اعتبر جان كلود تريشيه، الرئيس السابق لبنك أوروبا المركزي، أن الأزمة الاقتصادية في 2008 عصفت بالاقتصادات المتقدمة في الوقت الذي سلكت فيه الاقتصادات الناشئة مسلكاً حميداً باعتمادها نهج الحوكمة وهو مسلك حميد في مثل هكذا أزمات.
وقال تريشيه خلال إدارته لورشة (الاقتصاد والتمويل) التي عقدت على هامش مؤتمر السياسات العالمية التاسع بالدوحة أمس، إن الأزمة الاقتصادية الكارثية التي عصفت بالعالم لا تقارن بالسبعين سنة الماضية ويمكن أن يعود بنا الوضع إلى الحرب العالمية الاولى والكساد الاقتصادي، مشيراً إلى أن البنوك المركزية وفي 1930 عصف بها الكساد الكبير ولكن في هذه المرة (الأزمة الأخيرة) تدخلت الحكومات والمصارف المركزية وضخت الأموال في الأسواق وفي هذه الفترة كان الأمر درامياً وما حصل أن القطاع الخاص والسلطات اتخذت إجراءات وقرارات جريئة لدرء الأزمة.
ويرى تريشيه أن السياسات النقدية للمصارف المركزية التي كانت قد احتوت القضية لماذا لم تبلِ بلاء حسناً ولماذا لم ينم الاقتصاد كما يحلو لنا ولماذا لم يعزز القطاع المالي الذي لا يزال بعيدا في ذيل القاطرة؟ ولكي نفهم ما يجري فإن المشكلة الحقيقية أن أداء الاقتصادات المتقدمة كان أسوأ مما توقعناه واتخذنا قرارنا لكي نحد من هذه الدراما في 2008 حيث بسطت لدرجة كبيرة. وأضاف ان الأزمة عصفت بهذه الاقتصادات المتقدمة، أما الناشئة فسلكت مسلكاً حميداً لا سيما في خضم الأزمة التي عصفت بالاقتصادات المتقدمة وهذه الأزمة بطبيعة الحال أفضت إلى الكثير من المشاكل ويبدو أن الاقتصادات الناشئة اعتمدت على الحوكمة لكي تلعب دوراً اساسياً في هذا المقام.
مؤتمر قمة العشرين
وقال جون ليبسكي كبير الباحثين في معهد السياسة الخارجية في جامعة جونز هوبكنز، النائب الأول السابق لمدير عام صندوق النقد الدول، إن مؤتمر قمة العشرين الكبار وضع أهدافا للإجراءات المتخذة لاستعادة الاقتصاد العالمي وتعزيز الشق المالي ودرء ما يعرف بالحمائية ومحاولة تعزيز المؤسسات المالية العالمية.
وأوضح ليبسكي أن النمو لا يزال أقل من معدلات النمو الذي امتدت للثلاثين سنة الماضية في الاقتصادات المتقدمة ولم تعدل من نموها بعد حقبة الأزمة ولم تعد لما قبلها.
مشيراً إلى أن فترة ما بعد الأزمة فإن الاقتصادات الناشئة تنمو بنمو سريع ويتوقع أن تتباطأ بعض الشيء.
وأكد ليبسكي، أن المشكلة الأساسية ذكرها تقرير صندوق النقد الدولي وهي ضعف الطلب وهذا غير مرتبط بإنفاق المستهلكين، لأن إنفاق المستهلكين مرتبط بالاستثمار في القطاع المالي.
فوز ترامب
من جانبه اعتبر هور كيونج ووك، كبير مستشاري باي كيم اند لي، نائب وزير سابق للاستراتيجية والمالية، سفير كوريا السابق لدى منظمة التعاون والتنمية: البلدان الآسيوية شأنها شأن أي دول أخرى تضررت بسبب الأفعال والإجراءات التي اتخذت بعد الأزمة الاقتصادية وفوز ترامب أفضى إلى حالة عدم يقين، وقال إن هناك حمائية يجب أن تتبع وهناك بطبيعة الحال تخفيض للضرائب وهذا يمكن أن ينفث السموم على الأسواق الآسيوية التي تعتمد على التجارة قبل كل شيء التي كانت تعاني من التباطؤ الاقتصادي سابقاً.
وأضاف أن التباطؤ الاقتصادي أطل برأسه من جديد وخلال سنتين من تباطؤ النمو التجاري اعتمدت البلدان الآسيوية على الاستهلاك المحلي والاستثمارات الداخلية، ولكن ايضاً ترامب وظاهرته يفضيان إلى تعزيز الدولار وأسعار الفائدة سترتفع بوتيرة أسرع مما كانت عليه في السابق.
بينما قال كيوتو ايدو، نائب رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات الاقتصادية الدولية، إن الإصلاحات الاقتصادية في اليابان أخذت وقتاً بالتالي حاولت اليابان أن تنتظر نجاعة السياسات النقدية والمالية، وخفضت من أسعار الفائدة هذه الاستراتيجية عززت من تخفيض قيمة الين في قطاع التصدير ولكن خلال تلك الفترة رغم ارتفاع الاستثمارات المحلية التي جاءت نتيجة لأسعار الفائدة إلا أن وقعها على الاستهلاك كان في حدها الأدنى بطبيعة عدم اليقين السائدة.