تحت رعاية سعادة السيدعبد الله بن حمد بن عبد الله العطية وزير البلدية، وسعادة السيد:منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود وزير الصحة العامة، انطلقت اليوم (الاثنين) فعاليات المؤتمر الوطني لسلامة الغذاء 2025، الذي تنظمه وزارتا البلدية والصحة العامة خلال الفترة من 22 إلى 23 سبتمبر ،2025 في فندق رافلز الدوحة.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية وكبار المسؤولين وصناع القرار والخبراء في مجالات الصحة وسلامة الأغذية. وتضمن الحفل، عرض فيديو يسلط الضوء على أبرز جهود دولة قطر بمجال سلامة الغذاء وحماية صحة المجتمع. كما قام سعادة وزير البلدية بتدشين فعاليات المؤتمر الوطني لسلامة الغذاء 2025، وقام بجولة تفقدية على أجنحة المعرض المصاحب برفقة أصحاب السعادة الوزراء.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ضمن جهود دولة قطر في تطوير وتعزيز منظومة السلامة الغذائية، باعتبارها أحد المرتكزات الرئيسة لرؤية قطر الوطنية 2030 الهادفة إلى تحقيق الاستدامة وضمان الأمن الغذائي، من خلال التوازن بين النمو الاقتصادي والتنمية البشرية وحماية البيئة. كما يعكس الحدث تكامل الأدوار المؤسسية بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة نحو مستقبل غذائي آمن ومستدام، ويسهم في تحسين جودة الحياة ورفع معايير الصحة العامة.
يعد المؤتمر منصة وطنية استراتيجية لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات ومناقشة أحدث التشريعات والرقابة والتقنيات والتوعية المجتمعية المتعلقة بسلامة الغذاء. كما يشكل فرصة لإطلاق مبادرات مبتكرة في مجالات الرقابة والتكنولوجيا، وفتح المجال أمام شراكات وطنية ودولية تدعم تحقيق أهداف الأمن الغذائي.
وأكد السيد/ جابر حسن الجابر، رئيس لجنة الإعداد للمؤتمر الوطني لسلامة الغذاء (مدير عام بلدية الوكرة)، أن انعقاد هذا المؤتمر لأول مرة بالشراكة بين وزارتي البلدية والصحة العامة، يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله بسلامة الغذاء وبناء منظومة غذائية موثوقة تركز على صحة الإنسان والأجيال القادمة.
وقال الجابر: سلامة الغذاء ليست مجرد إجراءات أو أنظمة، بل ثقافة ومسؤولية مشتركة تبدأ من المزرعة والمصنع وتمتد إلى السوق والمستهلك. فهي ركيزة أساسية لبناء مجتمعات مزدهرة واقتصاد قوي وبيئة مستدامة .
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الرقابة الصحية بالبلديات يوميا من خلال الجولات الميدانية والحملات التفتيشية على المنشآت الغذائية، موضحا أنه تم خلال عام 2025 تنفيذ 212,882 جولة تفتيشية نتج عنها تحرير 1442 مخالفة تمت تسويتها بالصلح، وإغلاق إداري لعدد 81 منشأة غذائية مخالفة، إضافة إلى الفحص البيطري لـ 188,708 ذبيحة في المقاصب.
وتمثل هذه الأرقام مؤشراً عملياً على التزام قطر بتطبيق أعلى معايير الرقابة والتفتيش بما يرسخ مبدأ الوقاية ويعزز الثقة في منظومة الأمن الغذائي الوطنية.
وأعرب الجابر عن أمله في أن يكون المؤتمر فرصة لبناء جسور التعاون وإيجاد حلول عملية ورفع مستوى الوعي المجتمعي، مؤكدا أن الأمن الغذائي مسؤولية جماعية لا تتحقق إلا بتكاتف الجهود.
وفي إطار استراتيجية وزارة البلدية (2024 2030)، أوضح الجابر أن الوزارة تعمل على تطوير خدمات بلدية ذكية و استباقية باستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، ضمن مشروع التحول الرقمي الشامل، ومن أبرزها مشروع التفتيش الإلكتروني الموحد الذي يغطي 20 من نوعا أنواع التفتيش، ومنها الرقابة الصحية، ويتميز بالأتمتة الكاملة لإجراءات التفتيش بما في ذلك إصدار المخالفات والدفع الإلكتروني على مدار الساعة.
من جانبه أكد السيد خالد يوسف السليطي نائب رئيس لجنة الإعداد للمؤتمر ومساعد مدير إدارة سلامة الغذاء بوزارة الصحة العامة أن المؤتمر الوطني لسلامة الغذاء يمثل مبادرة وطنية مهمة توضح جانباً من الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بسلامة الغذاء في الدولة، لدوره الهام في حماية صحة وسلامة السكان من المخاطر ذات الصلة بالغذاء.
وأضاف: كما يمثل المؤتمر مناسبة لاستعراض آخر المستجدات بشأن جهود تطوير منظومة تشريعية وتنفيذية حديثة في مجال سلامة الغذاء، ومنها مشروع قانون جديد بشأن الغذاء، ومشروع القرار الأميري بإنشاء الهيئة العامة لسلامة الغذاء، بالإضافة لاستعراض عدد من الإنجازات الهامة ومنها إطلاق وزارة الصحة العامة للنظام الالكتروني لسلامة الغذاء واثق الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة، ويمثل منظومة محكمة لعملية الرقابة على الغذاء، تستند على طرق عمل قياسية تخضع لضوابط الاعتماد الدولي (الايزو)، والتي حصلت عليها إدارة سلامة الغذاء في الوزارة في مجال التفتيش المحلي والمستورد ومختبرات سلامة الغذاء، وهو ما يؤكد أن إجراءات الرقابة على سلامة الغذاء في الدولة تتم وفق أفضل المعايير العالمية.
وأشار إلى جانب من الدور المحوري الذي تقوم به وزارة الصحة العامة في الرقابة على الغذاء المحلي والمستورد والمصدر، بالإضافة إلى دورها في تسجيل المنشآت الغذائية المحلية والمستوردة، حيث قامت وزارة الصحة العامة منذ إطلاق النظام بتسجيل واعتماد 11 ألفاً و 386 منشأة غذائية و 153 الفاً و 641 منتجاً غذائياً، من خلال نظام واثق ، ونفذت من خلاله أكثر من 202 ألف خدمة الكترونياً.
كما أشار الى أن وزارة الصحة العامة قامت خلال العام 2025 بتفتيش 1776 مليون كجم من المواد الغذائية المستوردة في منافذ الدولة، رفض منها 10 ملايين و600 ألف كجم لعدم مطابقته للاشتراطات الخاصة بسلامة الغذاء، وخضعت هذه الكميات للإتلاف أو إعادة التصدير وفقاً لطبيعة المخالفات للاشتراطات، كما تم خلال هذا العام سحب أكثر من 16 ألف عينة خضعت لما يقرب من 82 ألف تحليل مخبري، بالإضافة للإجراءات الرقابية الأخرى والجولات التفتيشية اليومية في الأسواق المحلية.
وقال السيد خالد السليطي: إن المؤتمر يسعى كذلك إلى إبراز مساهمات دولة قطر على المستوى الإقليمي والعالمي في مجال سلامة الغذاء، حيث برزت دولة قطر في العمل الخليجي المشترك من خلال طرح العديد من المبادرات والإسهام في تطوير العديد من الوثائق الخليجية التي تسهم في توحيد العمل الخليجي في مجال سلامة الغذاء، وسعت دولة قطر من خلال وزارة الصحة العامة التي تمثل الدولة على المستوى الإقليمي والعربي في مجال سلامة الغذاء إلى المشاركة الفاعلة إعداد مسودة السياسة العربية لسلامة الغذاء، إضافة إلى الإسهام في مشاريع عربية متعددة من خلال الفريق العربي المتخصص لسلامة الغذاء، و المساهمات والشراكات الدولية ومنها الشراكة مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويعكس هذا الدور الريادي التزام دولة قطر بمبادئ رؤية قطر الوطنية 2030، خصوصاً في ما يتعلق بالاستدامة وتعزيز مكانة الدولة إقليمياً ودولياً في بناء أنظمة غذائية آمنة وذكية.
ملخص جلسات المؤتمر:
استعرضت الدكتورة منى علي البلوشي من إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية - نتائج دراستها حول الكشف المبكر عن مرض الفيتوبلازما في مزارع قطر باستخدام تقنيات البيوتكنولوجيا الجزيئية مثل الـ PCR والتسلسل الجيني. وأوضحت أن الفيتوبلازما تُعد من أبرز مسببات تراجع الإنتاجية في محاصيل عدة حول العالم.
وبيّنت الدراسة أن الفحص الأولي أصناف البرسيم (Medicago sativa) أظهر إصابة مؤكدة بـ الفيتوبلازما من المجموعة الفرعية (16SrII-D)، وهي أول حالة يتم توثيقها في قطر. وأكدت النتائج التشابه الكبير مع سلالات مسجلة في الهند مرتبطة بمرض الساحرة .
واختتمت الدكتورة عرضها بالتوصية بمواصلة الفحوصات على نطاق أوسع في المزارع المحلية، وتحديث قاعدة البيانات الوراثية بالتعاون مع مراكز بحثية متخصصة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وحماية الإنتاج الزراعي.
كما قدمت بلدية الخور والذخيرة عرضًا بعنوان تعزيز سلامة الغذاء في قطر.. نهج التفتيش القائم على المخاطر ، استعرض فيه السيد/ أحمد الشمري رئيس قسم الرقابة الصحية بالبلدية، أهمية الانتقال من أسلوب التفتيش التقليدي إلى نهج استباقي قائم على تقييم المخاطر (RBI)، بما يتيح توجيه الموارد نحو المنشآت والمنتجات عالية الخطورة، والتكيف مع التحديات المستجدة مثل الملوثات وتغير المناخ. وأكد العرض أن هذا النهج، المعتمد دوليًا من هيئات مثل منظمة الصحة العالمية وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، يسهم في رفع كفاءة التفتيش وتعزيز ثقة المستهلك. كما أبرزت الجلسة دور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في دعم هذا النظام، وتطوير القدرات البشرية والتعاون الدولي لضمان منظومة غذائية أكثر أمانًا واستدامة في قطر.