كشفت مصادر دبلوماسية عن مفاوضات تركية مع الناتو من أجل إقامة منطقة عازلة بطول 110 كيلو مترات داخل شمال سوريا.
وسربت الاستخبارات الروسية معلومات لمصادر إعلامية حولها، أشارت إلى إقامة جيب في سوريا بعمق 50 كيلو مترا، أي بمساحة تقدر بـ 4 آلاف و500 كيلو متر مربع، وتتولى حمايتها وحدات عسكرية جوية وبرية، وتمول بشكل مشترك بين دول الناتو والتحالف الإسلامي، وذلك للحد من عمليات الهجرة، ووضع نهاية مؤقتة لمعاناة السوريين.
وأوضحت تقارير صحفية أمريكية أن التكلفة الاقتصادية للمنطقة العازلة المزمع إقامتها سوف تكون مرتفعة وتحتاج لدراسة معمقة.
وفي ذات السياق كشفت العقيد نورا ماركوس الزميلة العسكرية بمعهد واشنطن في دراسة لها أن إنشاء المناطق العازلة يمكنه أن يحقق انفراجة في الأزمة الإنسانية في سوريا، إلا أن بإمكانه أيضاً أن يطرح مضاعفات كثيرة .
الصحف التركية، من جهتها، نقلت عن مسؤولين بحكومة أنقرة قولهم إن من بين أهداف إقامة المنطقة، منع الأكراد من التسلل ومنعهم من إقامة كيانات موحدة، وإبعاد خطر تنظيم الدولة، ونقل حكومة الثوار إلى تلك المنطقة تحت حماية الجيش التركي.
وكشفت دراسة حديثة صدرت عن البنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد السوري بلغت حتى منتصف 2014 ما بين 70 و80 مليار دولار، كما تسببت الحرب بخسائر في البلدان الخمسة المجاورة لها- تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر- تُقدَّر بنحو 35 مليار دولار .
العقيد نورا ماركوس في دراستها أشارت إلى أن التطورات الراهنة في سوريا تترافق مع خيبة أمل جادة بواشنطن من قبل حلفائها الرئيسيين، من بينها تركيا ودول الخليج.
إذ إن عدم استعداد الإدارة الأمريكية لاتخاذ إجراءات فعالة ومحفوفة بالمخاطر في أي ظرف من الظروف تقريباً يعتبر أمراً يساهم في تمكين التحالف الذي تقوده روسيا وإيران من الهيمنة على المنطقة .
وفي وقت يوجد فيه أكثر من 11 ألف جندي تركي على الحدود مع سوريا، في انتظار قرار سياسي بالتحرك لتنفيذ المنطقة العازلة، بحسب تصريحات إعلامية للخبير اللبناني سامي نادر مدير مركز الشرق.
يقول الخبراء إن الاتحاد الأوروبي الذي استوعب أكثر من مليون لاجئ سوري، وتركيا التي استوعبت 2 مليون و300 ألف لاجئ ليسوا على استعداد لاستيعاب المزيد، ومن ثم ففي سبيل الحد من عمليات النزوح والهجرة من سوريا يتحركون من أجل إخراج تلك المنطقة لحيز التنفيذ ووقف موجات الهجرة.
المرصد السوري أحصى بخلاف غارات البراميل المتفجرة، تنفيذ طائرات النظام السوري ما لا يقل عن 21572 غارة صاروخية استهدفت المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ووثق استشهاد 7842 مواطناً مدنياً، هم 1668 طفلاً، و1107 نساء و5067 رجلاً، بالإضافة إلى إصابة نحو 40 ألفاً آخرين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، وتدمير ممتلكاتهم العامة والخاصة.
وقال المرصد السوري إن آلاف الضربات التي نفذتها الطائرات الروسية خلال الـ 4 شهور الماضية أسفرت عن استشهاد 1653 مواطنا سوريا، من بينهم 402 طفل، و230 مواطنة، 1021 رجلاً.
روسيا، من جانبها، تعارض إقامة المنطقة بدون موافقة من الحكومة السورية وتراها مساساً بالسيادة وتحتاج إقامتها إلى قرار تحت الفصل السابع من مجلس الأمن.