اختتم معرض قطر الزراعي الدولي السادس الذي تنظمه وزارة البلدية والبيئة تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فعالياته مساء أمس بمركز الدوحة للمعارض، بعد 3 أيام شهدت حضوراً لافتاً من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بالقطاع الزراعي من داخل الدولة وخارجها، وقد حظيت هذه الدورة بإشادة واسعة من العارضين المحليين والإقليميين والدوليين، الذين شددوا على أهميّة هذا المعرض كونه محطة هامة للاطلاع على الحلول الناجعة لتعزيز الاستثمار الأمثل في المشروعات الزراعية والإنتاج الحيواني.
وتفرغ وزير البلدية والبيئة محمد بن عبد الله الرميحي طوال أيام المعرض الثلاثة لعقد لقاءات مع عشرات المسؤولين ورجال الأعمال لدعم خطة الدولة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، حيث التقى بوزير الزراعة التركي والرئيس الأوكراني ووكلاء ومدراء زراعة ورؤساء شركات من عدة دول، واجتمع الرميحي بمكتبه بمقر المعرض أمس، مع علي أكبر مهرفرد نائب وزارة الجهاد الزراعي للتجارة وتنمية الصناعات الزراعية الإيراني وبحث معه سبل تعزيز علاقات التعاون بين دولة قطر وإيران في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ورافقت لوسيل أمس الوزير وعددا من كبار المسؤولين في الوزارة ومن بينهم الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني في جولة بالمعرض، حيث حرص الوزير على أن يستطلع بنفسه آراء العارضين ويطلع على أوضاعهم ويودعهم في ختام المعرض، وأبدى العارضون وقوفهم إلى جانب دولة قطر، قيادة وشعبا، وأشادوا بسياسة قيادتها الحميدة والنجاحات التي تحرزها قطر، مؤكدين للوزير أنهم يشعرون بالسعادة لكونهم لمسوا أن السوق القطري واعدة في كافة المجالات، وأنهم لمسوا حرص القطريين على الاعتماد على النفس والإنتاج.
كما استمع الرميحي إلى ملاحظات العارضين وأصدر تعليماته بتذليل أي صعوبات تواجههم.
الرميحي يشيد
وأشاد وزير البلدية والبيئة بالجهود المبذولة في تنظيم المعرض الذي استقطب 313 شركة زراعية عالمية ومحلية من 36 دولة، بالإضافة إلى قطر، حيث يترجم نجاح المعرض النمو الذي يشهده القطاع الزراعي في الدولة واهتمام المجتمع الزراعي بالاستثمار في السوق القطرية، خاصةً أن المنتجات الزراعية والحيوانية المحلية والمزارع القطرية والمشاريع الصديقة للبيئة التي تمّ استعراضها في المعرض، جذبت أنظار الخبراء الدوليين للاستثمار في قطر والاستفادة من الممارسات والخبرات القطرية خاصةً فيما يتعلق بالابتكار في المجال الزراعي والزراعة الذكية وإنتاج المواد الغذائية وتطلعات بأن تكون الدورة القادمة حافلة بفعاليات جديدة ومبتكرة ترقى إلى مستوى تطلعات المشاركين.
قفزات كبيرة
وأكد سعادته أن دولة قطر تولي أهميّة كبيرة للقطاع الزراعي باعتباره القطاع المنوط به تحقيق الأمن الغذائي، والذي يعتبر واحداً من أهم أولويات الدولة خلال الفترة الراهنة، حيث حقق القطاع الزراعي قفزات كبيرة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة. وأضاف سعادته قائلا في سياق متصل: في ظروف الصيف الصعبة قد لا يمكننا تحقيق مستوى عال من الإنتاج الزراعي يصل إلى مئة بالمئة، لكن إن شاء الله في هذه السنة وعلى الأقل سيتضاعف الإنتاج في الصيف ليصل إلى 50 % بدلا من 20 إلى 30% خلال هذه الفترة .
وقد خصصت الدولة دعماً سنوياً وقدره 70 مليون ريال في سبيل تحفيز الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي وعمليات تسويق المنتجات الزراعية، موضحاً أن الاستراتيجية الزراعية بدولة قطر تستهدف التوسع في المنتجات الزراعية مثل الخضروات والتمور واللحوم الحمراء والدواجن والبيض، والأسماك والألبان والأعلاف الخضراء وذلك مع مراعاة المحافظة على الموارد الطبيعية في البلاد والعمل على حسن استغلالها.
ويبلغ حجم التجارة السنوية ما يقارب 10 مليارات ريال من المواد الغذائية الطازجة في دولة قطر.
وشهدت الحلقات النقاشية والعروض التقديمية والتقارير والمنتديات المفتوحة التي أقيمت في المؤتمر تفاعلاً كبيراً، حيث تمّ استعراض فرص المشاريع المحتملة وعرض أحدث التقنيات التي يمكن استخدامها لدعم هذا القطاع الزراعي والذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات في الدوحة.
مشروع بحثي مشترك
وفي خضم فعاليات المعرض عقدت ندوة أمس أعلن خلالها عن انطلاق مشروع بحثي عالمي مشترك بين فرق علمية قطرية أوروبية وأمريكية في مجال الغذاء والمياه والطاقة.
وأعلن كل من منتدى بلمونت الدولي للبحوث العلمية والاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية منح الإجازة العلمية والفنية لكل من وزارة البلدية والبيئة ومعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة، إلى جانب معاهد علمية بحثية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و3 دول أوروبية وهي النمسا وبريطانيا وألمانيا، وذلك لإجراء البحث المذكور لصياغة إستراتيجية مستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة في المناطق الحضرية عن طريق تحسين أوجه التعاون بين نظم هذه العناصر الثلاثة.
وقال الدكتور محمد سيف الكواري مدير مركز الدراسات البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة، رئيس الفريق القطري في البحث، إن هذا المشروع العالمي سيجمع حوالي 60 باحثا وعالما من دولة قطر والدول الأخرى المذكورة لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة لتحدي الصعاب بشأن فهم العلاقة بين الغذاء والمياه والطاقة المستدامة.
بحوث مهمة
ونوه الكواري، في الكلمة التي ألقاها في حفل إطلاق مشروع البحث على هامش المعرض، بأن الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي سيشارك كذلك من جانب دولة قطر في تنفيذ البحث مع مراكز بحوث علمية أوروبية هي المعهد التكنولوجي بالنمسا ومركز ليبنز لأبحاث الزراعة والمناظر الطبيعية في ألمانيا وجامعة غرب إنجلترا بمدينة بريستول بالمملكة المتحدة، إضافة إلى مؤسسة روك كونكت بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن هذا البحث الهام، الذي يستمر لمدة 3 سنوات ويكلف 1.5 مليون يورو تتحملها الجهات المشاركة فيه، سيخدم رؤية قطر الوطنية 2030، وإستراتيجية التنمية الوطنية 2017 - 2022، ويحقق الإستراتيجية المستدامة لموارد الغذاء والمياه والطاقة في البلاد.
فوز عن جدارة
وتقدم ما مجموعه 88 بحثا علميا على مستوى العالم في المرحلة الأولى من السباق الذي نظمته المؤسستان الدوليتان، وبعد المراجعة والتقييم دخلت هذه الأبحاث مرحلة التصفيات ليصل عددها إلى 40 بحثا للتنافس فيما بينها لبلوغ المرحلة النهائية وكان البحث العلمي القطري الأوروبي الأمريكي المشترك من ضمن هذه الأبحاث المتنافسة. في نوفمبر 2017 تم تقييم هذه الأبحاث من قبل فريق من الخبراء والاستشاريين الدوليين. في ديسمبر 2017 تم اختيار 15 بحثا علميا على مستوى العالم بعد خوض التصفيات النهائية، وقد فاز البحث العلمي القطري الأوروبي الأمريكي المشترك بالإجازة العلمية والفنية ليقدم الحلول المبتكرة لتحدي العلاقة بين الغذاء المياه والطاقة المستدامة.
الغذاء والطاقة
وأكد الدكتور ريتشارد أوكندي نائب الرئيس للأبحاث في جامعة حمد بن خليفة أن البحث هو أساس التنمية في قطر وكذا على المستوى الدولي.. منوها بالشراكات القطرية داخليا وخارجيا في قطاعات البحث العلمي المختلفة، وقال إن جامعة حمد بن خليفة تعمل على تطوير مثل هذه القدرات مع شركائها، والقيام بأفضل البحوث وربطها بالتحديات التي تواجه قطر في مجالات البيئة والصحة والطاقة والمياه وغيرها من أجل تنمية مستدامة وثقافة خضراء .
وقال الدكتور مارك فيرميرش المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في جامعة حمد بن خليفة: إن مشروع البحث العالمي المذكور سيعطي دفعا إيجابيا للغاية لوضع المياه والغذاء والطاقة في قطر ضمن رؤيتها الوطنية وإستراتيجيتها للتنمية، مؤكدا أهمية الشراكات لتحويل الأفكار إلى واقع واستدامة أساسية لتأمين التنمية.
فيما أوضح الدكتور عبدالكريم محمد رئيس البحث الفني في المعهد أن مشروع البحث يعالج مشاكل حيوية تتعلق بفهم العلاقة والرابط بين الغذاء والمياه والطاقة، خاصة في المناطق الصحراوية والحضرية لمعالجة أي قصور يحدث فيها، كما أنه يعتبر مهما لدولة قطر التي تعمل لأجل مقاربة تحليلية تضمن المحافظة على الماء والطاقة والغذاء وصولا لأهداف التنمية المستدامة.
استدامة المياه
وعقدت بمناسبة إعلان البحث أمس ندوة تحدث فيها عدد من المعنيين تناولت الإستراتيجية العامة للمشروع والاستخدامات المبتكرة للطاقة المتجددة واستدامة المياه وتوفير الغذاء بجودة عالية وتكلفة أقل. كما جرى التطرق لشتى أنواع الحلول لمواجهة التحديات في هذه القطاعات، باعتبار أن الدوحة ستكون نموذجا لبقية العواصم العربية التي تعاني من مشاكل مشابهة باعتبار أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذا البحث العالمي. يذكر أن منتدى بلمونت الدولي تأسس عام 2009، وهو عبارة عن شراكة بين منظمات التمويل ومجالس العلوم الدولية والاتحادات الإقليمية الملتزمة بالنهوض بالعلوم والبحوث الدولية المتعددة التخصصات التي توفر المعرفة، بما يساهم في التخفيف والتكيف مع التغير البيئي العالمي.. ويعمل أعضاء المنتدى والمنظمات الشريكة بشكل تعاوني لمواجهة هذا التحدي من خلال إصدار نداءات دولية لتقديم البحوث العلمية الهادفة التي تحمي البيئة.
أما الاتحاد الأوروبي الدولي للمدن الحضرية فقد تأسس عام 2010 لمواجهة التحديات الحضرية العالمية، وتطوير مراكز البحوث والابتكار في المسائل الحضرية وتوفير الحلول الأوروبية من خلال البحوث. وقد أسس المنتدى والاتحاد شراكة علمية هدفها دعوة الشركاء الدوليين ومراكز البحوث العلمية العالمية والجامعات وأصحاب القرار والجهات الفاعلة لإيجاد حلول جديدة ومبتكرة تجمع منظومة الغذاء والمياه والطاقة المستدامة.
إنجاز جديد
وأكد محمد رنكوسي المدير العام للمجموعة الوطنية للإنتاج الزراعي والحيواني أن إنتاج المجموعة من الأعلاف والدواجن سيكون في الأسواق قبيل شهر رمضان المقبل بشكل تدريجي ويصل إلى المستهدف منه بالمرحلة الأولى ويقدر بـ 14 مليون طن من الدجاج اللاحم و30 ألف طن من الأعلاف الحيوانية والداجنة المركبة والمخطط له أن يرتفع إنتاج الأعلاف إلى 60 ألف طن بالمرحلة الثانية.
وأشار إلى أن كلفة المزرعة تصل إلى 236.5 مليون ريال، وهي مزرعة شيدت على أن تكون صديقة للبيئة وتخدم المنتج الوطني المحلي . وأشاد زنكوسي بالإقبال الذي حظي به جناح المزرعة من الجمهور والمنتجين، وأشار إلى أن إنتاج الأعلاف في شهر مايو والدواجن في يونيو المقبل.
وأوضح المهندس عفيف الفيصل مدير القطاع الزراعي وهو القطاع الثالث بمزرعتي ينتج الخضار ويوجد به 40 بيتا محميا والآن نعمل على توسعة بمقتضاها نضيف 20 بيتا محميا للمزرعة مساحتها 4 هكتارات ومساحة البيت 2000م2 باستثمارات تصل إلى 30 مليون ريال، وسوف نزرعها بالورقيات والخضار والمشروم والزهور والشعير المستنبت والفراولة ومشتل حمضيات ونباتات طبية وعطرية. كما يوجد بالمزرعة 2 مليون م2 تزرع بالرودس و200 خلية نحل.
دواجن وزعتر
ويقول حبيب الله بشير علي الشاطر نائب المدير العام ومدير المشروعات بشركة داجن لإنتاج الدواجن السودانية إن الشركة تغطي 35 % وإنتاجها السنوي 12 مليون دجاجة وأن وجودها بالمعرض جعل الكثير من المستوردين القطريين يرغبون في شراء الدجاج السوداني وبيض التلقيح، وأنهم يطرحون تصدير كيلو الدواجن لقطر بـ 11 ريالا يتكلف بالشحن جوا 2 ريال ويستغرق بحرا 11 يوما. كما أنهم يعرضون أعلافا للبيع.
وقال فادي عزيز من لبنان إنه جاء إلى المعرض بكميات كبيرة من الزعتر الذي تزرعه شركته في جنوب لبنان ونفذت الكميات التي جاء بها خلال يوم ونصف حيث يبيع كيلو الزعتر بـ 200 ريال مؤكدا أنه سعيد جدا وهو يعود إلى بلاده.
صوب مستدامة
وقال فتح الله محمود من مزرعة جري وسميح إنهم يعملون الآن على زراعة 18 دونما بصوب مستدامة ينتظر أن تبدأ زراعتها مطلع سبتمبر المقبل باستثمارات تصل إلى 5 ملايين ريال ويقدر أن تنتج 46 طن طماطم و150 طن خيار و50 طن فلفل إلى جانب أنواع أخرى من الخضار. ويعملون على إنشاء مشروع استزراع سمكي الآن بمساحة 12 حوضا تكلفته 6 ملايين ريال وينتج 180 طنا من البلطي في العام تغطي 25% من احتياجات قطر . وأكد فتح الله أن شركته تنتج 75 طن بط بكيني تسد احتياجات السوق.
وقالت مريم رئيسي إنها تعمل بمجالات إنتاج أجود أنواع الزهور ومنتجات غذائية وأنها سعيدة بمشاركتها في هذا المعرض حيث لاقت منتجاتها ترحيبا من قبل الجمهور من القطريين ومختلف الجنسيات على الرغم من مشاركتها لأول مرة بالسوق القطري .