شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، إطلاق مؤشر وايز للتعليم ، وذلك خلال ورشة عمل تشاورية رفيعة المستوى عُقدت أمس ضمن أعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز . ويعدّ المؤشر إطاراً عالمياً جديداً صُمم لإعادة التفكير في كيفية قياس فاعلية النظم التعليمية حول العالم، وقد جرى إطلاقه خلال فعاليات قمة وايز 12 .
كما حضر الجلسة سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، و سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي و نخبة من الباحثين والاقتصاديين وصناع السياسات لمراجعة ومناقشة إطار العمل تمهيداً لمرحلته التجريبية.
ويأتي إطلاق هذا المؤشر لسد فجوة جوهرية؛ فبينما تتطور النظم التعليمية حول العالم استجابة للتغيرات الديموغرافية المتسارعة، والتحولات التكنولوجية والاقتصادية، فإن العديد من المؤشرات العالمية الحالية التي تقيس الوصول للتعليم، ومحو الأمية، والقدرة على التوظيف، والأداء الوطني، تفشل في استيعاب الاستمرارية الكاملة للتعليم ، بدءًا من الظروف التي تشكل التعلم المبكر، وصولاً إلى العمليات طويلة المدى التي تؤثر على الرفاهية، والجاهزية لسوق العمل، والتعلم مدى الحياة.
وعلى خلاف المقاربات التقليدية التي تركز على المخرجات الثابتة التي غالباً ما ترتبط بالثروة الوطنية، يُقر مؤشر وايز للتعليم بأن النظم التعليمية لا تنطلق من نقطة البداية ذاتها، وأن قدرتها على تحقيق النتائج تتشكل بناءً على تباين مستويات الموارد، والبنية الأساسية، وجاهزية المعلمين، والعمليات المنهجية. ومن خلال الجمع بين هذه الأبعاد، سيقدم المؤشر إطاراً شمولياً موجهاً نحو العمليات، لا يكتفي بتفسير ما تحققه النظم التعليمية فحسب، بل يوضح كيفية تحسنها بمرور الوقت.
2 / 4
وفي هذا السياق، قالت السيدة نوف السويدي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية
والتعليم والتعليم العالي: يمتلك مؤشر وايز إمكانات كبيرة ليصبح أداة فعالة لصناع السياسات، طالما ظل متوافقاً مع الأولويات الوطنية، وواضحاً وعملياً، ويعكس الغاية الحقيقية من التعليم. وإذا صُمم بعناية، يمكنه مساعدتنا في رصد موقعنا الحالي، وإلى أين يجب أن نمضي، وكيف نبني نظماً تعزز التعلم والإنصاف والقيم الإنسانية .
وتعليقاً على الرؤية الاستراتيجية للمؤشر، قالت الدكتورة آسيا كاظمي، الرئيس التنفيذي المعين ل وايز : لا يسعى مؤشر وايز للتعليم لرصد ما يتعلمه الطلاب فحسب، بل لرصد الظروف التي تجعل التعلم ممكناً، بدءاً من صحة الطفولة المبكرة، وصولاً إلى فرص التعلم مدى الحياة .
وأضافت: من خلال تركيز تحليله على العمليات المنهجية ومسارات التحسين، يهدف المؤشر إلى تحدي الواقع القائم في قياس التعليم العالمي الذي يتسم بـ وفرة البيانات وندرة المعلومات ، ودعم منهجيات أكثر إنصافاً واستناداً إلى الأدلة لإصلاح التعليم .
وتجسيداً لالتزام مؤسسة قطر بالنهوض بالتعليم على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، يهدف المؤشر إلى دعم الحكومات وقادة التعليم في تصميم سياسات تناصر التكامل الاجتماعي الثقافي، والجاهزية للابتكار، والعدالة، والازدهار البشري. ويعتمد المؤشر هيكلًا متعدّد الأبعاد يُحلِّل النُّظم التعليمية من خلال تكامل المدخلات والعمليات والمخرجات، بما يتيح لصنّاع القرار تحديد الظروف القائمة، وكيفية توظيف الموارد، وأيّ الممارسات تُحقِّق أكبر أثر.
وقد أسفرت دعوة عالمية لتقديم العروض عن اختيار مؤسسة سوما (SUMMA)، وهي مختبر للبحوث والابتكار في التعليم، كشريك بحثي وإحصائي لقمة وايز، وذلك عقب عملية تقييم ومراجعة دقيقة أجراها سبعة خبراء دوليين، بمن فيهم ممثلون عن جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
وقد جمعت الورشة رفيعة المستوى خبراء عالميين لتحسين إطار عمل المؤشر. وستُشكل رؤاهم أساساً لدراسة تجريبية خلال الفترة 2026-2027، إذ ستقوم خلالها وايز و سوما بجمع بيانات أولية وثانوية عبر مجموعة متنوعة من البلدان. وستمكِّن هذه الدراسة من اختبار المجالات والأبعاد والمؤشرات التي يقوم عليها المؤشر، وستُشكِّل أساس الإصدار الافتتاحي ل مؤشر وايز للتعليم المقرّر في أواخر عام 2027.