بدء أعمال مؤتمر الاحتباس الحراري بجامعة قطر بمشاركة 170 عالما

لوسيل

الدوحة -قنا

بدأت بجامعة قطر أعمال مؤتمر الاحتباس الحراري العالمي الثامن، والذي تنظمه الجامعة بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بحضور أكثر من 170 عالما وباحثا من أعرق الجامعات العالمية، بهدف تطوير فهم أفضل لهذه المشكلة، من خلال تعزيز الأبحاث والدراسات ذات الصلة وذلك بالشراكة مع العديد من المهتمين في القطاعات الأكاديمية والصناعية لتشكيل مستقبل هذا المجال وتطوير الأبحاث المتعلقة به.
ويشتمل المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام، على جلسات عامة ومحاضرات رئيسية حول عدة موضوعات تتعلق بالطاقة والبيئة والمواد، والتنمية المستدامة، ومخلفات الصناعة، وكذلك التطور في صناعة الغاز والبترول والبتروكيماويات، مما يتيح الفرصة بشكل أكبر لتبادل المعلومات التقنية، وعرض السياسات الجديدة، وبيان التقدم العلمي لتعزيز التنمية المستدامة.
وقال سعادة الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر، إن المؤتمر يستضيف خبراء محليين ودوليين لمناقشة تحديات تتعلق بالاحتباس الحراري للوصول لنتائج مثمرة على هذا الصعيد محليا وعالميا..مؤكدا الأهمية العلمية للأوراق البحثية المطروحة بالنسبة لجامعة قطر.
وأشار إلى تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على العالم ما يجعل التعامل معها ضرورة ملحة خاصة في ظل تداعياتها البيئية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى الزيادة الملحوظة في رقعة التصحر وذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه، الأمر الذي استدعى الجميع للتحلي بالمسؤولية والسعي لمواجهة هذه الظاهرة والحدّ من آثارها والتكيف معها .
ولفت الدكتور الدرهم إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 أكدت في ركيزتها البيئية على أهمية قضية التغير المناخي، وعلى ضرورة أن تحقق الدولة الريادة في هذا المجال، وقال تؤكد رؤية قطر الوطنية 2030 على أن التكيف هو الطريق الرئيسي لتحقيق التنمية المستدامة، كونه يؤدي تلقائياً للتخفيف من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والذي له دور مماثل في التصدي لتغير المناخ .
كما أشار إلى أن قطر من الدول السباقة في مجال التغير المناخي، حيث إنها من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في عام 1996، كما صادقت دولة قطر على بروتوكول /كيوتو/ المنبثق عن اتفاقية التغير المناخي في عام 2005 ، مبينا أن المؤتمر يأتي استكمالا لجهود الدولة في دعم التعاون في مجال التغير المناخي والتي كان أبرزها استضافتها المؤتمر الثامن عشر لاتفاقية التغير المناخي / COP18 / بنهاية العام 2012 .
وذكر أن دولة قطر قامت باتخاذ خطوات متعددة نحو التنويع الاقتصادي للتصدي لتغير المناخ من خلال برامج التنمية المستدامة وزيادة إجراءات الحد من الانبعاثات عن طريق الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والأبحاث في مجال الطاقة النظيفة وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.
وأكد الدكتور الدرهم على أهمية التوازن في العمل والإجراءات ما بين التخفيف والتكيف من أجل التأكد أن جميع الدول مستعدة لمواجهة الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذه الظاهرة واتخاذ جميع التدابير للحد منها.
بدوره قال الدكتور ابراهيم داينسر الرئيس المؤسس للمؤتمر، إن احتضان قطر لهذا الحدث العلمي العالمي في نسخته الثامنة يشكل علامة فارقة في سلسلة المؤتمرات التي بدأت العام 2007 في اسطنبول لبحث ظاهرة الاحتباس الحراري، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التداعيات الخطيرة لهذه الظاهرة.
من جانبه، قال الدكتور عمر بوخريص من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، إن العالم الذي يفخر باكتشافات واختراعات وتقنيات مذهلة يعاني مشكلات خطيرة على غرار مشكلة التغير المناخي التي سببها الاحتباس الحراري.. مشددا على أهمية الاستجابة العالمية السريعة لمواجهة هذا التحدي الذي يزداد تعقيدا.
وأشار إلى جهود الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في دعم ورعاية الأبحاث والدراسات والمشاريع التي تعالج وتبحث هذه الظاهرة، وتساهم بحلول لمواجهة التداعيات الناجمة عنها لاسيما على صعيد الأمن الغذائي والمشكلات البيئية ذات الصلة.