ضرورة التحول من علم المعرفة إلى اقتصاد المعرفة
اختتمت أمس أعمال النسخة الثامنة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز 2017 ، بحضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والذي أقيم تحت عنوان بين التعايش والإبداع.. نتعلم كيف نحيا ونعمل معا والذي ناقش التحديات التي تواجه التعليم، خاصة في أوقات الاضطراب وغياب الاستقرار الاقتصادي الناجم عن الصراع.
وناقش المؤتمر على مدار يومين سبل الاستجابة للمشاكل والصعوبات الأكثر إلحاحاً التي تواجه المنظومة التعليمية، والعمل على تحويل التحديات إلى فرص للتغيير الإيجابي، وبناء مستقبل التعليم.
وأثر التعليم على الاقتصاد، والصحة، والرفاه، والمواطنة، والاندماج، والعلوم، وغيرها من القضايا الملِّحة في منظومة التعليم.
وأطلق المؤتمر دعوة عالمية إلى قادة التعليم للعمل على إعداد أجيال المستقبل لخوض غمار عالمٍ متغير، وذلك عبر وضع المعرفة في صلب اهتمام المجتمع.
وحضر فعاليات المؤتمر، الذي ينعقد كل عامين، أكثرُ من 2000 مشارك يمثلون أكثر من 100 بلد.
وأثار عنوانُ القمة لهذا العالم بين التعايش والإبداع: نتعلم كيف نحيا ونعمل معًا حوارًا ساخنًا حول الدور المحوري الذي يجب أن يلعبه التعليم في زمن الاضطرابات العالمية وعدم الاستقرار الاقتصادي وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قد تفضّلت بافتتاح أعمال قمة وايز 2017، بإطلاق دعوة حماسية لبذل المزيد من الجهود الدولية للتصدي لمجموعة من التحديات التعليمية المعاصرة.
كما قدمت صاحبة السمو جائزة وايز للتعليم لعام 2017 للدكتور باتريك أيوا، مؤسس جامعة أشيسي في غانا.
التعليم التجريبي
كما أقام مجلس وايز فعاليات للتعلم التجريبي لما يقارب 700 من طلاب المدارس القطرية، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، وبمشاركة معلميهم، فضلاً عن تنظيم لقاءات مع مؤلفي تقارير وايز البحثية، وإتاحة الفرصة للتفاعل مع المؤسسات التعليمية العاملة في دولة قطر، والعديد من الأنشطة والفعاليات الأخرى.
وشارك في المؤتمر أكثر من ألفي شخص من مائة دولة، بينهم سياسيون وأكاديميون ورجال وسيدات أعمال وطلاب إضافة إلى مجموعة واسعة من المؤسسات والجهات المعنية بمجال التعليم من جميع أنحاء العالم.
اقتصاد المعرفة
وناقشت الجلسة الختامية والتي جاءت بعنوان (من اقتصادات المعرفة إلى مجتمعات المعرفة) أهمية اقتصادات المعرفة التي تعمل فيها الأفكار ورأس المال الفكري والعمال المهرة، ودورهم في زيادة الإنتاجية والنمو لتتحول لمجتمعات تقدر المعرفة بشكل أصيل وكيفية تأثير هذا الانتقال على التعليم ومدى مساهمة التعليم في تصميم هذا المجتمع.
وبين الدكتور باتريك أيوا، الفائز بجائزة (وايز) هذا العام أهمية الانتقال من علم المعرفة إلى اقتصاد المعرفة مشدداً على تغيير التكنولوجيا وتطورها بشكل مستمر لذلك فعلى الشباب معرفة كيف يتعلم موضحاً أن مدارس المستقبل ستكون مؤسسات تعلم الناس مدى الحياة وأن تكون الجامعات وسيلة لمعرفة كيف يتعلم الإنسان.
وبين الدكتور أيوا، أهمية القيادة واقترانها بالأخلاق كأساس لكل ما يدفع إلى التغيير والابتكار وانعكاسها على رفاه الآخرين.
وشدد ايوا على دور القيادة في صناعة الأمل والمساعدة على تغيير القارة الإفريقية كلها وتحقيق تغيير منهجي من خلال نشر رسالة العيش المشترك. وأثنى الدكتور أيوا على شعار الدورة الثامنة لمؤتمر وايز 2017 وهو (بين التعايش والإبداع نتعلم كيف نحيا ونعمل معاً) مؤكداً أهميته في تحقيق التغيير المنشود.
بحث التعاون المشترك في مجالات التعليم
صاحبة السمو تجتمع مع الرئيس الغاني
اجتمعت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع ، أمس، مع الرئيس نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا، وذلك على هامش أعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز 2017 .
حضر الاجتماع الدكتور باتريك أيوا مؤسس ورئيس كلية أشيسي الجامعية من غانا، والفائز بجائزة وايز للتعليم لهذا العام.
تم خلال الاجتماع بحث سبل التعاون المشترك مع كل من مؤسسة قطر ومؤسسة التعليم فوق الجميع في مجالات التعليم.
بعد الاجتماع قامت صاحبة السمو ورئيس غانا بجولة على مجلس وايز والذي يضم مختبرات التعلم والبحوث والعديد من الأنشطة المبتكرة للمعلمين والطلاب.
خلال كلمته بمؤتمر القمة العالمي للابتكار (وايز).. الرئيس الغاني:
التعليم شريك أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة علينا التفكير خارج الصندوق لاستغلال الموارد الطبيعية بالقارة السمراء تطور الصناعة وتدريب الخبرات هما الحل لمشاكل القارة الإفريقية مبادرة وايز تعزز الابتكار في التعليم
شوقي مهدي
أكد الرئيس نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا والرئيس المشارك لأهداف التنمية المستدامة أن التعليم يسهم في مضاعفة نتائج أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة فهو عامل أساسي في مواجهة الفقر وتحسين الصحة وتحقيق العدالة الاجتماعية ويؤمن الحراك الاجتماعي ويسهم في ابتكار حلول للتحديات التي تواجه أي بلد في العالم.
وبين الرئيس الغاني في كلمته أمام مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز 2017 أن وجود العشرات من اللاجئين الشباب والأطفال الذين يتقدمون في العمر دون الحصول على المهارات اللازمة لبناء حياة هادفة لأنفسهم أمر خطير، متسائلاً، ماذا نتوقع منهم أن يفعلوا؟ ما هي الفرص المتاحة لهم؟ إلى أي درجة يمكنهم أن يكونوا قادرين على المنافسة في ظلّ هذا الاقتصاد العالمي المتسارع؟ هذه أسئلة تحتّم استجابة ملموسة ومدروسة من قادة العالم. وألقى الرئيس الغاني كلمة أمام مؤتمر وايز 2017 وبحضور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع وعدد كبير من واضعي السياسات والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال من أكثر من 100 دولة.
ثمن فيها الدور الكبير الذي تقوم به مبادرة وايز التي تعزز الابتكار في التعليم وعلى مؤسسة التعليم فوق الجميع ودورها الكبير في توفير مستقبل أفضل لضحايا النزاعات والحروب حول العالم.
التضامن والتكتل
وأوضح الرئيس الغاني أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة التي تفرض التضامن والتكامل والاندماج بين الناس وهو العامل الأساسي لتوفير حياة أكثر ازدهارا وكرامة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة أدركت ذلك وجعلت أهداف التنمية المستدامة تتضمن بناء عالم للمهمشين يوفر لهم الصحة والتعليم.
واستعرض أوضاع اللاجئين في إفريقيا ونسب تسربهم من التعليم بمراحله المختلفة، مبينا أن إفريقيا تمتلك مخزونا هائلا من الخامات لكن لانتشار الجهل فهي تعتمد في مواردها على تصدير هذه المواد كما أن شباب القارة السمراء مصدر كبير للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا والعالم بحثا عن مجال خارج بلدانهم يوفر لهم العيش الكريم.
القارة السمراء
وشدد الرئيس نانا أكوفو أدو على ضرورة أن تحل مشاكل القارة الإفريقية بشكل مختلف وبأفكار من خارج الصندوق تؤمن التعليم الجيد وتطور الصناعة وتدرب الأيادي العاملة خاصة أن الموارد الطبيعية تملأ القارة لكن الشباب وهم القادة والبناة الحقيقيون يفتقرون إلى التعليم اللازم للقيام بهذا الدور.
وعرض الرئيس الغاني لتجربة بلاده موضحا أن جمهورية غانا وضعت خطة طموحة تولي التعليم أهمية كبرى وترعى الطفولة وتمحو الأمية، مشيرا إلى أنه تم إطلاق برنامج لعدم تسرب الطلاب من التعليم الثانوي وجعل المرحلة الثانوية هي أقل مستوى تعليمي في البلاد وقد أنتج هذا البرنامج استمرار 90 ألف طالب لهذه المرحلة كانوا قد تسربوا منها.
وقال إن بلاده توفر المدارس لجميع المراحل التعليمية وتفتح أبواب الأمل للشباب وتعزز حقوق الإنسان والمساءلة القانونية والحرية والديمقراطية حتى لا تعتمد على المساعدات الخارجية، مشيرا إلى أن الخطوات التي اتخذتها بلاده في هذا الإطار تعمل على التحول السريع في المجتمع وتنهض به في مختلف المجالات.
في جلسة اللاجئون ذخر لا عبء .. خبراء:
تشجيع الابتكار وزيادة الاستثمارات للقيام بالمسؤولية المجتمعية
شدد خبراء مشاركون بقمة (وايز) على أهمية دور القطاع الخاص في مواجهة تحديات الحوكمة والتغير المناخي من خلال الابتكار التكنولوجي وإيجاد فرص عمل للشباب وزيادة الاستثمارات مع القيام بالمسؤولية المجتمعية في الدول التي يتواجدون فيها.
وأوضح الخبراء المشاركون بجلسة اللاجئون ذخرٌ لا عبء: إتاحة التعليم للاجئين الشباب من السياسات إلى إعداد البرامج دعوا الأدلة تتحدث والتي عقدت أمس في مؤتمر القمة للابتكار في التعليم وايز 2017 أهمية التمويل في النهوض بالعملية التعليمية في مناطق النزاع وأن حل مشكلة التعليم تؤدي بالتبعية إلى حل مشاكل أخرى كثيرة مثل زواج القاصرات والتهجير القسري والفقر وغيرها من التحديات فبدون التعليم لا يستطيع العالم مواجهة ضياع.
وأكدوا أنه لن يتمكن العالم من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في حال عدم حصول الشباب والأطفال على فرص تعليم نوعي في ظل وجود أكثر من 260 مليون طفل ويافع محرومين من التعليم، إضافة إلى عدم قدرة سوى 1% من اللاجئين الشباب على الانتساب إلى الجامعات.
التنمية المستدامة
وأشار المتحدثون إلى أهمية إعادة الطلاب للمدارس والجامعات فلو لم تحل مشكلة التسرب من التعليم سيظل العالم في حلقة مفرغة، مشيرين إلى أن العالم كله به ملايين الجامعات ولو أن كل واحدة من هذه الجامعات قامت بتعليم شاب واحد فسوف تحل المشكلة ولو قدمت المدارس منحة واحدة لطالب لما احتاج العالم إلى بناء المزيد من المدارس والجامعات.
ونوه المشاركون في الجلسة إلى أن هناك عشرات الملايين من الأطفال المحرومين من التعليم، ولا يمكن للعالم تحمّل ضياع أجيال بأكملها، كما لا يمكن ترك طفل واحد دون تقديم المساعدة له.
إن الواجب الأخلاقي يحتّم على الجميع مواجهة هذا الأمر.
وقد خلص المشاركون في الجلسة إلى ضرورة تدخل الجهود السياسية لحل النزاعات التي يشهدها العالم لوضع حد لمشكلة اللاجئين والنازحين مع تعزيز مبدأ المساءلة للجناة ومحاسبة كل من يعتدي على هذه المنشآت مع توفير مناطق آمنة وأن تتم حماية المدارس في مناطق النزاع وأن تعامل كالمستشفيات تماما خاصة أن الإنفاق على التعليم أثناء الحروب يستنزف الموارد في ظل تصاعد أعداد المتسربين منه.
تدعم 3 آلاف لاجئ وتوفر منحا تعليمية لثلاثين معلماً
اتفاقيات لتعليم اللاجئين السوريين والفلسطينيين
وقعت مؤسسة التعليم فوق الجميع عدداً من اتفاقيات الشراكة الجديدة، مع منظمة سبارك الأمريكية ومجلس التعليم العالي في تركيا لدعم أكثر من 3,000 لاجئ سوري وفلسطيني يعيشون في تركيا وتوفير منح تعليمية لـ 30 معلّماً فلسطينياً مبتدئاً من قطاع غزة لإكمال دراساتهم العليا في المملكة المتحدة، وذلك بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني.
وتوفر الاتفاقيات الجديدة التي تم توقيعها أمس على هامش مؤتمر قمة الابتكار في التعليم وايز 2017 منح تعليم جامعي كاملة، بما في ذلك الأقساط الدراسية، والسكن، والتأمين الصحي، والرواتب الشهرية كما ستساهم الشراكات الجديدة في تحقيق هدف المؤسسة المتمثل في توفير التعليم لـ 10 ملايين طفل من المحرومين منه.
وتأتي الاتفاقيات التي وقعت أمس في إطار التزام المؤسسة بالعمل على مواجهة أزمة التعليم العالمية حيث إن لدى المؤسسة تعهدات قائمة بتوفير فرص التعليم الشامل والنوعي لـ 7.3 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم.
تحدث فيها الإعلامي فريد زكريا في نورث ويسترون
جلسة نقاش حول الأخبار المزيفة وآثارها في عالم ما بعد الحقيقة
استضافت جامعة نورثويسترن في قطر الإعلامي المخضرم ومقدم برنامج جي بي اس الأسبوعي على قناة سي إن إن فريد زكريا، في جلسة نقاش حول انتشار الأخبار المزيفة حول العالم والآثار المترتبة على عالم ما بعد الحقيقة ، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الآراء والتأثير على الأخبار وذلك بحضور أكثر من 100 شخص من طلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
وحول النهج الذي يتبعه لاختيار الأخبار التي يرغب بتغطيتها وكيفية إنشاء محتوى يخاطب الجمهور العالمي، قال زكريا: علينا أن نختار قصة إخبارية ، وأضاف: حينما يكون لديكم موضوع هام تودون تغطيته يجب أن يكون هناك إضافة إلى كل ما تريدون قوله أو إلى الشخص الذي تقابلونه أو الموضوع الذي تختارونه، وهذا يمكن تحقيقه حينما يكون لديكم شغف بالعمل الذي تقومون به.
وطرح إيفريت دينيس على زكريا سؤالًا حول موضوع عالم ما بعد الحقيقة وإذا ما كان هناك مجال أوسع لتحري الدقة والتأكد من الحقائق أو الانتقال إلى عالم التفسير والتحليل المغايرين لهما تماما، وكان رد زكريا أنها معضلة كبيرة ، وقال: هناك تحد كبير أمامنا في عالم مليء بالتقنيات التي نحبها ولا تساعدنا بالضرورة في التمييز بين الأخبار الحقيقية أو الزائفة ، وأضاف: في الحقيقة، الأخبار المزيفة تنتشر بسهولة مقارنة بالحقيقية، فسرعة الانتشار تعتمد بشكل أكبر على الأخبار التي تثير اهتمام الجمهور، وعادة ما تكون الأخبار المزيفة أكثر إثارة من الأخبار الحقيقية . وأضاف قائلاً: لقد تضاعفت مشكلة الأخبار المزيفة بشكل أكبر مع انتشار التكنولوجيا وحيادية هذه المنصات، علينا فعل الكثير للعثور على التسلسل الهرمي للمعرفة، يجب أن تكون هناك طريقة للتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي . وقال زكريا: لقد تم وضع مصطلح الأخبار المزيفة لوصف الأخبار الكاذبة التي تسمم فهم الناس لموضوع معين، والإضرار بعملية التصويت، وما إلى ذلك، ورغم هذا، حينما يشير الرئيس ترامب إلى الأخبار التي لا يحبها على أنها (مزيفة)، فهو بذلك يخلط بين قضية الأخبار الباطلة وقضية الرأي والتفسير، وهذا أمر ضار للغاية لأنه من الصعب العودة عنه. في النهاية، أنا مؤمن بأن الحقيقة ستكون الغالبة .