منسق مكافحة الإرهاب السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في حوار خاص لـ"لوسيل":

شراكة قطرية-أمريكية لمنع أي هجمات إرهابية خلال كأس العالم 2022

لوسيل

حوار: شوقي مهدي - تصوير: محمد فرج

أكد السفير ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، أن قطر شريك لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي المهتم بالقضية الأفغانية، مشيراً إلى أن الدوحة كانت قناة التواصل مع طالبان في الوقت الذي لم يكن فيه تواصل ما بين أمريكا وطالبان.

وأضاف السفير سيلز في حوار خاص لـ لوسيل أن هناك شراكة قطرية- أمريكية لمنع أي هجمات إرهابية خلال بطولة كأس العالم 2022 التي تقام بالدوحة، موضحاً أن اتفاقية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين في 2017 وضعت معايير ذهبية للتعاون بين البلدين.

ونوه السفير سيلز إلى أن الانسحاب الكامل من أفغانستان كان خطأ يمكن تلافيه إذا ما تركت قوات صغيرة الحجم لضمان حكومة أفغانية قوية وكافية لإبقاء الدولة مستقرة ونفوذ يسمح بالضغوط الدبلوماسية من أجل الوصول لتسوية بين الأطراف.. إلى الحوار:

** بداية، السفير سيلز كيف تقيم المحادثات الحالية بين طالبان والمجتمع الدولي في قطر؟

* أعتقد أن المهم في واشنطن هو رؤية الأدلة التي تظهر بأن طالبان قادرة على الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها للولايات المتحدة، والتي من بينها مكافحة الإرهاب وأدلة على أن طالبان جاهزة لقطع علاقاتها كلياً مع تنظيم القاعدة. ويجب أن نتذكر أن طالبان التي قامت بإيواء القاعدة في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثانية، وهذا ما أدى إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، وهذا هو السبب الذي أدى لتدخل الولايات المتحدة في أفغانستان في المقام الأول.

إذن، اعتقد أن ما تنظر إليه واشنطن هو ضمانات بأن القاعدة لن تكون قادرة أبداً للعمل في أفغانستان تحت سيطرة طالبان. والشيء الآخر الذي تريده واشنطن من هذه المحادثات هو ضمان من طالبان باحترام حقوق وكرامة الإنسان وبشكل خاص حقوق المرأة والفتيات، خاصة في ظل التقارير المقلقة حول إبعاد الفتيات من المدارس ومنع عدد من النساء من ممارسة عملهن. إذن، إن واشنطن تريد من طالبان القيام بالتزام واجب التنفيذ، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان والمرأة بشكل عام.

اعتراف دولي

** وهل تظن بأن هذه العناصر كافية للحصول على الاعتراف الدولي، لحكومة تصريف الأعمال الجديدة (في أفغانستان)؟

* واشنطن ليست مستعجلة للاعتراف بحكومة بقيادة طالبان، وما قاله البيت الأبيض واضح هو الحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس أقوالها، وأعتقد أنهم يريدون فترة مستمرة من العمل المثمر قبل الحديث عن الاعتراف الدبلوماسي أو رفع العقوبات الأمريكية والدولية عن طالبان.

** ولكن الحكومة الجديدة سمحت بالعبور الآمن وللناس بمغادرة أفغانستان، وكذلك سمحت بتقديم المساعدات..

* أعتقد أن العبور الآمن هو أحد الملفات المهمة بالنسبة لواشنطن، والبيت الأبيض يريد أن يطمئن أن كل المواطنين الأمريكين الباقين في أفغانستان قادرون على العودة لديارهم، وتريد أن ترى تقدماً أيضاً بالنسبة لشركائها الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة وقوات الناتو خلال العقدين الماضيين والذين قد يواجهون الخطر الآن ويبحثون عن سبل المغادرة من أفغانستان.

بالمقابل طالبان قدمت عدداً من الوعود، بالنسبة لقدرتهم على توفير العبور الآمن فإن واشنطن تريد أن ترى ترجمة هذه الأقوال إلى أفعال.

** إذن، ما الذي تتوقعه من هذه المحادثات بين طالبان والمجتمع الدولي؟

* أعتقد أن المحادثات الحالية هي عبارة عن جلسات مفتوحة، ولا يجب أن تكون لدينا أية توقعات محددة فيما يتعلق بنتائج هذه الاجتماعات، وأن كلا الجانبين يختبران بعضهما البعض وكلاهما سيعود لبلاده لمناقشة الخطوة المقبلة ومن المبكر أن نقرر كيف سيكون الوضع وبالنسبة لواشنطن فإن المخاوف هي نفسها، مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان والعبور الآمن كلها ستناقش أيضاً في المحادثات المستقبلية.

قطر في أفغانستان

** كيف تنظرون للدور الذي تقوم به قطر في أفغانستان؟

* قطر شريك لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي المهتم بأفغانستان، وقطر لعبت دوراً رئيسياً في المساعدة بعمليات الإجلاء للمواطنين الأمريكيين والآخرين الذين كانوا في خطر، والتزمت بأن تكون لاعباً نشطاً في أفغانستان ومستمرة في استضافة هذه الجولة من محادثات السلام، وقطر دائماً هي شريك قوي للولايات المتحدة وبشكل خاص في مكافحة الإرهاب، وأعتقد أن هذه الشراكة ستستمر مثلما تستمر هذه المحادثات.

** وما الذي يتوقعه المجتمع الدولي من قطر في هذه المرحلة من الأزمة الأفغانية؟

* تمتاز قطر بمصداقية عالية، وفيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الجانبين يمكن لقطر ان تفعل ذلك، وعندما كانت أمريكا لا تتحدث مع طالبان مباشرة، كانت الدوحة لسنوات عديدة هي قناة لتواصل المعلومات القيمة التي يمكن تبادلها، وبناء على ذلك أعتقد أن قطر تلعب الآن دوراً أكثر نشاطاً بالمساعدة في تسهيل المفاوضات.

** أنت عملت كمنسق سابق لمكافحة الإرهاب، كيف تقيم التعاون بين قطر والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب؟

* التعاون في مكافحة الإرهاب بين قطر والولايات المتحدة قوى للغاية، وفي 2017 وقعت كل من الولايات المتحدة وقطر مذكرة تفاهم للتعاون في هذا المجال، وحددت هذه الاتفاقية عدداً من المجالات المختلفة التي يمكن للبلدين التعاون فيها عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب مثل مكافحة تمويل الإرهاب ومنع غسل الأموال وأمن الحدود وأمن الطيران وغيرها من الإصلاحات، وهذه معايير ذهبية عندما يتعلق الأمر بالتعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب. لقد قمنا بالكثير سوياً خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، منذ أن تم توقيع هذه المذكرة بين البلدين وهي تقدم أساساً قوياً لمواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب بين واشنطن والدوحة.

جائحة كورونا والإرهاب

** قبل يومين تحدثت خلال مشاركتك منتدى الأمن العالمي، عن أثر كوفيد 19 على الدبلوماسية والأمن في العالم، هل يمكن أن توضح أكثر؟

* الدبلوماسية الآن أصبحت أقل صعوبة، حيث يمكنك أن تركب الطائرة وتزور زملاءك، خاصة وإن جائحة كورونا وخلال الفترة الماضية جعلت العمل الدبلوماسي أكثر صعوبة، ولكن بالمقابل لم تؤثر بشكل كبير على مكافحة الإرهاب، وأذكر في بداية 2020 مع اندلاع جائحة كورونا كانت هناك مخاوف كبيرة من أن الإرهابيين قد يستخدمون حالة التشتت بالعالم لدى المختصين بالإرهاب للقيام بتنفيذ عمليات إرهاب وعنف مميتة، ولكن ذلك لم يحدث، والسبب هو أننا كنا منتبهين ليس الأمريكان العاملين بمجال مكافحة الإرهاب فقط، بل مجتمع مكافحة الإرهاب لدى كل حلفائنا من الدول الشريكة التي جعلت مكافحة الإرهاب اولوية بالنسبة لها، ورغم ذلك استمرت التهديدات خلال الأشهر 18 الماضية سواء إن كانت من القاعدة او تنظيم الدولة ISIS أو المجموعات المدعومة من إيران بالمنطقة او العالم، هذه التهديدات خطرة، ولكن الاستجابة لهذه التهديدات تبقى مكثفة وفعالة، لذلك لا أعتقد أن كوفيد 19 أدى لتراجع جهود مكافحة الإرهاب.

** وكيف ترى الدور الذي يمكن أن تلعبه ما يسمى بالدبلوماسية الوقائية في مكافحة الإرهاب؟

* إذا أردنا مكافحة الإرهاب بشكل فعال يجب أن نستخدم كافة السبل والقوى الوطنية بالحديث عن مكافحة الإرهاب، نسمع على الدوام استخدام القوة العسكرية، ولكنها ليست كل شيء في مكافحة الإرهاب، هي جزء صغيرة ومهم، ولكن ليست كل شيء، ومن أهم الأدوات المهمة في ذلك، هو الانخراط الدبلوماسي لضمان أن تجتمع كل الدول وتتوحد ضد التهديدات الإرهابية. ولضمان أن الدول لديها نفس الإطار القانوني والمقدرات الأمنية وعدد من الأدوات الأخرى التي تستخدم لمكافحة الإرهاب.

الولايات المتحدة وقطر وعدد من الدول لا تستطيع أن تقوم بذلك وحدها، بل كل الدول تحتاج لبناء تحالفات من أجل الوقوف سوياً ضد المجموعات الإرهابية العابرة للحدود. وإذا كان التهديد عابراً للحدود يجب أن يكون الرد عابراً للحدود أيضاً وهنا يأتي دور الدبلوماسية.

** إذن، ما أهمية حدث مثل منتدى الأمن العالمي وغيره في رفع الوعي بمكافحة الإرهاب؟

* هذا منتدى فريد من نوعه، لأنه يجمع خبراء أكاديميين، أشخاصاً، يكتبون الأوراق للمراكز الفكرية وأيضاً الممارسين في مجال إنفاذ القانون والعسكريين والدبلوماسيين وقادة المخابرات من حول العالم، إذن هو فرصة لأن تصل أفكار مجتمع المفكرين إلى أيادي المسؤولين الحكوميين لتحويلها إلى أفعال وضمن السياسات الحكومية.

20 عاماً من الحرب على الإرهاب

** بعد عشرين عاماً من الحرب على الإرهاب، أين وصلنا الآن؟

* أعتقد أننا أكثر أماناً مما كنا عليه قبل 20 عاما، وبمتابعة ما حدث في افغانستان خلال الشهرين الماضيين كان هناك الكثير من التشاؤم. وفي الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر، كانت هناك تساؤلات حول هل كان يستحق كل ذلك، وبعضهم كان يقول خلال الأسابيع الأخيرة، ما الفائدة إذا كانت أفغانستان انتهت في أيادي طالبان؟ إذن، لماذا ذهبنا خلال 20 عاماً لمحاربة الإرهاب؟.

ولكن اعتقد أن هذه النظرة تتغاضى عن التحسن الكبير الذي تم القيام به في مجال مكافحة الإرهاب. واذا أخذنا الولايات المتحدة كنموذج، أصبحت حدودنا الآن أكثر أماناً من قبل 20 عاماً ولدينا قدرات بشكل أكبر على تحديد الإرهابيين ووقف تدفق الأموال لضمان أن المفجرين ليس لديهم الأموال لتنفيذ الهجمات وأصبحنا أفضل في التحقيق وملاحقة الإرهابيين المشتبه بهم ولم يحدث كل هذا بالصدفة ولكن بسبب أن صناع السياسات الأمريكيين قاموا بالتزام طوال 20 عاماً بإعطاء الممارسين السلطات التي يحتاجونها والموارد التي يحتاجونها أيضاً واستخدامها بشكل فعال.

مرة أخرى، الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تقوم بذلك، إنما هذه جهود عالمية خلال 20 عاماً الماضية، وكنتيجة لذلك أصبح العالم أكثر أماناً والمهددات ما زالت موجودة بدون شك، ولكن الآن لدينا الأدوات والقدرات التي تجعلنا في موقف أكثر قوة لمواجهة هذه التهديدات.

** إذن تقول بأننا اليوم أكثر أماناً من ذي قبل؟

* سأجيب على ذلك بشكل مختلف قليلاً، وأقول لك بأننا أفضل استعداداً للدفاع عن أنفسنا ضد هذه التهديدات.

** يقول الخبراء بأننا الآن أكثر حاجة لإعادة صياغة مفهوم الإرهاب لتفادي عدم استخدام الإرهاب كوسيلة لتقويض الحريات؟ ماذا تعتقد؟

من المهم جدًا أن نكون دقيقين بشأن ماهية خصمنا من هو خصمنا لتوجيه جهودنا ضده.

إعادة تعريف الإرهاب

** هل تتفق بأنه يجب إعادة صياغة تعريف الإرهاب؟

* سأقول: إن جميع عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تتم بطريقة تحترم سيادة القانون وحقوق الإنسان، وحقيقة ما نراه في عدد من الدول هو أن أحد العوامل الرئيسية للتطرف والتجنيد للجماعات الإرهابية هم الأشخاص الذين عانوا بشكل شخصي من الانتهاكات من قبل القوات الأمنية، أو واجه أحد أفراد أسرته أو أصدقائه انتهاكات من قبل قوات الأمن. اذن الطريقة التي تحارب بها الإرهاب هي من خلال إعداد القوات الأمنية بالأدوات الفعالة وأيضاً تدريبهم لاستخدام هذه الأدوات بطريقة تجعلهم يحترمون حقوق الإنسان وسيادة القانون.

** وكيف تقيم التعاون في هذا الإطار؟

* أعتقد أنه جيد، فالولايات المتحدة قامت بالعديد بمجال بناء القدرات والتدريب لشركائنا حول العالم وقامت بدمج القواعد وأهمية حقوق الإنسان بكل هذه البرامج وبشكل خاص موجهات حول ما يلزم لجعلها عملية وفعالة تجاه هذه الالتزامات.

** قطر هي إحدى حلفائكم، وأنت قمت بزيارة قطر عندما كنت مسؤولاً، كيف تنظرون لجهود قطر في مكافحة الإرهاب؟

* أعتقد أن قطر لاعب مهم في مجال مكافحة الإرهاب، وهى أيضاً شريك عسكري للولايات المتحدة ولكننا أيضاً مقربون جداً من الحكومة القطرية في مجالات واسعة بجهود مكافحة الإرهاب وباستضافة قطر لكأس العالم العام المقبل، لدينا شراكة سوياً في مجال البنية التحتية الأمنية لضمان أن الارهابيين غير قادرين على مهاجمة السياح والرياضيين الذين يأتون هنا للمباريات ولدينا علاقات وثيقة وجهود مشتركة لمكافحة تمويل الإرهاب. أنت لا تريد أن توقف الإرهابي فقط، ولكن تريد أن توقف الأشخاص الذين يحررون الشيكات ويدفعون فواتير الإرهابيين وكلا الدولتين تعملان بشكل جيد سوياً بمجال أمن الحدود والطيران ولضمان قدرتنا على معرفة أي إرهابي يحاول أن يعبر الحدود ويتنكر على هيئة مسافر شرعي سواء إن كان رجل أعمال أو سائحاً، والآن نستخدم نظاما معلوماتيا ونظام أمن الحدود لإيقاف الأشخاص السيئين وضمان عدم تمكنهم من الدخول.

المعلومات المضللة

** ما هو رأيك في ما يسمى بالمعلومات المضللة والمؤامرة ودور الانترنت في نشر التطرف والإرهاب؟

* أعتقد أن الإرهابيين، وبشكل خاص تنظيم الدولة، استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال وخطر لنشر رسالتهم، وكنتيجة لاستخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي في 2014 و2015 بشكل خاص لتجنيد الناس ونشر العنف، رأينا عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين جاؤوا من حول العالم لسوريا والعراق للقتال من أجل ما يسمى بالخلافة اعتقد بالتقريب حوالي 40 ألف شخص هذه معلومات مضللة فعالة جداً في الحملات العامة، وإذا كنت قادرا كمجموعة إرهابية على تحفيز حركة الناس بهذا القدر من الواضح ان الدول المناصرة للحرية في العالم في الغرب وشركاءنا حول العالم علينا القيام بدور أفضل لمواجهة المجموعات الإرهابية التي تستخدم الانترنت للوصول للسكان الضعفاء وإلهامهم للقيام بأعمال عنيفة.

** بالعودة للقضية الأفغانية، كيف ترى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، البعض يقول إنه خطأ كبير من حيث التوقيت، يقولون بأنهم تركوا كل شيء لطالبان؟ ما هو رأيك؟

* حسناً، النتيجة الحالية ليست هي ما تريده الولايات المتحدة، التي أرادت أن تترك خلفها حكومة أفغانية قوية من أجل تماسك الدولة، وقوية لمنع طالبان للاستيلاء عليها بالعنف اوحتى التهديد بالعنف وهو للأسف الطريقة التي انتهت بها القصة في نهاية المطاف.

اعتقد وبشكل شخصي، وأنا هنا لم أعد أتحدث باسم الحكومة الأمريكية، أن الأمرييكن كان يمكن إقناعهم بترك قوات أمريكية صغيرة جداً في أفغانستان ليس عشرات الآلاف من القوات كما رأينا في الماضي ولكن حوالي 2500 إلى 4 آلاف جندي وهي ليست كافية للقضاء على طالبان.

الانسحاب من أفغانستان

** إذن، أنت ضد الانسحاب الكامل؟

* أعتقد أن الانسحاب الكامل هو خطأ، إذا أبقينا 4 آلاف جندي أمريكي هذا يعطيك القدرة لمكافحة الإرهاب ضد القاعدة وتنظيم الدولة والشيء الآخر يتيح المجال لعشرة آلاف جندي آخرين من حلف (الناتو) وإذا كان لدينا بالإجمالي 14 ألف جندي من القوات الغربية في افغانستان هذا سيكون كافياً لإبقاء الدولة مستقرة ونموذجيا لإبقاء الضغوط والنفوذ الدبلوماسي يسمح بالتفاوض من أجل الوصول للتسوية، الآن نحن نعرف كيف آلت القصة وهذه ليست النصيحة التي تم العمل بها، ولكن يمكننا أن تتخيل الفرق في السيناريو بوجود أمريكي صغير يسمح بعمليات مكافحة الإرهاب ومواصلة النفوذ والذي يسهل العمل الدبلوماسي.

** تعرف أن قطر تستضيف كأس العالم 2022، هل يمكن النظر للرياضة كأداة لمنع التطرف والإرهاب؟

* أولاً، أتمنى أن تتأهل الولايات المتحدة (لكأس العالم)، أعتقد أن ذلك يقود لسؤال ما الذي يلهم الناس ليصبحوا متطرفين؟ وما الذي يلهمهم لارتكاب العنف سواء إن كانوا أعضاء في مجموعات إرهابية أو من تلقاء أنفسهم. فنجد أحياناً شخصا يستأجر شاحنة ويصطدم بها حشد من الناس، لا أعتقد أننا لدينا بحوث جيدة بعد لمعرفة العوامل المتعددة لتحول الناس نحو العنف، ولكن يمكنك تحصين السكان وخاصة الضعفاء ضد التطرف إذا منحتهم إحساسا بالانتماء للمجتمع والمشاركة وربما تكون الرياضة هي إحدى الأشياء التي تجمع الناس سوياً وتحصنهم وتعطيهم إحساسا ومعنى يمنعهم من الذهاب بعيداً عن عائلاتهم ومجتمعاتهم عبر الإرهابيين، لا أعرف ان كان ذلك حلاً سحرياً أو حلاً ممتازا لكل الحالات، ولكنها تستحق أن تكون إحدى الأدوات ضمن أخريات للمساعدة في مكافحة الإرهاب والتطرف.