استشهدت دوائر عسكرية وسياسية إسرائيلية بتقرير صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة يؤكد أن غزة لن تكون صالحة للحياة الآدمية في عام 2020 وذلك بسبب الحصار وعدم معالجة آثار العدوان الآخير عليها . وحذرت تلك الدوائر بأن القطاع بات قنبلة موقوتة ستنفجر بوجه تل أبيب قريباً. ووفق التقرير الأممي تحول 1.2 مليون من أصل 1.8 مليون نسمة في القطاع إلى لاجئين ، بسبب الدمار الذي طال بيوتهم .
ويقول خبراء إن الأخطر من هذا العدوان هو إغلاق معبر رفح شبه المتواصل وهدم أنفاق الحياة . وعلى حد قولها ذلك خنق غزة وجعل أهلها يعيشون تحت وطأة الحاجة والفقر .
وفي سياق متصل، مثل قائد المخابرات الحربية الإسرائيلية الجنرال هرتسل هاليفي أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، وقال الأوضاع الإنسانية في غزة في حالة تدهور، وفي حال انفجارها، ستكون في اتجاه إسرائيل .
صحيفة إسرائيل أوف تايمز العبرية نقلت عن هاليفي قوله إن إعادة إعمار غزة بعد حرب عام 2014 بين حماس وإسرائيل تتقدم ببطء شديد. وقال إن إعادة تأهيل القطاع هي عامل أساسي في تجنب نزاع آخر .
بيد أن دراسة نشرها موقع وزارة الاقتصاد الفلسطينية تحمل الاحتلال الصهيوني منع دخول مواد البناء بشكل قطعي إلى غزة خلال السنوات من 2013 وحتى موعد إعداد التقرير نهاية عام 2014، ويسمح فقط بدخول نسب محددة للمشاريع الدولية ،على الرغم من أن عدد الوحدات المتضررة جراء الحرب أكثر من 100 ألف وحدة سكنية .
وحسب إحصائيات وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة بلغ معدل الاحتياج لمعالجة هذه الأضرار حوالي 1.5 مليون طن أسمنت، 4 ملايين طن حصمة و500ألف طن حديد، بالإضافة لكميات أخرى من مواد البناء لرصف الشوارع ومشاريع المنحة القطرية . وقدرت وزارة الاقتصاد في غزة الخسائر الاقتصادية جراء العدوان الإسرائيلي الأخير 2.8 مليار دولار تقريبا .
وضمن الحلول المقترحة لاحتواء الأزمة الاقتصادية في غزة نقل راديو إسرائيل العربي عن صحيفة هارتس العبرية صباح أمس الأول بأن النقاش تجدد خلال الأسابيع الماضية بين السياسيين والعسكريين في الحكومة بشأن إقامة ميناء في القطاع. وأشارت إلى أن تجدد النقاش يعود إلى الظروف الاقتصادية الآخذة بالتردي بغزة والرغبة في إيجاد حلول بنيوية طويلة الأمد من شأنها أن تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع وتقليص المخاطر من تفجر مواجهة عسكرية مع حركة حماس مجددا . ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين كبارا في جيش الحرب الصهيوني يدعمون مبدئيا إقامة ميناء للقطاع أملا منهم في أن يتم اشتراط ذلك بتعهد حمساوي بوقف مطول لإطلاق النار. منوهة إلى أن لدى نتنياهو ووزير الحرب الصهيوني تحفظات بشأن تلك الخطة .
وفي ذات الاتجاه أوضح تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية أن وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، التقى مؤخراً عدة مرات بنظيره الفلسطيني شكري بشارة لوضع خطة احتواء غزة والانتفاضة . وسوف يقدم كحلون مجموعة مبادرات جديدة إلى نتنياهو لإقرارها والعمل بها .
ووفق الإعلام الصهيوني تركز تلك المبادرات على كل من الصناعات المبنية على المعرفة، مثل الطب والتكنولوجيا، وعلى توسيع الاندماج الفلسطيني الإسرائيلي في قطاع البناء. وتشير إسرائيل أوف تايمز إلى أن تدمير المصريين الأنفاق بين شطري رفح أوقف عبور مئات الملايين من الدولارات إلى خزينة حماس شهريا . وتقول إن 40 ألف شخص كانوا يعتمدون على الأنفاق في معيشتهم تحولوا إلى عاطلين . وتشير يمنع تهريب الأسلحة إلى حماس من سيناء .