زعماء جدد واتساع هوة الفجوة في المواقف

اليوم انطلاق قمة مجموعة الدول السبع

لوسيل

أ ف ب

تتجه أنظار العالم اليوم تجاه مدينة صقلية الإيطالية التي ستشهد على مدار يومين اجتماع رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع المكونة من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا. ورغم إدراك تلك الدول أهمية اتخاذ مواقف موحدة تجاه العديد من الملفات الساخنة خاصة في ظل تفاقم المشاكل السياسية والاقتصادية حول العالم إلا أن هناك فجوة في المواقف بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وباقي المجموعة من جهة أخرى في العديد من الملفات خاصة ملفي التجارة الحرة وتغير المناخ هذا إلى جانب تباين وجهات نظر الدول السبع تجاه قضايا أخرى.
هذه الفجوة في المواقف بين الدول السبع يعمقها أيضا وصول إدارات جديدة لسدة الحكم في أربع دول من مجموعة السبع، فمنذ الاجتماع الأخير لقمة مجموعة السبع في مايو 2016 تغير زعماء أربع دول وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، حيث جاءت كل إدارة بأجندتها الخاصة بها والتي قد تغاير في مواقفها العديد من مواقف الإدارات السابقة لتلك الدول.
وسيحضر زعماء أربع دول اجتماع قمة مجموعة السبع للمرة الأولى وهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي تم تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير الماضي، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي والتي شغلت المنصب في يوليو الماضي، والرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون والذي تم تنصيبه كرئيس لفرنسا في وقت سابق من الشهر الجاري، ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني والذي احتل هذا المنصب في ديسمبر الماضي.
وسبق تلك القمة العديد من الاجتماعات التحضيرية من أجل حصر الملفات التي سيبحثها زعماء تلك الدول، ولعل آخرها اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع قبل نحو أسبوعين في إيطاليا والذي ناقش الدعوات الأوروبية لفرض ضرائب على الاقتصاد الرقمي، بحيث تقوم شركات إنترنت مثل (جوجل وفيسبوك) بدفع ضرائب عند استخدامها لبيانات المستخدمين في أنشطة اقتصادية. كما بحث هذا الاجتماع تنظيم سوق المال وإجراءات لمكافحة تمويل الإرهاب والأمن الإلكتروني على شبكة الإنترنت وهجرة اللاجئين إلى جانب المساعدات الخاصة باليونان.
الخلافات بين الولايات المتحدة وباقي دول مجموعة السبع لم تقتصر فقط على الملفات الاقتصادية، فهناك ملف آخر يتعلق بالتغير المناخي، فمن المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل طرفا في اتفاق باريس للمناخ بعد عودته من قمة مجموعة السبع المقررة في وقت لاحق من شهر مايو الجاري.
وأثار قرار تأجيل اجتماع لمستشارين كبار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتباحث بشأن ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة أن تبقى في اتفاق باريس للمناخ، تكهنات بأن الإدارة قد تنسحب من الاتفاق.
ويأتي هذا في الوقت الذي تضغط فيه باقي دول مجموعة السبع من أجل استمرار الولايات المتحدة في اتفاق باريس للمناخ.
ورغم سخونة الملفات الاقتصادية التي ستبحثها قمة مجموعة السبع وأهميتها بالنسبة لهذا الاجتماع إلا أن تلك الملفات سرعان ما ستتراجع خطوة للخلف في ظل وجود ملفات أكثر إلحاحا تهم كثيرا من دول السبع لعل أبرزها التهديدات التي تشكلها كوريا الشمالية مؤخرا.
الملف السوري سيكون هو الآخر ظاهرا في اجتماع القمة فمع استمرار الأزمة السورية واستمرار تزايد أعداد اللاجئين السوريين فإنه من المقرر أن يناقش زعماء الدول السبع مستجدات الوضع السوري ومحاولة اتخاذ موقف موحد تجاه هذا الملف.