وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ألفين و704 مدنيين في سوريا في هجمات تعتقد الشبكة أنها روسية؛ وذلك منذ بدء التدخل الروسي في سوريا نهاية سبتمبر الماضي، وحتى مطلع أغسطس الجاري. جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة، أمس، تحت عنوان السَّاحة الحمراء في روسيا تُصبغ بالدَّم السوري . وقالت الشبكة، عبر تقريريها، إنها سجلت مقتل 2704 مدنيين، بينهم 746 طفلاً، و514 سيدة وهي حصيلة الضحايا الذين قتلوا نتيجة هجمات نعتقد أنها روسية وذلك منذ تدخل القوات الروسية في 30 سبتمبر 2015 وحتى 1 أغسطس 2016 .
وحسب التقرير، فإن العدد الأكبر من الضحايا كان في محافظة حلب بعدد 1178 قتيلا، تلتها محافظة إدلب (شمال) بعدد 652 قتيلا، ثم دير الزور (شرق) بعدد 331 قتيلا، ثم حمص (وسط) بعدد 192 قتيلا.
وفي هذا السياق، أكد التقرير أن القوات الروسية خرقت بشكل لا يقبل التشكيك قرار مجلس الأمن رقم 2139، وقرار مجلس الأمن رقم 2254، وبيان وقف الأعمال العدائية 27 فبراير 2016، في أبشع صورة ممكنة، وبشكل رئيسي جريمة القتل العمد، وهي المادة الثامن من قانون روما الأساسي، ما يُشكل جرائم حرب .
وقال فضل عبد الغني، مدير الشبكة في التقرير: لم تَقم الحكومة الروسية، أو البرلمان الروسي حتى الآن، بالمطالبة بإجراء تحقيق واحد في جميع تلك الجرائم، بل لم يطرح أحد ذلك مطلقاً، وهذا مؤشر صارخ على حجم الاستهتار بحياة السوريين الذين قتلتهم القوات الروسية، خلال عملياتها العسكرية، ولقد طالبنا السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف، في مقر البعثة الروسية بنيويورك، بضرورة فتح تحقيقات جدية مستقلة، في جميع الحوادث التي يُعتقد أن القوات الروسية متورطة بها .
تجدر الإشارة إلى أنّ جولة محادثات جنيف الأخيرة بين النظام والمعارضة السورية، والتي انطلقت في يناير الماضي، لم تسفر عن نتائج، وأعلنت المعارضة، في أبريل أنّ الانتهاكات المتكررة من قِبل النظام لـ اتفاق وقف الأعمال العدائية ، أودت بالمحادثات إلى طريق مسدود، وهو ما أدى لتعليق المحادثات فعلياً.
وفي ذات السياق أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن طائرات تابعة لها قصفت أهدافاً في مدن سورية، أمس الثلاثاء، عقب إقلاعها من قاعدة همدان الجوية في إيران، للمرة الأولى. وذكرت الوزارة في بيان، أن طائرات روسية من طراز (تي يو- 22 ام3) و (اس يو- 34)، أقلعت من قاعدة همدان الجوية في إيران، وقصفت مواقع في مدن حلب، ودير الزور، وإدلب. وأوضح البيان أن الطائرات عادت سالمة إلى القاعدة الإيرانية، عقب إتمام مهامها بنجاح، دون توضيح مزيد من التفاصيل عن طبيعة العملية والأهداف التي قُصفت. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا، قواعد عسكرية إيرانية في قصف مواقع داخل الأراضي السورية، وجرت العادة على إقلاع الطائرات المشاركة في الحرب، إمَا من قاعدة حميميم السورية في محافظة اللاذقية، أو من الأراضي الروسية نفسها.