دعا لأهمية الحوار بين الدول والأفراد

أوغلو: المؤتمر قوة دافعة للحوار ومبادئ الحوكمة الدولية

لوسيل

شوقي مهدي/ عمر القضاه

  • وزير خارجية فرنسا يدعو للحلول الجماعية لمواجهة الأزمات الدولية

دعا أحمد داوود أوغلو، رئيس وزراء تركيا السابق، أمس، إلى أن يشكل مؤتمر السياسات العالمية التاسع قوة دافعة في مسار الحوار الذي سنتبعه اليوم وفي المستقبل من أجل ضمان تعزيز مبادئ الحوكمة الدولية بدلاً من موازين القوى والمصالح الوطنية.
وقال أوغلو ضيف شرف المؤتمر عن الحكومة الدولية وضرورة فهم المسارات الحالية والمستقبلية، إن مصادر القلق التي تنتاب العالم ترجع إلى عدم قابلية توقع المستقبل فلا أحد يستطيع أن يتنبأ بالأوضاع العالمية أو الإقليمية العام المقبل مثلا لأن هناك العديد من الكوارث التي ينتظرها العالم ويشهدها كل يوم.
وبين في كلمته بمؤتمر السياسات أمس، أنه بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تركز على سياستها الوطنية التي سيحتسبها الرئيس المنتخب دونالد ترامب، مضيفاً أنهم يواجهون مشكلة كبيرة في عدم قابلية توقع المسار المستقبلي.
وأشار أوغلو إلى أهمية الحوار بين الدول وبين الأفراد وبعضهم البعض في ظل تركيز كل دولة على مصالحها الشخصية دون التركيز على القيم والمبادئ.
وشدد في حديثه عن مدينة حلب السورية والكارثة التي تعيشها على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للجميع دون النظر إلى العرقيات أو التمييز على أساس اللون أو الدين أو العرق واحترام القانون الدولي الإنساني حول جرائم الحرب مهما اختلفت المصالح والرؤى.
وأكد أن غياب الحوكمة مبني على ثلاثة أركان أساسية هي تفشي التطرف والإقصاء وغياب الحوار بين اللاعبين الدوليين وأن الحل يكمن في التركيز على الدمج وتعزيز الحوار والإيمان بأن المستقبل مشترك إضافة إلى إصلاح السياسات ووضع نظام اقتصادي يعتمد على المشاركة والفهم المتبادل والحوار الشفاف وذلك كله يضمن تعزيز الحوكمة الدولية بدلا من المصالح الخاصة الضيقة.
وأضاف أوغلو، نأمل بأن ألا تؤدي الاضطرابات التي نشهدها اليوم إلى حرب عالمية ثالثة وذلك بفضل الجهود التي سوف نبذلها والجهود التي يبذلها الخبراء وكبار المسؤولين وصناع القرارات . وأضاف نحتاج الى سياسات دمجية وإصلاح المسار الذي نتبعه فضلا عن التوصل الى فهم مشترك ومتبادل وصادق بين كبار اللاعبين على الساحة الدولية .
إلى ذلك قال جان مارك ايرولت وزير الخارجية الفرنسي، إن انتخاب دونالد ترامب خلفا للرئيس باراك أوباما، أثار قلقا في الولايات المتحدة والعالم، نظرا إلى اعتماده في حملته الانتخابية على خطاب شعبوي انتقد خلاله الأقليات وقوانين الهجرة وغيرها من القضايا ذات البعد الدولي.
وأضاف ايرولت أن تصريحات لترامب حول الإجراءات الحمائية وحلف شمال الأطلسي، أثارت قلق حلفاء واشنطن.
وقال نحن بحاجة إلى شريك أمريكي منفتح على العالم، منخرط بشكل كامل، يستخدم بطاقة التعاون مع حلفائه ، ويعتمد تعددية التحرك في الرد على التحديات الدولية ، ومنها مكافحة الإرهاب والتغير المناخي وموجات الهجرة المتنامية والتنمية المستدامة.
ودعا الوزير إلى حلول جماعية في مواجهة الأزمات الدولية، مضيفا في مواجهة اضطرابات العالم، الحل الوحيد يتمثل في توحيد قوانا وإظهار تضامننا والتوصل إلى حلول جماعية للمشاكل المشتركة . وعلى صعيد العلاقات بين باريس وواشنطن، أكد ايرولت أن بلاده ستتعاون مع إدارة ترامب لأن الولايات المتحدة بلد صديق لفرنسا ولأن تعاوننا لا غنى عنه . وشدد على أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شرع في التحاور مع ترامب بعيد انتخابه سعيا لتوضيح الشكوك التي تسببت بها حملة انتخابية مثيرة للجدل . يذكر أن المؤتمر سيناقش على مدار الثلاثة أيام مستقبل الشرق الأوسط في ظل تمتع المنطقة بالموارد البشرية والطبيعية، والأخلاقيات والتحول التكنولوجي وعلاقات الحكومات وأصحاب العمل ودور تركيا وعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي والقوى العالمية، لاسيما الولايات المتحدة وروسيا، وموقفها من بعض القضايا كاللاجئين والإرهاب والصحة والتطور التكنولوجي والحوكمة الدولية وكيفية منع ومكافحة الأوبئة، وتحسين التعاون الصحي بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية والتحول التكنولوجي والعقد الاجتماعي الجديد، والمملكة المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لاسيما من الناحية السياسية والاقتصادية والأمن والتطور الاقتصادي في أفريقيا، والاتحاد الأوروبي.
كما سيناقش المؤتمر أزمة اللاجئين وضعف أوروبا على الصعيد الأمني وعدم وجود سياسة متماسكة بشأن الهجرة واللاجئين، والعيوب التي يتسم بها تنفيذ اتفاق الشنغن، وعواقب ذلك على بقية العالم، ومرحلة ما بعد الانتخابات الأمريكية، والفضاء باعتباره مخاطرة كبرى في مجال التكنولوجيا والحوكمة والأنشطة الفضائية والتغير المناخي، وارتياد كوكب المريخ، ومكافحة الإرهاب والاستقرار السياسي والاقتصادي في شرق آسيا، والتحديات الأساسية للاقتصاد العالمي ودور الهيدروكربون في السياق الإقليمي الجيوسياسي، والتعليم ودور المرأة في البلدان المختلفة في ميدان العمل، والتعليم والعمل في الشرق الأوسط وجلسة القادة الشباب وتحديد أهم مسائل الحوكمة العالمية التي يعتقدون بوجوب معالجتها في المستقبل المنظور.