أطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز ، المبادرة العالمية لمؤسسة قطر، اليوم فعاليات النسخة الثانية عشرة من قمته الرائدة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، تحت شعار الإنسان أولاً: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية ، حيث جمع اليوم الافتتاحي نخبة من قادة التعليم، وصناع السياسات، والمبتكرين، والشباب من أكثر من 100 دولة، لاستكشاف سبل ترسيخ الغايات الإنسانية في النظم البيئية للتعلم في ظل عصر تشكله التحولات التكنولوجية المتسارعة.
وقد بدأت فعاليات اليوم الأول بجلسة عامة تناولت كيفية تعامل المجتمعات مع الفرص والمخاطر التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. وقد أكد المتحدثون أنه، ورغم تسارع وتيرة التطور التكنولوجي بشكل غير مسبوق، تظل الهوية الإنسانية، والإبداع، والذكاء العاطفي، والأخلاقيات هي العناصر الحاسمة التي تحدد كيفية تشكيل الابتكار للأجيال القادمة. وقد شكّل شعار القمة الإنسان أولاً ، الذي يجسد التفاعل المستمر بين الرؤية الإنسانية والمخرجات التكنولوجية، المحور الأساسي لنقاشات اليوم وساهم في رسم ملامح برنامج الجلسات.
واستمراراً للفعاليات رفيعة المستوى، شهدت القمة انعقاد جلسة مفتوحة بعنوان سد الفجوة: تمويل التعليم الشامل والمستعد للمستقبل بقيادة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وصندوق قطر للتنمية. وجمعت الجلسة كبار المسؤولين الحكوميين وقادة التعليم العالميين في حوار رفيع المستوى لمناقشة أولويات التعليم الوطنية وسبل التعاون عبر القطاعات.
وبناءً على زخم الحوار متعدد القطاعات، بحثت جلسة سد الفجوة الرقمية: توسيع نطاق تكنولوجيا التعليم لتحقيق العدالة ، التي أدارتها نيف ويلن، مديرة البرامج في وايز ، الاستراتيجيات العالمية لتوسيع الوصول الرقمي وسد فجوات التعلم الناتجة عن التكنولوجيا. وقد استعرض المتحدثون رؤاهم حول بناء منظومات شاملة لتكنولوجيا التعليم، مسلطين الضوء على النماذج التي تعزز الاتصال، وتقوي المهارات الأساسية، وتضمن استفادة المتعلمين في البيئات محدودة الموارد بشكل متساوٍ من الابتكار الرقمي.
وفي إطار التوسع في التركيز على الابتكار الثقافي واللغوي، استكشفت الجلسة بعنوان القراءة في عصر الذكاء الاصطناعي: كيف يتم إنتاج المحتوى العربي واستهلاكه وتوزيعه ، كيفية إحداث الذكاء الاصطناعي تحولاً في منظومة النشر العربي. وناقش المتحدثون اتجاهات صناعة المحتوى، ومستقبل القراءة الرقمية، وأهمية تعزيز المنصات الإقليمية التي تحافظ على الهوية اللغوية مع احتضان الابتكار التكنولوجي. كما بحث المتحدثون أسباب ضعف الاستثمار في العالم العربي في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة به، وسلطوا الضوء على العديد من الحلول الناشئة، والمنصات، والمقاربات المبتكرة التي تدعم تعلم اللغة العربية وإنتاج المحتوى.
أما الجلسة المفتوحة المنعقدة تحت عنوان الابتكار في التعليم: نحو حركة المدارس التقدمية ، فقد جمعت أصواتاً رائدة تشكل مستقبل التعليم المدرسي الذي يتمحور حول المتعلم. وبحث المشاركون في النماذج الناشئة التي تعطي الأولوية للإبداع، وفاعلية الطالب، والمشاركة المجتمعية، والتنمية الشاملة عبر نظم تعليمية متنوعة. وأكدت الجلسة أن التعليم الشامل يتمحور في جوهره حول إعادة وضع الإنسان في صميم العملية التعليمية وتأكيد الغاية الأعمق للتعلم، وكيف يجمع بين التطور الأخلاقي والفكري، مما يضمن تمكين كل متعلم من الإسهام في بناء عالم أكثر توازنًا وإنسانية
وفي ختام سلسلة الحوارات الموضوعية، عُقدت جلسة تعزيز التعاون بين منصات التعليم العالمية ، التي ضمت قادة مؤثرين يساهمون في تشكيل مستقبل منظومات التعليم الدولية. أدارت الجلسة الدكتورة آسيا كاظمي، الرئيس التنفيذي المعيّن لـ وايز ، حيث تضمنت النقاشات سُبل تمكين المنصات التعليمية العالمية من كسر الحواجز التقليدية، وتسريع وتيرة الابتكار، وتعميق التعاون عبر القارات، لا سيما في مجالات التعلّم الرقمي، وتبادل البيانات، ومسارات التعلّم مدى الحياة، وتبادل المعرفة عبر الحدود. وسلطت الجلسة الضوء على أهمية تعزيز التعليم كرؤية مجتمعية مشتركة في وقت يشهد تراجعاً في المناصرة العالمية للتعليم.
وتؤكد قمة وايز 12 على الدور المستمر الذي تلعبه وايز كمنصة عالمية لإعادة تصور مستقبل التعليم. ويشهد اليوم الثاني مناقشات تقدم رؤى أعمق حول كيفية تكيف التعليم، والتعاون، وتوسيع نطاق التغيير الهادف في عصر يتسم بتحولات عالمية متسارعة.