في وقتنا الحالي يلعب التمريض دورا مهما وفعالا وواضحا، فهو يعتبر الجيش الحقيقي وخط الدفاع الأول في مواجهة كورونا، وخلال حربهم في مواجهة كورونا أدى التمريض دوره بكل مسؤولية وتقدير والتزام وتفانٍ في العمل ضد جائحة فيروس كورونا الغير مسبوقة ومعتادة من دون خوف أو قلق، وهناك كثير من التحديات واجهت أطقم التمريض حول العالم والتي أثرت على الصحة النفسية والعقلية والجسدية والاجتماعية للممرض ومنها العمل الشاق وزيادة أعداد المرضى وزيادة ساعات العمل وقلة الطاقم التمريضي، وأيضا تكمن هذه الصعوبة فيما يتعرضون له من خطر الإصابة والعدوى بمرض (كوفيد- 19) ومع هذا فإن أطقم التمريض لا يتوانون في التضحية ومواصلة القيام بواجبهم الإنساني من أجل الوصول إلى الهدف السامي في التصدي لهذه الجائحة العالمية وإنقاذ حياة المصابين بفيروس (كوفيد-19) من الموت ومضاعفات المرض الخطيرة، ونسعى لإبراز دور ومكانة التمريض في المجتمع وتقديرا لمهنة العطاء والإنسانية وإدراكا وتعزيزا للجهود القيمة التي يقدمونها لرعاية المرضى من مختلف الأعمار.
وبهذا الخصوص صرحت الأستاذة افراح موسى مساعد مدير إدارة التمريض بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أنه منذ اللحظة التي كرمنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، بأن نكون في الصفوف الأمامية في اليوم الوطني للدولة، حيث شعرنا بالتقدير الكبير الأمر الذي رفع من معنويات كامل أسرة التمريض، كما أنه أعطى جميع الكادر الطبي بمن فيهم التمريض طاقة إيجابية ومعنوية، لأن التقدير جاء من قائد الوطن، وهو تكريم يضاف إلى ما نحصل عليه من تقدير وشكر يأتي مع يوم التمريض العالمي، وتعتبر محطة انتقال بأن يسلط الضوء على التمريض لما له من أهمية ومن فخر واعتزاز حتى على المستوى الشخصي.
وأضافت افراح موسى أن دور التمريض مهم وكبير في الرعاية الصحية خصوصا في هذه الفترة الصعبة التي يمر فيها العالم، ولا بد من تسليط الضوء على الدور البارز لهذه المهنة التي تعكس العطاء والتضحية، ولا ننسى دور التمريض المهم في زمن الكورونا وهناك أمثلة كثيرة مثل عمل المسحات والتي تؤخذ بشكل يومي على مدار 24 ساعة للجميع سواء كان مصابا أو مخالطا أو مسافرا وغيرها من الفئات حسب توجيهات وزارة الصحة، بالإضافة إلى حرص الدولة على تعزيز الصحة في أن يتم تطعيم أكبر عدد من المواطنين والمقيمين وهذا تحدٍّ كبير حيث كان لفرق التمريض دور بارز في دعم الحملات الوطنية عبر 27 مركزا صحيا بالإضافة إلى مركز التطعيم بمركز قطر الوطني للمؤتمرات حيث يتم التطعيم وفق مواعيد مسبقة مع متابعة الحالة الصحية للحاصلين على اللقاح بعد أخذ التطعيم وتثقيفهم صحيا.
وترتبط مهنة التمريض في المجتمع القطري ارتباطا مباشرا بالثقافة الاجتماعية وهي مهنة عظيمة وإنسانية وسامية ولها دور فعال في المجتمع، وتوفر دولة قطر للطلاب القطريين والقطريات دراسة برنامج بكالوريوس علوم التمريض والذي يستغرق 4 سنوات في جامعة كالجاري في قطر، وأيضا ماجستير علوم التمريض والذي يؤهل الخريجين القطريين بأن يصبحوا أخصائيين مستعدين للقيام بأدوار قيادية وإدارية فعالة في مؤسسات الدولة الصحية والتعليمية، ومقارنة بالسابق فإن إعداد الممرضات القطريات والقطريين أصبح في تزايد وذلك لأن قطر أصبحت تشجع الفتيات على الالتحاق بهذه المهنة السامية وبجانب ذلك الترقيات الإدارية والقيادية والعلاوات المالية.
وقالت افراح موسى مساعد مدير إدارة التمريض في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية إنه في ظل ما يواجهه العالم في وقتنا الحاضر من أزمة صحية تبعاً لجائحة كورونا وتوالي أعداد الإصابات اليومية، شكل الممرضون خط الدفاع الأول بالرعاية الصحية المقدمة وأساليب التعامل مع الإصابات والحالات اليومية. وفي ظل ذلك واجهت الممرضات بعض الصعوبات فيما يتعلق بتعاملهن بتفانٍ مع كل من مهام عملها اليومية وحياتها الأسرية، ومن الجدير بالذكر أنه تبعا لتحقيق أفضل معايير الجودة الوظيفية بالتمريض فقد تضاعف الجهد الوظيفي للسيطرة على حالات كورونا اليومية الأمر الذي أدى لعدد من الصعوبات فيما يتعلق بحياتها الأسرية تحديداً بتأدية وظائفها الأسرية إلى جانب عملها، ولعل من أهم الأمور التي أثرت على حياة الممرضات كذلك هي الخوف والحرص الشديدان على أفراد الأسرة ممن يعانون من الأمراض المزمنة أو كبار السن على عدم إصابتهم بعدوى كورونا إضافة إلى أعباء قيامها بواجباتها الأسرية كأم وزوجة وابنة وأخت.
ولما لمهنة التمريض من أهمية مجتمعية صحياً وتثقيفياً فإنه على المجتمع أن يلفت النظر لأولئك الأبطال في ساحات الجائحة وجهودهم الجبارة في الحد من انتشار المرض والتعامل مع الآخرين المصابين بالإضافة إلى دورهم المعنوي والتثقيفي وتضحياتهم الأسرية، وطاقم التمريض فعلا كادر متكامل مقدماً للرعاية الصحية والمعنوية على أكمل وجه، ويستحق الشكر والتقدير في المجتمع ولفت النظر إلى أعمالهم البطولية طوال فترة الجائحة وحتى نهايتها.