خطط لبناء 3 محطات استقبال غاز..

وزير المالية الباكستاني لـ لوسيل : نتطلع لاستيراد مزيد من الغاز القطري

لوسيل

شوقي مهدي - تصوير: عمرو دياب

العمالة الماهرة الرخيصة والمواد الخام أهم محفزات الاستثمار للقطريين

نتطلع لاستثمارات قطرية في المناطق الاقتصادية الخاصة بميناء جوادر

قال أسد عمر وزير المالية الباكستاني، إن بلاده تتوقع استيراد مزيد من الغاز الطبيعي المسال القطري في ظل الطلب المتزايد بسرعة وخطط توسعة قدرة باكستان على استقبال الغاز الطبيعي المسال، من خلال بناء 3 محطات استقبال جديدة يجري الإعداد لها حالياً.
وبين وزير المالية الباكستاني لـ لوسيل خلال مشاركته بمنتدى الدوحة في نسخته الثامنة عشرة، أن قطر من الدول الصديقة لبلاده فيما تعد باكستان من أكبر الوجهات لصادرات الغاز الطبيعي المسال، وبما أن قطر تسعى لتوسعة إنتاجها من الغاز من 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن سنوياً خلال السنوات القادمة، ستظل أكبر الموردين للغاز الطبيعي لباكستان.
وحول مدى استيعاب بلاده لاستقبال الغاز القطري، قال الوزير الباكستاني، إن بلاده تمتلك حالياً محطتين للغاز المسال، ومع نمو الطلب على الغاز بسرعة هناك خطط لبناء ثلاث محطات إضافية مع مجموعة من الشركات الخاصة من بينها شركة شل وإكسون موبيل، والثالثة من المتوقع أن تقوم به شركة ميتسوبيشي لتطوير استيراد المزيد من الغاز الطبيعي.
وأضاف الوزير عمر أن باكستان تسعى لتحرير سوق الطاقة، لذلك فإن معظم القرارات ستتخذها الشركات الخاصة بناء للمنافسة في السوق. مشيراً إلى أن قطر والتي تسعى لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة كبيرة، ستظل واحدة من أكبر المصادر جاذبية لواردات الغاز الباكستاني.
ونوه إلى أن قطر من أكبر المورين للغاز لباكستان قائلاً: بالفعل قطر تعد أكبر مورد للغاز الطبيعي لباكستان ولديها مشروع كبير للطاقة في بلاده ضمن مشروع مشترك تم تطويره بالتعاون مع الصين.

الاستثمار في جوادر

وحول زيارته للدوحة، أوضح وزير الخارجية الباكستاني أنه التقى عدداً من المسؤولين من بينهم معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وسعادة علي شريف العمادي وزير المالية، استعرض خلالها العلاقات الثنائية وسبل تقوية التعاون بين البلدين.
ودعا الوزير الباكستاني، المستثمرين القطريين للاستفادة من أكبر الفرص الاقتصادية التي يتم إنشاؤها في باكستان من بينها الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني (CPEC) والمناطق الاقتصادية الخاصة التي تم إنشاؤها في بلاده. وأضاف: بوجود ممر بمستوى عالمي بالتعاون مع الصين. ستكون باكستان أساسا لعمليات إقليمية وعالمية، في ظل وجود مدينة جوادر الطموحة، بالإضافة إلى تكلفة العمالة شديدة الجاذبية للغاية والمواد الخام لعدد من الصناعات، كلها عوامل تجعل من باكستان جاذبة للقطريين.
وشدد الوزير على أن الاقتصادات الباكستانية والقطرية مكملة لبعضها البعض، ولديهما إمكانات كبيرة للنمو والتوسع قائلاً: التجارة تحتاج لأن تكون باتجاهين حتى تصبح أكثر جدوى وتوازنا، لتحقيق المنفعة المتبادلة. وأضاف: في الوقت الحالي صادرات باكستان قليلة جداً مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة وبالنظر لوجود أكثر من 150 ألف باكستاني في قطر هناك إمكانية كبيرة للنمو ونحن لا نجذب الاستثمار القطري إلى باكستان فحسب، بل نريد الشركات الباكستانية في قطر أيضا.
وأكد الوزير على الفرص الاستثمارية الضخمة في مدينة ميناء جوادر الذي يتم تطويره بالتعاون مع الصين وستكون هذه المدينة الساحلية نقطة محورية في الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني، وسوف تستقطب المزيد من المستثمرين العالميين.
وحول الاستثمارات القطرية في باكستان، قال الوزير الباكستاني إن هناك الكثير من الاستثمارات التي تأتي من منطقة الشرق الأوسط والتي من بينها قطر، حيث تشارك مع عدد من الدول في مجمع كبير للتكرير.

تحديات الاستثمار

وردا على سؤال حول التحديات التي تواجه الاستثمار في باكستان، قال الوزير: في الماضي كان هناك تحدي عدم اتساق السياسات باعتبارها أحد المخاوف الرئيسية، ولكن مع الحكومة الجديدة في السلطة يتم التعامل مع هذه العقبات. وأضاف أن عمران خان رئيس الوزراء يتعامل شخصياً مع هذه القضايا ويقوم حالياً بإنشاء مجلس إدارة لتشجيع الاستثمار وحل العقبات التي يمكن أن تواجه المستثمرين.
وحول ماذا كانت هناك مساعٍ لاتفاقية بين قطر وباكستان للتعامل بالعملات المحلية، قال وزير المالية الباكستاني: لقد بدأنا بالفعل في فعل ذلك مع الصين الآن، ولكننا سعداء باستكشاف هذا الاحتمال مع الدول الأخرى بما في ذلك قطر.
وتعاني باكستان من النقص الحاد في الاحتياطيات الأجنبية، وقد خفضت قيمة عملتها (روبية) في الآونة الأخيرة كجزء من الجهود المبذولة للحد من العجز في الحساب الجاري.
وقال وزير المالية الباكستاني إن تخفيض قيمة العملة أدى إلى تحسينات كبيرة في أساسيات اقتصادنا الكلي خلال الأشهر الأربعة الماضية. لقد انخفض متوسط العجز في الحساب الجاري في الشهر، وكان ملياري دولار شهريًا انخفض إلى النصف لكنه لا يزال مرتفعاً للغاية. وأضاف: لا نريد أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك انخفضت الواردات والصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر والتحويلات المالية آخذة في التزايد.

الغاز القطري.. أكثر جدوى اقتصاديا وصناعيا

أكدت تقارير باكستانية أن قطر تمثل الخيار الأفضل والآمن بالنسبة لها لتوفير احتياجاتها الأساسية من مصادر الطاقة خاصة الغاز الطبيعي المسال، الذي يسد احتياجاتها المتنامية، حيث تمثل قطر أفضل مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال بالنسبة لباكستان، وأن جدواه الاقتصادية والتجارية والصناعية للبلاد أفضل بكثير من غيره الذي يمكن استيراده من أي مكان آخر في العالم.
والمباحثات بين البلدين مستمرة من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة صادرات الغاز الطبيعي القطري.
وأجرى سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، مباحثات في إسلام أباد حول التعاون في مجال الطاقة مع دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية السيد عمران خان.
واستعرض المهندس الكعبي خلال اللقاء أنشطة قطر للبترول واستثماراتها العالمية، خاصة جهودها الرامية إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي، وأعرب عن اهتمام قطر للبترول بتعزيز استثماراتها في باكستان، والبناء على العلاقات المتينة القائمة بين الجانبين.

1.3 مليون طن من الغاز لمدة 20 عاماً

خلال زيارة محمد نواز شريف رئيس وزراء جمهورية باكستان السابق في أكتوبر 2016 وقعت شركة قطر غاز اتفاقية طويلة الأمد لمدة 20 عاماً مع شركة جيل Global Energy Infrastructure Limited GEIL لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى باكستان.
وتقوم قطر غاز، بموجب هذه الاتفاقية، بتوريد 1.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسل في السنة إلى باكستان ولمدة 20 عامًا، مع إمكانية زيادة الكمية إلى 2.3 مليون طن في العام.
وسيتم توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال من مشروع قطر غاز2 ، الذي يُعد أول مشروع متكامل المرافق للغاز الطبيعي المسال في العالم بدءًا من مرحلة الإنتاج ووصولا إلى التوريد.