تعتبر العوادة أو عسب العيد من بين طقوس العيد التي بدأت تختفي في المجتمع اليمني، في ظل انهيار الوضع الاقتصادي لمعظم المواطنين، واستمرار الحرب منذ 2015. و العوادة أو عسب العيد ، هي مبالغ مالية رمزية يدفعها الرجال لأرحامهم من النساء والأطفال أثناء الزيارات المتبادلة عقب صلاة العيد. ويبدو اليمنيون اليوم غير قادرين على التمسك بتلك العادة الاجتماعية التي بدأت في التراجع خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الحرب الدائرة.
فالفقر الذي يضرب أكثر من 6 ملايين يمني، وفق إحصاءات لمنظمات دولية، أجبر الزوار في العيد على التخلي عن عسب العيد . واضطر جمال أحمد، وهو شاب يعمل على قيادة دراجة نارية بالعاصمة صنعاء، أن يودع شقيقته بصمت بعد أن زارها صباح أمس. وقال جمال إنه لم يقدم لشقيقته عسب العيد هذا الموسم، لأنه لا يملك المال الكافي لذلك. وأضاف تحتاج إلى ألف ريال على الأقل (الدولار= 250 ريال يمني)، وللأسف لم يكن معي ذلك المبلغ، وهذه هي المرة الأولى التي لم أقدم لشقيقتي عسب العيد .
وإضافة إلى تخلي اليمنيين عن عاداتهم بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، أجبر بعضهم صباح العيد على التخلي عن طقوس أخرى. ففي صنعاء، منع مسلحو جماعة الحوثي ، النساء من الدخول إلى جامع الصالح ، في ميدان السبعين جنوبي العاصمة، لتأدية صلاة العيد. وقال شهود عيان للأناضول إن الحوثيين لم يعطوا أسباب منع دخول النساء . وأضافوا أن المسلحين الحوثيين نصبوا حواجز للتفتيش أمام الجامع الأشهر في المدينة، والذي يرتبط في وجدان اليمنيين بالعيد.
وخلفت حرب مستمرة في اليمن، منذ أكثر من ثلاثة أعوام، أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بحسب الأمم المتحدة.