يعتزم بنكا بروة وقطر الدولي اتمام صفقة اندماج بينهما قد تؤدي الى ظهور كيان مصرفي جديد باصول مالية كبيرة وقادر على المنافسة بشدة بما يعزز اداء البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في الدولة بشكل عام، وذلك وفقا لما اكدته مصادر مصرفية لـ لوسيل التي قالت ان الاندماج سيعزز من رأس المال.

وتوقعت المصادر في حال استكمال الصفقة أن تصل الموجودات الى نحو 81.72 مليار ريال وذلك وفقا للبيانات المالية، ووفقا لبيانات كل بنك على حده.
ونقلت (رويترز) عن مصادر خاصة لم تسمها انه من المرتقب ان يعلن خلال الاسبوع المقبل عن صفقة الاندماج والتفاصيل، فيما المحت مصادر لوسيل الى ان الاندماج سينتج عنه كيان مصرفي اسلامي، دون ان تقدم تفاصيل اضافية عن العملية.
ويقدر اجمالي موجودات بنك بروة بنحو 48.6 مليار ريال نهاية 2017 مقارنة بنحو 46 مليار ريال في 2016، حيث حققت اصول البنك نموا بنسبة 5.65%، في حين بلغ اجمالي صافي الارباح المحققة عن 2017 نحو 754.3 مليون ريال ليساوي العائد على السهم 2.54 ريال.
وجاء نمو موجودات مجموعة بنك بروة مدفوعا بشكل رئيسي من النمو القوي والملحوظ في محفظة التمويل والتي بلغت 31.7 مليار ريال وبنمو 6.4% بنهاية 2017 مقارنة بما كانت عليه في 2016 والتي تقدر بنحو 29.7 مليار ريال، وسجلت ودائع العملاء 26.5 مليار ريال.
وتقدر موجودات بنك قطر الدولي في 2017 بـ 33.08 مليار ريال مقارنة بنحو 35.7 مليار ريال عن 2016، اما اجمالي صافي الارباح فقد حقق نمو وبلغ 555.1 مليون ريال بنهاية 2017 مقارنة بنحو 500.2 مليون ريال صافي ارباح 2016، بنمو 10.97%، وبلغ العائد على السهم 5.05 ريال للسهم نهاية 2017، مقارنة بنحو 4.55 ريال عن كل سهم بنهاية 2016.
وبلغ اجمالي القروض المقدمة في 2017 نحو 22.02 مليار ريال مقارنة بـ21.3 مليار ريال بنهاية 2016، حيث حققت التمويلات نموا بنسبة 3.38%، اما بالنسبة للودائع فبلغت 21.3 مليار ريال بنهاية 2017 مقارنة بنحو 21.7 مليار ريال بنهاية 2016.
إيجابيات الاندماج
وشددت مصادر لوسيل على وجود توجه عام حول العالم نحو الاندماجات في العديد من القطاعات ومنها قطاعات الطيران والطاقة والبنوك والمالية، تخلق تلك الاندماجات نوعا من التكاملية وتعزز قاعدة العملاء ليتمتع كل كيان جديد بقدرة واسعة على التنافسية وتحمل اي صدمات محتملة، كما ان الاندماجات تساهم في تخفيض التكاليف التشغيلية وترفع من الربحية التي تحققها البنوك او المؤسسات المندمجمة الى جانب ارتفاع العائد على السهم بالنسبة للمساهمين.
وكان مصرف الريان وبنك بروة وبنك قطر الدولي اعلنت نهاية الاسبوع الماضي عن ان عملية الاندماج بين البنوك الثلاثة لم تعد قائمة لعدم التوصل لاتفاق لإتمام هذه العملية، وتم التأكيد في الافصاح الذي نشرته بورصة قطر على ان تلك البنوك ستستمر بالقيام بأعمالها المعتادة وفقاً لخطط العمل الخاصة بكل منها.
ويقول الخبير الاقتصادي والمختص محمد الشيراوي لـ لوسيل ان فكرة الاندماج بين الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات من الافكار الجيدة التي تساهم في احداث كيانات اقتصادية ضخمة قادرة على التنافس، واوضح ان فكرة الاندماجات اصبحت مطروحة بشكل قوي على المستوى العالمي وليس في قطر فقط، حيث اثبتت التجربة ان الكيانات الضخمة هي الاقدر على المنافسة بشكل قوي محليا ودوليا، حيث تكون تلك الكيانات متمتعة برأس مال ضخم ومركز مالي وميزانية ضخمة بما يعود على الاداء التشغيلي للمؤسسة او الشركة ايجابيا ويعزز ايراداتها على المدى المتوسط والبعيد وتابع قائلا اليوم نحن محتاجون الى كيانات ضخمة قادرة على المتافسة .
واوضح الشيراوي ان فكرة الاندماجات في قطر موجودة منذ سنوات، وانه اصبح من الواجب تنفيذ العديد من الاندماجات وتحويل الافكار الى واقع حيث تساهم تلك الاندماجات في خلق كيانات يمكنها المنافسة بشكل قوي وجدي ليس على المستوى المحلي فقط وانما حتى على المستوى العالمي، وتابع ان اندماج البنوك في قطر من شأنه ان ينتج كيانات مصرفية يمكنها تمويل المشاريع بشكل قوي وكبير اضافة الى امكانية ان تدعم مستويات النمو، مستغلة في ذلك زخم النمو الذي تتمتع به البنوك والمصارف الاسلامية العاملة في قطر وقوة الاقتصاد، وحقيقة كنا نأمل ان يتم اندماج البنوك الثلاث نظرا للكيان المصرفي الذي كان من الممكن ان ينتج وضخامة اصوله، ولابد من التنويه انه حتى اندماج بنكين يمكن ان تكون له عائدات قوية ومهمة للقطاع المصرفي في الدولة .
ونوه الشيراوي الى انه اصبح ضروريا اندماج اكبر عدد ممكن من البنوك الاسلامية العاملة في الدولة من اجل تكوين كيان مصرفي اسلامي ضخم محليا وعلى مستوى المنطقة وعلى المستوى العالمي بشكل عام، خاصة ان كل المختصين والجهات المنظمات الدولية في العالم تؤكد على اهمية المالية والصيرفة الاسلامية التي اصبحت تحتل مراتب متقدمة، وتابع قائلا انا شخصيا مع اندماج كل البنوك الاسلامية القطرية ضمن كيان مصرفي اسلامي واحد قادر على المنافسة ليس فقط على المستوى المحلي فقط وانما حتى على المستوى العالمي، وانا استغرب تأخر اخذ القرار باندماج العديد من المؤسسات في مختلف القطاعات، حيث ان قرار الاندماجات كان من المفروض اتخاذه منذ زمن بعيد .
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي عبدالله الخاطر ان الاعلان عن استمرار عمليات التفاوض بين بنكين بنية الاندماج هو مؤشر ايجابي ويعزز الثقة في الايجابيات التي يحملها الاندماج، وتابع قائلا مجرد الحديث عن استمرار التفاوض بين بنك بروة وبنك قطر الدولي يعطي الامل والثقة في ان البنكين توصلا الى تفاهمات بعد دراسات بين المؤسستين وان الاستمرار هو جد ايجابي ويدل على ان البنكين قادران على توحيد عملياتهما بما يحقق مكاسب اقتصادية لهما .
واوضح انه في حال اكتمال الاندماج بين البنكين فان هذا سيفتح الباب امام اندماجات اخرى في العديد من القطاعات المختلفة في السوق المحلية القطرية بهدف خلق كيانات ضخمة تنافس محليا ودوليا.