزي وأدى للخروج من الاتحاد الأوروبي والمسمى اختصارا بريكست ، وهو ما له بالغ الأثر على اقتصاد المملكة المتحدة في الأيام المقبلة، ومن ثم الرياضة بشكل عام.

ووفقًا للتقارير الواردة من بريطانيا، وحسبما ذكرت وسائل الإعلام المختلفة، فإن أكثر الرياضات التي سيلحق بها الضرر، هي بلا شك كرة القدم، وكذلك الرجبي، الكريكيت، والتنس، باعتبارها الأهم والأكثر متابعة هناك في المملكة المتحدة.
وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، له تأثير على مبدأ حرية تنقل اللاعبين الأوروبيين داخل بريطانيا الذي كان يسمح للرياضيين بالعمل داخل المملكة المتحدة دون الحاجة إلى تصريح عمل، الآن سيتعين عليهم استخراج تصريح العمل، وهو أمر ليس سهلا وفقًا للقوانين السائدة.
وأضافت الصحيفة أن لاعبي قارة أوروبا سيتم معاملتهم المعاملة نفسها التي يعامل بها اللاعبون خارج القارة معاملة الأجانب ، حيث سيطبق عليهم عند انتقالهم للبريميرليج قانون لعبهم مباريات بنسبة محددة مع منتخبات بلادهم قبل التوقيع لأي نادٍ، وإذا تم تطبيق هذه القاعدة على اللاعبين الحاليين، فسيغادر أكثر من 100 لاعب الدوري الإنجليزي، ولكن التوقعات تشير إلى أن القانون سيتغير للتعامل مع هذا الموقف.
وأكملت الصحيفة وقالت إن اللاعبين الأقل من 18 عامًا وغيرهم لن يكونوا متاحين للأندية الإنجليزية، حيث تمنع قوانين كرة القدم عملية نقل اللاعبين أقل من 18 عامًا، ولكن قوانين الانتقال داخل الاتحاد الأوروبي كانت تتيح عملية انتقال اللاعبين لمن تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 18 عاما، وكأنها عملية انتقال داخلي في الدولة نفسها وليس خارجها، وهو الأمر الذي سيتغير كليًا.
كما أصبح من المتوقع أن ترتفع نفقات الأندية الإنجليزية بنسبة تقدر بـ20% بسبب تغير أسعار اللاعبين لأسباب تتعلق بتغير قوانين العمل والإجراءات الورقية لقيدهم في صفوف الأندية الإنجليزية، وفي حالة تقلص عدد النجوم ستصبح شعبية وقوة الدوري في مهب الريح، وبالتالي ستقع أضرار على صفقات حقوق بث البريميرليج بعد المبالغ الخيالية التي دفعتها بعض المحطات التليفزيونية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بهذه الأضرار سينتقل نجوم الدوري الإنجليزي إلى الدوريات الأخرى التي ستكون فيها القوانين أسهل، حيث يبلغ عدد اللاعبين الأجانب في البريميرليج 332 لاعبا، وسيكون من الصعب إقناع أي لاعب في دوري آخر الانتقال إلى إنجلترا بسبب القوانين الجديدة.
كما سيشهد سوق المدربين تأثيرا سلبيا، فبعد أن ضم البريميرليج العديد من أفضل المدربين مثل جوزيه مورينيو وجوارديولا، سيعانون، لعدة أسباب أبرزها الضرائب التي ستكون كبيرة على رواتبهم مع الأندية بعكس ما كانت على عهد الاتحاد الأوروبي، وسيجبرهم ذلك على مغادرة بريطانيا.
واختتمت الصحيفة بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون له تأثير على البطولات القارية كدوري الأبطال واليورو، حيث من المتوقع أن تقل الفرق التي تشارك في دوري الأبطال والبالغ عددهم 4، ونفس الحال بالنسبة للدوري الأوروبي.
من جانبه، قال جريج دايك، رئيس اتحاد كرة القدم في إنجلترا، إنه شعر أن بريكست يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على اللاعبين الإنجليز الصغار، وإنه واثق أن أفضل اللاعبين الأجانب لا يزال بإمكانهم التألق وتزيين الدوري الممتاز. وأضاف: إذا كان هذا سيزيد من عدد اللاعبين الإنجليز، فهو موضع ترحيب . وتابع دايك: سيكون من العار إذا لم يتمكن بعض اللاعبين الأوروبيين العظام من المجيء إلى هنا، لكن لا أعتقد أن هذا سيحدث. وسيتوقف إجمالي نقص العدد على شروط الخروج من الاتحاد .
وأصدر الدوري الإنجليزي بيانا جاء فيه أن جاذبيته المحلية والعالمية القوية ستستمر بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء ، لكنه اعترف بعدم القدرة على الخوض في تفاصيل وسط ارتباك ما بعد الاستفتاء.
وتابع البيان: لا فائدة ترجى من محاولة التنبؤ بالنتائج المترتبة على ذلك حتى تتضح الأمور أكثر .
بينما استخدم بن آينسلي المنافس في رياضات الشراع بدورات الألعاب الأولمبية، مصطلحات من رياضته للتعبير عن موقفه، وصرح قائلا: حسنا، لقد انقلب القارب وحان وقت إصلاحه، دعونا نتكاتف ونمضي قدما من جديد ، بينما كان القائد السابق للمنتخب الإنجليزي للكريكيت مايكل فون أكثر حذرا في حكمه على القرار، حيث قال: الوقت فقط هو ما سيخبرنا عما إذا كان القرار صحيحا أم لا ، قبل أن ينتقد أكاذيب بعض المؤيدين والمعارضين أيضا.
وصوّت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52%، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية وإلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي كان يؤيد البقاء ضمن الاتحاد، استقالته من منصبه في موعد أقصاه أكتوبر.
وثمة تكهنات حول الانعكاسات المحتملة لقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي على كرة القدم الإنجليزية مع احتمال أن يصعب ذلك على أندية الدوري الممتاز التعاقد مع لاعبين أوروبيين. إلا أن كاين هداف الدوري الإنجليزي (25 هدفا) أكد أنه ليس قلقا من ذلك، موضحا: لا أعرف كثيرا عن الموضوع.. لا قلق بشأنه .