تتصاعد معدلات هدر الطعام والأغذية والمشروبات في ايام عيد الاضحى بشكل لافت للانتباه يقترب من 30 % من الأغذية في الدولة - وفق إحصائية لبرنامج أصدقاء الطبيعة - على الرغم من ان تقارير رسمية تشير الى ان الدولة نجحت في الحد من الهدر لكي يصل الى نسبة 14 ٪ في الوقت الراهن، بيد انه يرتفع في المناسبات والاعياد وهو ما سبق واكدته تقارير مسؤولين في ادارة النظافة بوزارة البلدية والبيئة، اشاروا ان الاغذية تصل الى 30 ٪ من النفايات في الاعياد والمواسم.
ومن هنا دعا خبراء في التغذية والبيئة الى دور فاعل للاعلام ومنظمات المجتمع في توعية الجمهور للحد من الهدر خلال تلك المناسبات، ووضعت الدول خططا ينتظر ان تخفض منه لأدنى مستوى. مع ملاحظة ان هدر الطعام بنسبة عالية مشكلة عالمية.
ووفق تصريحات سبق وادلى بها مسعود جار الله المري مدير ادارة الامن الغذائي في وزارة البلدية والبيئة امام مؤتمر ادارة النفايات، فإن إستراتيجية الامن الغذائي بالدولة في مرحلتها الثانية الراهنة بها مبادرات وخطط تؤدي الى انخفاض كميات الأغذية المهدرة إلى 9% خلال عامين بدلا من 14% في الوقت الراهن، وهذا معناه أن جهود الدولة قلصت هدر الطعام بنسبة وصلت إلى 16% خلال ال ٨ اعوام الماضية.
ومن بين المؤسسات التي تهتم بمعالجة هدر الاغذية مركز حفظ النعمة، ووفق اخر إحصاء له في شهر فبراير عام 2021 بلغ عدد المستفيدين من خدمات مركز حفظ النعمة حوالي 25.683 ألف مستفيد، وبلغ عدد المستفيدين عام 2020 حوالي 167 ألفا و404 مستفيدين.
ومن بين المشاريع التي اطلقت وفق استراتيجية الأمن الغذائي للحد من الهدر يؤكد تقرير رسمي انه تم الترخيص لإنشاء (4) مصانع لإنتاج الأسمدة العضوية والمركزة وتقوم تلك المصانع بمعالجة المخلفات العضوية، بطاقة تصل إلى (49) ألف طن من الأسمدة العضوية والمركزة.
ويكشف ذات التقرير ترخيص عدد من المصانع لتحويل بعض السلع الغذائية إلى سلع أخرى مثل تحويل (الطماطم) التي قلت جودتها -ولا تزال صالحة- إلى صلصة.
ووفق استراتيجية الامن الغذائي تم إطلاق برنامج متكامل لمعالجة النفايات الغذائية يشمل عملية جمع النفايات العضوية ومعالجتها، وتحسين وتبسيط حوكمة مواصفات ومقاييس الأغذية في قطر من أجل مراقبة سلامة الأغذية والإشراف على إصدار شهادات الجودة بشكل أكثر فاعلية.
وخلال ورقة مهمة له طرح الدكتور مسعود جار الله المري ٣ مقترحات: تطبيق المبادرات المبنية على أفضل الممارسات للحد من هدر الغذاء في مختلف مراحل سلسلة الإمداد من خلال تقنين الحد الأقصى للوقت المستغرق في التخليص الجمركي للأغذية بحيث لا يتجاوز 6 ساعات. وتبني نظام التسجيل لضمان الموافقة على معظم المنتجات قبل وصولها، تطوير شركات تصنيع وتعبئة الأغذية، وأن تشمل خدمات الإرشاد الزراعي أفضل ممارسات التخزين لخفض هدر الإنتاج .
وبالنسبة للجهات الوسيطة مثل الأسواق المركزية، وتجار التجزئة طرح المري بورقته ٥ مقترحات وهي: تحديث مرافق المناولة والتخزين لتحظى بمواصفات عالمية، ودعم القطاع الخاص لتطوير مساحات للتخزين المبرد، وتشجيع المستهلكين النهائيين والفنادق والمطاعم والمقاهي على بناء مرفق لمعالجة النفايات العضوية باستخدام تقنية التسميد بالتكويم، وإتاحة بعض المنتجات التي نفدت صلاحيتها في بنوك الطعام لفترة محدودة من الوقت، وإطلاق حملات للحث على تغيير السلوك .
وبخصوص مركز حفظ النعمة فإنه يسعى لتحقيق 6 أهداف تتعلق بالحد من الهدر والتوعية وتعزيز ثقافة العطاء ورفع المعاناة عن الأسر الفقيرة وابتكار وسائل لحفظ النعم والاستفادة من الفائض وحماية البيئة.
وبالنسبة لبنك الطعام التابع له تأسس عام 2008م لجمع فـائـض الطعام من المطاعم والولائم والمآتم والقيام باستخدام الصالح منه وإعادة توزيعه إلى مستحقيه، ويقوم بمشروع الأضاحي في عيد الأضحى ليشرف على استقبال الأضاحي وتوزيعها.
ووفق إحصائيات نشرها المركز مؤخرا فإنه وخلال عام 2021 بلغ عدد المستفيدين من خدمات مركز حفظ النعمة حتى الآن حوالي 44250 مستفيدا، وبلغت كميات الخضراوات التي تم حفظها 15.6 ألف كيلو جرام، كما تم حفظ 73396 وجبة .
وخلال شهر فبراير الماضي بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز 25683 مستفيدا، وبلغت كمية الخضراوات التي تم حفظها 11250 كيلو، وعدد الوجبات التي تم حفظها 41111 وجبة .
يقول الدكتور حسن علي دبا مستشار اعلامي: لقد اهتم الفقه الإسلامي بكل أبعاد التنمية المستدامة ومن بينها الترشيد والحد من الهدر وتحريم الإسراف والتبذير الذي يؤدي إلى استنزاف الموارد في غير فائدة حيث نهى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الاستهلاك والبذخ والترف، وبالتالي فإن المناسبات والاعياد يتوجب ان نطبق خلالها تعليماتنا الدينية ونحد من الاسراف والهدر من المواد الغذائية حيث ترمى اطنان من الطعام في القمامة، ومن هنا يبرز دور الصحافة والاعلام ووسائل الاتصال الحديث والمالي ميديا في توعية الجمهور بأهمية المحافظة على الطعام والحد من الهدر .
وفي محاولة من منظمة الأغذية والزراعة العالمية لمواجهة ظاهرة هدر الطعام طرحت ١٠ اجراءات يتوجب اتباعها ومن بينها: الاعتماد على نمط غذائي أكثر صحة واستدامة لكون الحياة سريعة الوتيرة، الأمر الذي يجعل إعداد الوجبات المغذية أمرًا غير سهل. ورأت الفاو أنه ليس من الضروري أن تكون الوجبات الصحية مستوجبة للكثير من الجهد. وحثت الفاو جمهور المستهلكين بالحرص على شراء احتياجاتهم فقط من الغذاء.
ودعت الفاو جمهور المستهلكين إلى اختيار الفاكهة والخضراوات التي لا يروق له شكلها، وناشدتهم: لا تحكموا على الغذاء من خلال مظهره، وطالبت الفاو بوضع المنتجات الغذائية الأقدم في مقدمة الخزانة أو الثلاجة، والمنتجات الأحدث في الخلف. واستخدام حاويات محكمة الغلق لكي تبقى الأغذية المفتوحة طازجة داخل البراد، والتأكد من إغلاق الأكياس لمنع دخول الحشرات إليها.
وضرورة قراءة المعلومات على عبوات الأغذية، لأن هناك فارقا كبيرا بين عبارة يفضّل تناوله قبل و تاريخ انتهاء الصلاحية . ففي بعض الأحيان قد يبقى الغذاء المعين آمنًا للاستهلاك بعد الموعد المفضّل لتناوله ، ونصحت الفاو جمهور المستهلكين: ابدؤوا باستهلاك كميات أصغر، وتناولوا حصصًا أصغر في البيت أو تقاسموا الأطباق الكبيرة في المطاعم مع آخرين.
وأهابت الفاو بجمهور المستهلكين: استخدموا النفايات الغذائية بدلًا من التخلص من فضلات الطعام قوموا بتحويلها إلى سماد عضوي، ودعتهم إلى احترام الطعام، ودعم منتجي الأغذية المحليين، موضحة أنه من خلال شراء الناتج الزراعي المحلي فأنتم تدعمون المزارعين والشركات الصغيرة في مجتمعكم المحلي.
وناشدت المنظمة الجمهور للحفاظ على وفرة الأسماك وقالت: تناولوا أنواع الأسماك الأكثر وفرة، بدلًا من الأنواع المعرضة للصيد المفرط مثل سمك القد أو التونة.
وقالت: اشتروا الأسماك التي تم اصطيادها أو تربيتها في بيئة مستدامة، كالأسماك ذات الوسم الإيكولوجي أو تلك المصدقة. وشددت الفاو على ضرورة ترشيد استخدام المياه والتقليل بقدر الإمكان من هدرها مؤكدة: لا يمكن إنتاج الغذاء بدون مياه!.
وعلى الصعيد العالمي، تشير أرقام رسمية أممية إلى أن ما يقرب من ثلث الأغذية في العالم تتعرض للهدر سنوياً بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو وهو ما يعادل نحو 1.3 مليار طن من الطعام، وتُقدر نسبة الهدر العالمي في كمية الأغذية بنحو 30% من محاصيل الحبوب ونحو 45% من الفاكهة والخضراوات الجذرية كالجزر والشمندر والبطاطا ومن 20% من بذور الزيوت ومشتقات الألبان و35% من الأسماك، تقدر تكلفة التخلص من نفايات الطعام في العالم بنحو 410 مليارات دولار أمريكي سنوياً، تُقدر كلفة الطعام الذي يتم إهداره سنوياً في مختلف أنحاء العالم بنحو تريليون دولار أمريكي. تُستخدم 250 كيلو مترا مكعبا من موارد المياه السطحية والجوفية (المياه الزرقاء) في إنتاج الغذاء الذي ينتهي به الأمر مفقودا أو مهدرا. وتلك النسبة تمثل تقريبا 6% من إجمالي المياه المُستخرجة.