رابطة رجال الأعمال القطريين تشارك في ملتقى الأعمال القطري الإسباني

رئيس وزراء إسبانيا: نتطلع لزيادة التبادل التجاري إلى 6 مليارات يورو

لوسيل

الدوحة - لوسيل

شاركت أمس رابطة رجال الاعمال القطريين في ملتقى الاعمال القطري- الاسباني، وذلك على هامش الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الى مدريد.

وشهد هذا اللقاء حضور دولة رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبدالله آل ثاني وزير التجارة والصناعة وسعادة السيدة رييس ماروتو وزيرة التجارة والصناعة والسياحة الاسبانية وعدد من كبار الجهات الحكومية في البلدين. وقد حضر من رابطة رجال الاعمال وفد رفيع المستوى برئاسة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني ونائبه الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني والشيخ نواف بن ناصر آل ثاني عضو مجلس الادارة والسادة الاعضاء الشيخ فيصل بن فهد آل ثاني، الشيخ محمد بن فيصل آل ثاني، والسيد نبيل أبو عيسى والسيد عبد السلام عيسى أبو عيسى والسيد ابراهيم الجيدة، الشيخ تركي بن فيصل آل ثاني، السيد محمد ألطاف والسيدة سارة عبدالله نائب المدير العام.

التبادل التجاري

وكشف دولة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز خلال افتتاحه ملتقى الاعمال القطري الاسباني أن زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الى اسبانيا قد كانت زيارة تاريخية توجت بالاعلان عن استثمارات كبرى قادمة اضافة الى زيادة حجم التبادل التجاري الى 6 مليارات يورو خلال المرحلة المقبلة، مبدياً سعادته بالدور الذي يلعبه مجلس الاعمال المشترك في هذا الاطار.

وأكد دولة الرئيس سانشيز أن الاستثمارات القطرية في المملكة مهمة للاقتصاد الاسباني حيث تم توقيع اتفاقيات عديدة منها اتفاقية مع جهاز قطر للاستثمار مع نظيره الاسباني، مؤكدا في ذات الوقت على الدور الكبير الذي لعبته الشركات الاسبانية في عدد من المجالات منها بناء الملاعب والبنية التحتية والطاقة والبيئة استجابة لرؤية قطر 2030.

كما أشار رئيس الوزراء الاسباني الى أن قطر منفتحة على العالم واسبانيا يمكن ان تشارك في ذلك الانفتاح خلال المرحلة المقبلة من خلال تعزيز الشراكات.
ونوه السيد سانشيز بالتطورات التي يعيشها الاقتصاد الاسباني حيث أكد عودته للنمو تدريجيا بعد جائحة كورونا والاصلاحات الكبرى التي اتخذتها حكومته للتعافي الاقتصادي حيث توقع أن ينمو اقتصاد بلاده بنسبة 4 بالمائة العام الحالي نتيجة عودة القطاع السياحي الى نشاطه وتلقي دعم من الاتحاد الاوروبي صحبة البرتغال بقيمة 19 مليار يورو نتيجة تضرر الشركات من جائحة كورونا وبالتالي يتم العمل حاليا على تطوير الاستثمارات، معلنا عن مشاريع استراتيجية منها مشروع السيارة الكهربايئة بقيمة 29 مليار يورو ودعم مشاريع الطاقة الكهربائية لمصانع السيارات دون نسيان مسألة المتيرات البيئية والاستثمار في الطاقات المتجددة.

عمل مشترك

من جانبه قال سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس رابطة رجال الاعمال القطريين إن عودة الاجتماعات واللقاءات المباشرة بعد عامين من جائحة كورونا مهم جدا، ورابطة رجال الاعمال فخورة بما قامت به دولتنا لمواجهة هذه الجائحة العالمية والمحافظة على صحة المواطنين والمقيمين ومنها جلب لقاحات طبية من اسبانيا.

وأضاف الشيخ فيصل بالقول إنه بالرغم من جائحة كورونا، فإن رابطة رجال الاعمال القطريين قد عملت خلال الفترة الماضية مع الجانب الاسباني على تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين فكانت لديها لقاءات متعددة مع مسؤولين اسبان أهمها مع معالي وزير الخارجية وتوجت بتأسيس مجلس الاعمال المشترك الذي يضم نخبة من المستثمرين ورجال الاعمال وكبرى الشركات في البلدين، وهو ما شجع القطاع الخاص للاستثمار في مجالات الاعلام والرياضة والرعاية الصحية والخدمات والتكنولوجيا كما تم جذب عدد من الشركات الاسبانية الى قطر للعمل في عدد من القطاعات التي تهم رؤية قطر 2030، ومضيفا عزم الرابطة على مواصلة التعاون المثمر ومساندة جهود البلدين واستغلال التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الحكومتان الرشيدتان لمجتمع الاعمال.

وبين الشيخ فيصل أن قطر على أتم الاستعداد لتنظيم مونديال كرة القدم بعد أشهر من الآن، وهي تعمل جاهدة على أن تكون النسخة القادمة لكأس العالم نسخة مثالية خاصة وأنها الاولى من نوعها في العالم العربي والشرق الاوسط، مرحبا بالجماهير الاسبانية ومجتمع الاعمال لتشجيع المنتخب الاسباني وحضور هذا الحدث الفريد من نوعه حيث سيكون بداية لأحداث عالمية أخرى تستضيفها الدوحة مستقبلا.

تعاون استثماري

وتقدم الشيخ د. خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس الاعمال المشترك القطري الاسباني في كلمة مماثلة نيابة عن أعضاء رابطة رجال الاعمال القطريين بخالص الشكر والتقدير الى حكومتي البلدين على تنظيم هذا اللقاء الاقتصادي للتعرف عن قرب على ما تحقق من انجازات استثمارية وتجارية بين الدوحة ومدريد تطوير آفاق الشراكة التي تشمل مجمل القطاعات الاقتصادية.

وأكد الشيخ خالد بن ثاني نائب رئيس رابطة رجال الاعمال القطريين على أن العلاقات التي تجمع دولة قطر بإسبانيا راسخة في القدم، حيث ان هناك تعاوناً وثيقاً بين الجانبين، لا سيما في المجال الاستثماري والتعاون الاقتصادي، معبرا عن فخره بهذه العلاقات الثنائية متعددة الابعاد، خاصة وأن قطر من أكبر المستثمرين في اسبانيا كما ذكر ذلك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

السوق الإسباني

وقال الشيخ خالد: نحن نعرف السوق الاسباني، فإسبانيا تعد ثالث أكبر وجهة للاستثمار الاجنبي في أوروبا والثانية عالميا في السياحة ذلك نتيجة الاصلاحات الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الاسبانية، فتكاليف التوظيف في الشركات أقل بنسبة 29 بالمائة مقارنة بمنطقة اليورو كذلك تكاليف العمالة والكهرباء، اضافة الى ان غالبية المصانع يقودها القطاع الخاص وهو ما يجعل الشراكات أسهل، كما أن انفتاح اسبانيا على أمريكا اللاتينية يعطي للاستثمارات زخما اضافيا .

وأشار الشيخ خالد الى أن قطر نوعت استثماراتها في اسبانيا بما يستجب لرؤية قطر 2030 وتوجهات سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث توجهت للاستثمار في الرياضة والسياحة والطاقة النظيفة والموانئ والبعث العقاري والاعلام والرعاية الصحية والتكنولوجيا والبورصة وقطاع التجزئة والبنوك والطيران وغيرها من القطاعات الحيوية التي تعود بالنفع الاقتصادي على البلدين، مبينا أن الزيارات الرسمية الكثيفة بين مسؤولي البلدين خلال الفترة الاخيرة تؤكد حرص الحكومتين الرشيدتين على تطوير هذه العلاقات الثنائية والارتقاء بها لتصبح نموذجية، وبالتالي هناك إمكانية لتحقيق الكثير في هذه الشراكة وتعزيزها، في إطار خطة التعافي الاقتصادي في إسبانيا والتوجه إلى اقتصاد رقمي مبتكر ومستدام، حيث إن الاستثمارات القطرية لها دور في هذا الاقتصاد.

وأشار الشيخ خالد الى ان بلاده من خلال العمل الدؤوب، تمكنت من تحقيق نهضة كبيرة على جميع الواجهات التشريعية واللوجستية وفي البنية التحتية وهي على استعداد لاستقبال المستثمرين الاسبان نظرا لما توفره من حوافز استثمارية كبيرة للمستثمر الاجنبي ونظرا لقربها الجغرافي من أسواق كبيرة في المنطقة.

مجلس الأعمال المشترك

وبين الشيخ خالد ان تشكيل مجلس الاعمال القطري الاسباني المشترك يضم نخبة من المستثمرين وكبرى الشركات ورجال الاعمال الجادين، وهدفه الارتقاء بدور القطاع الخاص في تنويع الاستثمارات البينية في مجالات اقتصادية مهمة للبلدين اضافة الى توسيع التعاون الاقتصادي والفني والعلمي وتبادل المعلومات وخلق بيئة أعمال صحية تهدف إلى تعزيز تنمية الأنشطة التجارية والصناعية في كلا البلدين.

آفاق الشراكة

وتجمع قطر وإسبانيا آفاق تعاون واسعة منذ سنوات طويلة، وفي مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، ضمن قطاعات مختلفة بين الجانبين كالتجارة المتنوعة والعقارات والاستثمارات وغيرها.
وبين ايجناسيو جالان رئيس مجلس الاعمال المشترك من الجانب الاسباني بأن هناك علاقات وطيدة بين دولة قطر وإسبانيا، حيث تشمل الاستثمارات والطاقة النظيفة، بالإضافة إلى التشابك في قطاع الضيافة وخطوط الطيران.

ويؤكد جالان على التعاون المستمر في العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن هناك سعياً لاستكشاف فرص للاستثمار والتعاون في مختلف المجالات.
وقال: قمنا بتوقيع عديد الاتفاقيات للغاز والبناء وغيرها وشركة ايبردرولا هي اكبر شركة كهرباء في اوروبا وتعمل على التحول في مجال الطاقة نحو الطاقات النظيفة وقد وجدنا الدعم من اتحاد غرف الاعمال ودولة قطر كما أن الشركة مدرجة في بورصة نيويرك بالتنسيق مع جهاز قطر للاستثمار .

مشاريع إسبانية

أما سعادة السيدة رييس ماروتو وزيرة التجارة والسياحة والصناعة، فقد أكدت أن الملتقى الاقتصادي بين البلدين وزيارة سمو الأمير التاريخية لإسبانيا ستزيد من تعميق العلاقات الثنائية، معتبرة أن العلاقات متينة بين البلدين والتبادل التجاري ازداد بشكل ملحوظ، وقطر تعد المنتج الخامس للغاز في العالم والمصدر الاول واسبانيا هي ميناء اوروبا ولديها 5 منصات تخزينية للغاز تمثل 35 بالمائة من الغاز القادم الى اوروبا.

وأشارت الوزيرة ماروتو الى القطاع الخاص الاسباني حيث شارك في مشاريع بناء الملاعب والمترو ومشاريع الغاز والبنية التحتية الرئيسية في قطاع المياه والطاقة والبيئة والمباني المدنية في دولة قطر.
وقالت إن زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ستسهم في تفعيل اتفاقيات عديدة بين البلدين ومنها اتفاقية جهاز قطر للاستثمار لمزيد دفع الاستمثارات الثنائية، داعية الى ضرورة اطلاق اللجنة المشتركة لمتابعة المشاريع والاتفاقيات المشتركة.

مذكرة تفاهم

وقعت رابطة رجال الاعمال القطريين مذكرة تفاهم مع اتحاد رجال الاعمال في اسبانيا وذلك بهدف تعزيز آفاق التعاون الاستراتيجي بين قطر وإسبانيا وقع عن الرابطة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني، تسمح لمجلس الأعمال القطري الإسباني المشترك توسيع التعاون الاقتصادي والفني والعلمي وتبادل المعلومات وخلق بيئة أعمال صحية تهدف إلى تعزيز تنمية الأنشطة التجارية والصناعية في كلا البلدين.

وقال الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، نائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين: ننظر للسوق الإسباني كسوق زاخر بالفرص الاقتصادية في مختلف القطاعات ، داعياً المستثمرين الإسبان للاستفادة من الفرص الواعدة والبيئة الملائمة التي يوفرها الاقتصاد القطري، خاصة مع وجود المناطق الحرة في قطر، وأن نرى المزيد من الشركات الإسبانية تأتي للسوق القطرية، متمنياً العمل معاً من أجل تطوير شراكاتنا وبحث الفرص الاستثمارية المشتركة سواءً في قطر أو إسبانيا .

تجارة واستثمار

وأكد الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني عضو مجلس ادارة الرابطة على قطاع التجارة والاستثمار يحظى بأهمية بالغة في علاقات البلدين، مشيدا بعمق العلاقات القطرية الإسبانية وتطورها. وأشار إلى أن قطر هي ثاني أكبر مساهم في سوق الأوراق المالية الإسبانية فضلاً عن إطلاق مجلس الأعمال القطري الإسباني المشترك كخطوة مهمة لتعزيز علاقات التجارة والاستثمار، مبينا أن الاستثمارات القطرية هي في الشركات الأكثر شهرة في إسبانيا مثل الفنادق والعقارات والضيافة وغيرها.

وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغت حوالي 6 1.1مليار يورو في عام 2021، مرتفعة بنسبة 46% عن عام 2020، وستحافظ التجارة الثنائية على اتجاهها التصاعدي التقليدي.