أكد خبراء أهمية احتضان هيئة المناطق الحرة للشراكات بين شركات القطاع الخاص بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحسن من تطوير البنية التحتية في المناطق الحرة، لافتين إلى أن الهيئة لديها رؤية واضحة بشأن استقطاب الشركات في مختلف القطاعات الاقتصادية وبما يعزز من مكانة الاقتصاد الوطني.
وأوضحوا في حديثهم لـ لوسيل أن الشركات التي احتضنتها هيئة المناطق الحرة دليل على الدور المتنامي الذي تلعبه المناطق الحرة في قطر في تعزيز سلاسل التوريد وتعزيز مكانة قطر كمركز عالمي للتجارة، مشيرين إلى ما قدمته الهيئة من تسهيلات للمستثمرين لتأسيس أعمالهم في دولة قطر من خلال تسهيل كافة الإجراءات.
وجرى مؤخراً توقيع اتفاقية شراكة بين شركة الخليج للمخازن (GWC)، رائدة الخدمات اللوجستية وحلول سلاسل الإمداد والتي تم الإعلان مؤخراً عن اعتمادها كأول داعم إقليمي والمزوّد اللوجستي الرسمي لكأس العالم FIFA قطر 2022TM، وشركة Tradeshift (تريدشيفت)، الشركة العالمية الرائدة في مجال مدفوعات سلسلة التوريد والأسواق، لتوفير حلول سحابية والمساهمة في تحويل نظام المشتريات وفواتير سلسلة التوريد وأنظمة الدفع إلى نظام رقمي بالكامل.
وسيعمل النظام الرقمي الجديد على إعداد الفواتير والدفعات في سلسلة الإمداد وأتمتة نظام المشتريات وإعداد الفواتير وسداد الدفعات مما سيساهم في تعزيز قدرتنا على زيادة مستويات كفاءة سلسلة التوريد والقطاع اللوجستي، اللذين يشكلان أساس نمو الاقتصاد المستدام.
وأكد السيد فهد زينل، المدير التنفيذي لشؤون الخدمات المساندة المؤسسية والمدير التنفيذي لعمليات المناطق بالإنابة، أن الاتفاقية سيكون لها دور في تحسين سلسلة الإمداد وخلق بيئة جاذبة للتجارة العالمية في المناطق الحرة، بالإضافة إلى وجود منصة عالمية للرقمنة في المناطق الحرة مما سيعزز من وجود سلسلة الإمداد للدولة.
ونوه إلى أهمية وجود الرقمنة في المناطق الحرة وفي سلسلة الإمداد مما يساهم بشكل مباشر في رفع كفاءة الشركات المتواجدة داخل المناطق الحرة في قطر، كما أنها ستزيد من أرباح الشركات وعملياتها التشغيلية، لافتاً إلى أنه كلما زادت عملية الرقمنة في سلسلة الإمداد، كلما رفع ذلك من كفاءة الشركات داخل المناطق الحرة التي تتمتع بالعديد من المزايا ومنها اللوجستيات الرقمية.
وفي هذا الإطار، تركز شركة الدوحة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة المنصة الاستثمارية للمناطق الحرة على استقطاب الشركات الصغيرة والمتوسطة من مختلف الدول والقطاعات الإستراتيجية خاصة تلك العاملة في مجال التكنولوجيا المتقدمة بهدف توسيع نطاق أعمالها والاستفادة من فرص النمو في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.
وحول أهمية استقطاب المناطق الحرة للشركات العالمية، أوضح السيد فهد زينل أن الهيئة تهدف إلى جذب شركات متنوعة للمناطق الحرة تسهم في خلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمارات مع توفير كافة السبل لضمان انسيابية تشغيلها ونموها.
ونوه إلى أن الهيئة استطاعت خلال الفترة القصيرة منذ بدء عملياتها، وفي ظل تحديات إقليمية ودولية متعددة خاصة جائحة كورونا من استقطاب العديد من الشركات العالمية بمختلف القطاعات التجارية والخدمية، مشيراً إلى أن العدد الإجمالي للشركات المتواجدة حالياً في المناطق الحرة يتجاوز الـ 100 شركة في مختلف القطاعات.
إلى ذلك، أكد هشام نجاري، الرئيس المالي في شركة GWC، على أهمية أتمتة نظام المشتريات وإعداد الفواتير وسداد الدفعات في تعزيز قدرة الشركة على زيادة مستويات كفاءة سلسلة التوريد والقطاع اللوجستي، واللذين يشكلان أساس نمو الاقتصاد المستدام. كما جاء توقيع الشراكة كنتيجة لمناقشات امتدت لأكثر من سنة مع شركة Tradeshift (تريدشيفت)، لافتاً إلى أن الشراكة ستمكن GWC من الاستفادة من الإمكانيات والحلول المقدمة من شركة Tradeshift (تريدشيفت)، التي تندمج بسلاسة في البنية التحتية لـ GWC القائمة على تقنية المعلومات مما يشكل فيمة مضافة لكافة الشركاء ويعزز من جهود الشركة لتحسين الخدمة المقدمة للعملاء وتعزيز فعالية العمليات ودعم إستراتيجية الحكومة الرقمية لدولة قطر 2020.
وأشار إلى أن الشراكة ستشكل إضافة لكل من نظام المشتري والمورد، مع توفير إمكانية تتبع الفواتير في الوقت الفعلي وتقديم خيارٍ لنظام دفع مرن يوفر برنامجاً للسداد المبكر، الأمر الذي يحافظ بالتالي على رأس المال العامل لدى كل من المشتري والمورد. ونوه إلى دور هيئة المناطق الحرة في احتضان الشراكات المثمرة ما بين الشركات المحلية والشركات العالمية بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن نتائج هذه الشراكات التي تحتضنها المناطق الحرة سنرى نتائجها خلال السنوات المقبلة.
وأوضح أن الاستثمار في التقنيات المتطورة وتعزيز التحول الرقمي من الركائز الأساسية لإستراتيجية الشركة المتمثلة في دعم التنمية الاقتصادية الوطنية تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وبدوره أكد رشيد حموشين، مدير إدارة المبيعات في Tradeshift (تريدشيفت) أن الاتفاقية بين الشركتين مهمة جداً لقطاع الأعمال القطري بحيث يتم استخدام التكنولوجيا والتقنيات في تأسيس الشركات في قطر، لافتاً إلى أن Tradeshift (تريدشيفت) أول شركة موجودة في قطاع رقمنة سلسلة الإمداد في المناطق الحرة.
وأشار إلى دور هيئة المناطق الحرة في تقديم التسهيلات للمستثمرين لتأسيس أعمالهم في دولة قطر من خلال تسهيل كافة الإجراءات، لافتاً إلى أن شركة Tradeshift (تريدشيفت) استفادت من تلك التسهيلات التي تقدم لقطاع الأعمال كحافز لجذب الاستثمارات الخارجية إلى قطر.