2.32ألف طن الاستهلاك السنوي

قطر تستورد 87 %من العسل.. و 13 %الإنتاج المحلي

لوسيل

صلاح بديوي

يبلغ الاستهلاك السنوي للدولة من عسل النحل 2.2 ألف طن، تنتج منها المزارع القطرية 13% محليًا، إضافة إلى استيراد معظم أدوات ومواد ومستلزمات تربية النحل الحديثة، فيما تشير إحصاءات وزارة البلدية ومستثمرون بمجالات النحل إلى أن أعداد طوائف النحل في قطر تصل إلى 3 آلاف خلية نحل تضمها 110 مزارع، وأن أعداد النحالين المتخصصين تتجاوز 250 نحالا ينتجون نحو 20 طنا، فيما يتم استيراد 87%.

وتقطع النحلة 500 ميلٍ لتنتج ما مقداره نصف ملعقة صغيرة من العسل، وإنتاج 500 جرام من العسل، يحتاج من النحل أن يزور ما يقرب من 10 ملايين زهرة. في وقت يستعد النحالون لقطفة جديدة من العسل يونيو المقبل، يوشك المشروع الوطني لنحل العسل في قطر التابع لوزارة البلدية والبيئة أن يدخل مرحلته الخامسة، ووصل عدد مزارع النحل التابعة للمشروع إلى 100 مزرعة، وبلغ مجمل الإنتاج من العسل منذ انطلاق المشروع عام 2013 إلى 14.2 طن، إلى جانب مزارع أخرى لهواة تربية النحل تتوافر بيانات دقيقة عنها، إلا أن إنتاجها يفوق إنتاج مزارع تشرف عليها وزارة البلدية.

يقول المواطن والمستثمر خالد السويدي عن تجربته في تربية النحل بدأت باستيراد صندوق واحد من أجل التجربة، فاكتشفت أن طريقة التعامل أسهل بكثير من النحل البري، وعاما بعد عام أصبح لدينا الآن أكثر من 1500 خلية موزعة على 14 مزرعة، وأضاف إنتاجنا تقريبا من 8 إلى 10 أطنان في السنة ، مؤكدًا أن تكلفة تربية النحل عالية في قطر بفعل الظروف المناخية الصعبة بالصيف، وأنه درس تربية النحل بأوروبا لأنه يهواها، بيد أنه اكتشف أن التطبيق لما درس في قطر مختلف بسبب الظروف البيئية .


أما مربي النحل رمضان عثمان فيقول لـ لوسيل إن مزارع السويدي لتربية النحل يقترب إنتاجها خلال عام واحد مما أنتجته 100 مزرعة تابعة لمشروع وزارة البلدية خلال 4 أعوام، وهو أمر يستدعي قيام الأجهزة المعنية بدعم الهواة لتربية النحل ومشروعاتهم والمبادرات الفردية في ذات السياق أيضا. وقال حمد الأصمخ - هاوي تربية نحل - إن في قطر ما لا يقل عن 30 هاويا لتربية النحل ينتجون ما يقرب من 16 طنا سنويا.

مشروع المناحل


يقول المهندس محمد إبراهيم عطية المشرف على مناحل مزرعة عدن إن الإنتاج السنوي للعسل يتحدد من خلال العديد من المعايير والمقاييس ونلتزم بالإجراءات والشروط من وزارة البلدية والبيئة، مشيرًا إلى أن المستهلك القطري بات يثق في العسل المنتج محليا ويقبل عليه بعد أن أسهمت المهرجانات التي أقامتها وزارة البلدية في التعريف بجودة المنتج المحلي من العسل، وثمة أنواع متعددة من العسل من السدر والسمر، وإن كانت الكميات المنتجة لا تكفي الطلب المحلي، حيث لا غنى عن الاستيراد الخارجي، فاليمن تحتل المرتبة الأولى في تصديرها للعسل لقطر إضافة للعسل الإسباني والألماني وأنواع أخرى.


وبحسب تقرير صادر من وزارة البلدية والبيئة مطلع 2017 يوجد نوعان من النحل تتم تربيتهما في قطر وهما النحل البري والنحل المستورد صنف كرنيولي هجين وأن مشروع نحل العسل الذي تشرف عليه الوزارة له 3 أهداف، وهي زيادة نشاط المزارع المنتجة وإنتاج عسل نحل بالمزارع القطرية وزيادة دخل المزارع مما يشجع على الاستثمار بالقطاع الزراعي.

وتقوم فكرة المشروع على توزيع 10 خلايا نحل سنويا إضافة إلى مستلزمات مناحل على المزارع المنتجة الخاضعة لإشراف وزارة البلدية والبيئة وذلك لنشر وتوطين إنتاج عسل النحل بالمزارع القطرية. التقرير يشير إلى أن إنتاج العسل بلغ 4.2 طن بالمرحلة الرابعة عام 2016 وبدأ عام 2013 في مرحلته الأولى بإنتاج 2.2 طن.

دعم المناحل

وفي تصريحات له على هامش مهرجان العسل بساحة المزروعة قال المهندس يوسف الخليفي مدير إدارة الشؤون الزراعية لـ لوسيل ، إن اختيار الوزارة المزارع التي تعني بتربية النحل ودعمها تم وفقا للعديد من الشروط والمعايير المحددة والتي من أهمها التنوع الزراعي بالمزارع المشاركة، وتوافر الأشجار ومصدات الرياح، وتخصيص مناطق شبه مظللة بالمزرعة بالإضافة إلى تخصيص عاملين اثنين بالمزرعة لتدريبهما للعمل بالمنحل.

وأشار إلى أن من المميزات المهمة لمشروع إنتاج عسل النحل، تدني التكاليف التشغيلية المطلوبة للمشروع، حيث يعتمد النحل بدرجة أساسية في الحصول على غذائه من الأشجار والنباتات الموجودة بالمزرعة، كما أن الخلايا والأدوات المستخدمة تعيش لفترات زمنية طويلة نسبيا، وهو الأمر الذي لا يكلف المزارع المهتمة بذلك أعباء مالية إضافية.

إحصاءات

الصين تحتل المرتبة الأولى في العالم إنتاجا للعسل بـ305 آلاف طن تليها الولايات المتحدة ثم الأرجنتين، وهناك 300 نوع من العسل الذي يستخدم كملقحٍ للمحاصيل الزراعية، وأن الأرقام الإحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تشير إلى أن تركيا هي أكثر الدول المستهلكة للعسل في العالم، حيث إن استهلاك العسل في تركيا يصل، سنويا، إلى 1 كيلو و100 غرام للشخص الواحد.

وفي فبراير الماضي ناشد الباحثون في المعهد الوطني للدراسات الزراعية الفرنسية، المسؤولين ضرورة المحافظة على النحل مصدر العسل الذي يمنح الكيلوجرام منه 3 آلاف سعر حراري من الطاقة اللازمة للجسم، ويعادل 5.5 لتر لبن، كيلو لحم، 45 بيضة، 30 ثمرة موز، مما يتطلب المحافظة على النحل الذي تراجع إنتاجه بنسبة 30% خلال الخمسة عشر عاما الماضية.

وأوضح الباحثون، أن من أسباب انخفاض أعداد النحل الاحتباس الحراري. والجدير بالذكر، أن فرنسا سوف تمنع المبيدات الحشرية الزراعية في 2018.