افتتحت السلطات الموريتانية، أمس المطار الدولي الجديد للعاصمة الذي تم الإسراع للانتهاء من أشغاله، ليكون جاهزاً لاستقبال ضيوف موريتانيا خلال القمة العربية التي ستنعقد في نواكشوط لأول مرة الشهر المقبل.
ووصلت تكاليف المطار الجديد الذي جرى بناؤه شمالي مدينة نواكشوط نحو 90 مليون دولار. وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن قمة نواكشوط العربية 27 ستنعقد في موعدها المحدد، وأن جميع الإجراءات تم اتخاذها لضمان نجاح هذه القمة.
جاءت تصريحات ولد عبد العزيز على هامش زيارته لقصر المؤتمرات في نواكشوط، حيث تفقد عددا من المرافق والمنشآت والشوارع في نواكشوط التي تم تشييدها أو بناؤها بمناسبة تنظيم القمة بموريتانيا. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الرئيس أعطى تعليماته للجهات المختصة بتوخي الجودة وتسريع وتيرة العمل واحترام المعايير المحددة في دفاتر الالتزامات، كما تفقد أشغال بناء وتوسعة 40 كيلومترا من الشبكة الطرقية الحضرية في مدينة نواكشوط، واطلع على عمليات ترصيف وشق للطرق استعدادا للقمة العربية الـ 27 المقررة في نواكشوط نهاية شهر يوليو القادم. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 8.8 مليار أوقية - دولار واحد يساوي 357 أوقية- على نفقة الدولة، وسيساهم هذا المشروع في إعطاء العاصمة وجها حضاريا، كما أنه سيمكن من ربط وسطها بالمناطق الحديثة.
وحطت أمس طائرة تابعة للخطوط الموريتانية على مدرج مطار أم التونسي في رحلتها الاعتيادية القادمة من إسبانيا، كاول طائرة ترسو بالمطار فيما ستكون طائرة موريتانية أخرى آخر طائرة تقلع من مطار نواكشوط الدولي الذي قررت الحكومة تحويله إلى سوق تجاري كبير وحي سكني راق. ويأتي تدشين الرحلات الجوية رسمياً بالمطار الدولي الجديد أم التونسي قبل شهر من موعد انعقاد القمة العربية المرتقبة بالعاصمة نواكشوط.
وكانت تسمية المطار بـ أم التونسي قد أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الموريتاني بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر بعض الكتاب والمؤرخين أن اختيار اسم أم التونسي وهي معركة دارت بين الموريتانيين والاستعمار الفرنسي، غير موفق، لأنها ترمز لانقسام الموريتانيين، بسبب أن المعركة دارت بين موريتانيين متحالفين مع المستعمر وآخرين مناوئين له.
من جانبها، تبنت هيئة تحمل اسم الرئيس المؤسس لموريتانيا، المختار ولد داداه، هذا الرأي، ودعت إلى تسمية المطار الجديد للعاصمة الموريتانية على اسم ولد داداه، مثل أغلب الدول الإفريقية التي تحمل مطاراتها أسماء رؤسائها المؤسسين. غير أن هذا الرأي أدى إلى وقف الدعم المادي الذي كانت الدولة تقدمه للهيئة. في المقابل، اعتبرت بعض الهيئات المعنية بالمقاومة الوطنية أن التشكيك في معركة أم التونسي تحريف وتلاعب مقصود لحقائق التاريخ ، مؤكدة أن معركة أم التونسي وقعت بين المقاومة الموريتانية وكتيبة الاحتلال الفرنسي. كذلك رأت أن تسمية مطار نواكشوط الجديد بمطار أم التونسي يمثل تكريماً لأبطال المقاومة.
ويضم المطار الجديد العديد من المباني، منها مبنى الركاب الرئيسي المشيد على مساحة 18 ألف متر مربع، وتبلغ القدرة الاستيعابية للمطار أكثر من مليوني مسافر سنوياً، كما تصل مساحة المبنى الرئيس للمطار 18 ألف متر مربع ويضم مدرجين. كما يضم جناحاً للمسافرين وجناحاً للشحن ومواقف للطائرات وصالات شرف رئاسية وأخرى للوزراء ومواقف لطائرات الشحن، ومقراً للصيانة بمساحة 4800 متر مربع وبرج مراقبة بارتفاع 38 مترا وست منصات ربط بالطائرات.