الكذب عند الأطفال ، كان عنوان الورشة التدريبية الثانية ضمن سلسلة الفعاليات التي تنظمها جمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك بدعم من مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اسبوعيا تحت اسم مجلس العلم النفسي .
وقالت المرشدة النفسية المجتمعية ظبية حمدان المقبالي مشرف المجلس إن تقديم هذه الفعالية أسبوعياً يسهم في زيادة ثقافة المختصين النفسيين والمجتمعيين في الموضوعات المطروحة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الجمهور.
وقدم المحاضر الأستاذ محمد حسين المستشار الأسري والتربوي المعتمد لورشته التي حضرها نخبة من المختصين النفسيين والمهتمين والأمهات بطرح السؤالين: ما الذي دفعني لأدرس وأتعلم مهارات علاج كذب الاطفال؟ وما الذي أخطط أن أفعله بهذه المعلومات الجديدة؟، وأعقب ذلك حديث عن منابع السلوك السيئ عند الأطفال؛ حيث تتلخص هذه المنابع في أن السلوك المقبول التكيفي، والآخر السيئ المنافي المرفوض.
وشرع المحاضر بتحديد القواعد الأساسية الناظمة لتربية الطفل والتي يتعين على الوالدين والمعلمين مراعاتها وهي إثابة السلوك المقبول الجيد إثابة سريعة بدون تأجـيـل وعدم إثابة السلوك السيئ إثابة طارئة عارضة، أو بصورة غير مباشرة ومعاقبة السلوك السيئ عقـاباً لا قسـوة فيه ولا عنف شـديـد.
وفيما يتعلق بالأسباب التي تدفع الطفل للكذب أوضح المتحدث بأنها تتمثل بالدفاع الشخصي: وهو الهروب من النتائج غير السارة في السلوك، كعدم الموافقة مع الآباء أو العقاب والإنكار أو الرفض: للذكريات المؤلمة أو المشاعر خاصة التي لا يعرف كيف يتصرف أو يتعامل معها والتقليد: أي تقليد الكبار واتخاذهم كنماذج والتفاخر: وذلك لكي يحصل على الإعجاب والاهتمام وفحص الحقيقة: لكي يتعرف على الفرق بين الحقيقة والخيال والحصول على الأمن: والحماية من الأطفال الآخرين والاكتساب: للحصول على شيء للذات والتخيل النفسي: عندما نكرر ونردد على مسامع الطفل أنه كاذب فسوف يصدق ذلك من كثرة الترديد وعدم الثقة: الآباء قد يظهرون أحياناً عدم الثقة بما ينطق به أبناؤهم وإن كان صدقاً، لذا يفضل الطفل أن يكذب أحياناً ليكسب الثقة.
وذكر المحاضر أنواع الكذب عند الأطفال وهي الكذب الخيالي والكذب الالتباسي والكذب الادّعائي والكذب الغرضي والكذب الانتقامي والكذب الوقائي وكذب التقليد والكذب المرضي: وهذا الأخير هو الذي يحدث عندما يكون الكذب عادة مزمنة عند الطفل؛ فيُصبح من سماته الشخصية، وهو نتاج للتّقصير في علاج الكذب كظاهرة سلوكية مؤقتة في حال حدوثها، واستخدام الأساليب التربويّة المناسبة التي تردع الطفل عنه؛ ليصبح بذلك ظاهرة مرضية تلازم صاحبها دون شعوره بذلك، وبشكل خارج عن إرادته.