عشية انطلاق قمة الاتحاد الأوروبي

الإرهاب يتمدد من سوريا ويضرب الاقتصاد التركي

لوسيل

الدوحة - صلاح بديوي


عشية انعقاد القمة الأوروبية التي بدأت أمس وتستمر اليوم في بروكسل، هز وسط العاصمة التركية أنقرة انفجار ضخم بسيارة مفخخة نجم عنه سقوط العشرات من القتلى والجرحى بصفوف الجيش التركي، علق على إثره رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو أثناء مشاركته بالقمة الأوروبية، التي كانت ستبحث سبل دعم بلاده بموضوع الهجرة، وتطورات انضمامها للاتحاد.
ويجيء هذا الانفجار تتويجاً لسلسلة من التفجيرات السابقة، في ظل موجات هجرة غير مسبوقة تواجهها تركيا وتهدد الاتحاد الأوروبي برمته.
واتهم أوغلو حزب العمال الكردستاني وميليشيات كردية من سوريا بتنفيذ الاعتداء، وقال إن منفذ الاعتداء سوري الجنسية، إلا أن الحزبين نفيا هذا الاتهام وفق وكالة الأنباء الفرنسية، وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن تفجيرات سابقة شهدتها تركيا.
وفي وقت قامت فيه قوات الشرطة التركية بتوقيف 14 شخصا للاشتباه بعلاقتهم بالهجوم الإرهابي، يتوقع الخبراء أن تنعكس التفجيرات على قطاع السياحة وهو أهم القطاعات الاقتصادية في تركيا، لكونها تحتل المرتبة العالمية السادسة في مؤشر صناعة السياحة، ونقلت وكالة أنباء ترك برس ، عن رئيس اتحاد وكالات السياحة التركية باشاران أولوصوي قوله: إنّ عدد السياح الذين زاروا تركيا في العام الماضي يقدّر بـ 42 مليون سائح، أدخلوا ما يقارب 35-36 مليار دولار أمريكي إلى الاقتصاد التركي.
وتعهد الرئيس رجب طيب أردوغان بالرد، وقال في بيان: يجب أن يكون معلوما بأن تركيا لن تتردد في استخدام حقها في الدفاع عن النفس في أي وقت وأي مكان وأي مناسبة . وبالفعل شن الطيران التركي أمس ضربات على قواعد حزب العمال الكردستاني في العراق بعد الاعتداء، كما أوضحت قيادة الجيش التركي على موقعها الإلكتروني.
التفجيرات ألقت بظلالها على أعمال القمة الأوروبية المنعقدة الآن، وتعهد الزعماء الأوروبيون بدعم تركيا في شتى المجالات، رافضين التحرش الروسي بها، مشيدين بدورها في استيعاب اللاجئين.
بحسب معطيات المكتب الإحصائي الأوروبي احتلت تركيا العام الماضي، المرتبة الخامسة بين أكبر الشركاء التجاريين بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسويسرا وروسيا.
وحول تطورات حركة السياحة في أعقاب التفجيرات، أعرب عاملون في قطاع السياحة التركية في مدينة إسطنبول منذ حوالي 7 أعوام عن اعتقادهم بأن ما حدث من تفجيرات انتحارية سوف يجعل السياحة أقل من السابق، وتؤثر على قدوم السياح إلى البلاد، لاسيما وأن نوعا من الخوف يسيطر على السياح على الرغم من الأمن والاستقرار بتركيا، لكون أن أحداث التفجيرات لا تزال ظواهر فردية . بيد أن التفجيرات محاولة من قبل قوى معادية لتركيا لجعل السياح يبتعدون عن بلادنا ، حسب قوله.
وإلى جانب ما يتعرض له قطاع السياحة فيها، تعاني تركيا من العقوبات الاقتصادية الروسية المفروضة عليها ومن بينها إيقاف الرحلات السياحية، وقام عدد كبير من الروس بالتوقف عن زيارة تركيا ووصلت نسبتهم لحوالي 18%. وكانت أكثر الأحداث دموية التي تعرضت لها تركيا في العاشر من أكتوبر الماضي وأسفرت عن مقتل 103 أشخاص أمام محطة أنقرة المركزية أثناء تجمع استعدادا للمشاركة في تظاهرة.
وفي 16 يناير الماضي وقعت عملية انتحارية أخرى نسبتها الحكومة التركية أيضا إلى تنظيم الدولة الإسلامية استهدفت سائحين ألمانيين في حي سلطان أحمد السياحي في إسطنبول وأدت إلى مقتل 11 منهم، وهو أمر تسبب في إلغاء وكالات سفر ألمانية أفواج سياحها تجاه تركيا.