قام سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أمس بزيارة جناح وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي المُقام في معرض الدوحة الدولي للكتاب الحادي والثلاثين، حيث أشاد سعادته بالجهود المثمرة التي بذلها الفريق القائم على الجناح من تنوع للمعروضات التعليمية والمستندات والصور والطوابع الأرشيفية والمناهج والأدوات الدراسية الأثرية القديمة والحديثة.
وقال سعادته: نحن نفخر بما تم طرحه في جناح وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الذي عكس لكل من زاره صورة مشرفة عن عراقة التعليم ومراحل عمره بمرور الشخصيات المؤثرة فيه، بالإضافة إلى جهود الوزارة على مدار سنوات طويلة استمرت أكثر من 70 عاماً.
وأشار سعادته إلى أن المعارض الحديثة في الآونة الأخيرة لم تقتصر على أسلوب العرض التقليدي بل امتدت إلى تطور الأساليب التكنولوجية الحديثة، وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد ودول العالم بسبب جائحة كورونا كوفيد 19، والتأثيرات التي ارتبطت بها خاصة في نظام التعليم عن بعد، فإن جناح وزارة التعليم قام بمراعاة الطلبة غير القادرين على الحضور والمشاركة في المعرض وزيارة جناح الوزارة، لذا فقد تم عرض المسابقات والعروض التفاعلية أون لاين للطلبة على برنامج تيمز للسماح لهم بالمشاهدة والمشاركة وربطهم بالجناح على أرض الواقع بشكل تفاعلي وديناميكي حيّ.
وأكد سعادته أن كل منشور في جناح المعرض يعكس مدى حرص الوزارة على عرض إنجازاتها المنشودة وغرس أفضل القيم لأبنائها الطلبة وتعزيز الفكر الوطني القطري والعربي والإسلامي والتي تعكس أيضاً أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تسير بخطى صحيحة وسليمة إن شاء الله نحو التقدم والتطور الذي يتطلع إليه المجتمع القطري.
من جانبه، صرح سعادته بأهمية غرس حُب القراءة في عقول الطلبة منذ النشء وحتى بقية العمر، فالقراءة هي نور المعرفة للشعوب، والمجتمعات والأمم لا ترتقي إلا بالقراءة، ولتحقيق طموح العلم والاجتهاد لن يحصل إلا عن طريق القراءة، كما لا يمكن لأي وسيلة حديثة أن تسد مكان القراءة التقليدية مهما تميزت، ومهما بذلت الوزارة أو المدرسة من جهود في التعليم فهو غير كافٍ، لذلك على الطلبة أنفسهم بمساعدة أولياء أمورهم أخذ زمام الأمور والتفكير الجدي للإكثار من القراءة الحُرة في مختلف المواضيع الخارجية لأجل زيادة معدل الثقافة والعلوم بمختلف مساراتها وألا يكتفي بأخذ المعلومة عن طريق السمع أو المشاهدة.
وأفاد سعادته أن القراءة تُساهم في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة والسلوكيات غير الجيدة التي يقع في فخها الكثير من أطفال وشباب المجتمع، فالقراءة مرتبطة ارتباطاً قوياً وجذرياً بجميع خلايا وأعصاب المخ وتُحرك الحواس وتوسع مدارك الفهم وتبقي عليها لفترة أطول، بل وتشجع على النطق السليم وتقوي من شخصية الطالب وتصقل من مهاراته وتكشف لديه مواطن القوة فيعززها أكثر ومواطن الضعف ليتغلب عليها، وبإذن الله نتطلع لرؤية جيل مثقف يخدم وطنه بكل ما أوتي من علم وفصاحة وطلاقة في التحدث وعلى قدر من المسؤولية.
حرصاً منها على مشاركة جميع مدارس الدولة في فعالياتها بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الحادية والثلاثين، ساهمت وزارة التربية والتعليم بمشاركات متميزة، قدمتها العديد من المدارس الخاصة بجناح الوزرة بالمعرض يوم أمس، تناولت تلك الفعاليات العديد من الجوانب سواء استعراض لرحلة العملية التعليمية عبر الزمن بدولة قطر، كذلك فعاليات تربوية متميزة تقوم على تعريف الطلاب بتاريخهم والتراث القطري القديم، وأبرز محطات التعليم بالدولة.
وجذبت تلك الفعاليات إقبال الجمهور من رواد المعرض، للتعرف على تاريخ التعليم بدولة قطر عبر الزمن، خاصة الأجيال الجديدة من الشباب الذين لم يدركوا تلك المراحل السابقة.
وشملت فعاليات أمس السبت عرض فيديو لمسيرة التعليم في قطر قدمتها مدرسة أوفاز العالمية الخاصة، كذلك عرض فيديو لمدرسة سميسمة الاعدادية للبنات قدم من خلاله استعراض لدور المعلمين في التعليم عن بعد، وذلك منذ بدء جائحة كورونا قبل أكثر من عام، حيث تناول العرض دور المعلم في إعداد الدروس وبثها على موقع وزارة التربية، كذلك متابعة الطلاب أثناء عمليات الشرح وحل الواجبات، هذا بخلاف الاستمرار في متابعة الطلاب في عملية التقييم اليومية والحضور لحصص المشاهدة التي يتم بثها بنظام التعليم عن بعد.
كما تناولت فعاليات أمس عملا فنيا غاية في الابداع تحت مسمى حدثني جدي بمسرح الدمي، قدمته مدرسة الاخلاص النموذجية للبنين، كذلك عرض مجسمات لرواد التعليم في قطر، حيث تناول عرض حدثني جدي حكايات من التاريخ القديم وذلك لتعريف الجيل الجديد بطرق التعليم قديماً بدءا بنظام الكتاتيب ثم المدارس قديماً، حيث تجذب تلك الحكايات الكثير من الاطفال والطلاب كما تغرس لدى الاطفال التراث القطري القديم.
كما شملت الفعاليات العديد من العروض التعليمية مثل العب وتعلم الانجليزية للأطفال، قصة واختراع، استراتيجيات التعليم القديم والحديث قدمتها مدرسة الخور النموذجية للبنين، تناولت هذه العروض تدريب الطلاب على تعلم اللغات بالعديد من الالعاب والتي تجذب الاطفال، كذلك تدريب الجيل الجديد على عمليات الاختراع والتعريف بقصص الاختراعات وكيف بدأت.
كما عرضت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات، قصة التعليم في قطر عبر الزمن، وذلك من خلال العاب البازل والمسابقات الالكترونية، ومسرح الدمى.
وأكدت الوزارة أن جناحها العام الحالي يختلف بشكل كبير عن المشاركات السابقة، حيث ضم الجناح قسما لاستعراض النظام التعليمي القديم بدولة قطر، والذي ضم العديد من الصور للمدارس قديماً أيام التعليم النظامي، واستعرض المناهج والأدوات المدرسية القديمة والمباني المدرسية الأولى وتاريخ تطورها على مر السنوات الماضية، كما يضم الجناح قسما آخر مخصصا للتعليم الحديث بدولة قطر، يستعرض تطور التعليم الحديث وكيف قامت الوزراة بتخطي العديد من العقبات مثل جائحة كورونا كوفيد - 19 والحرص على استمرار الدراسة رغم الجائحة.
وبينت أن الكتب والأدوات المدرسية القديمة تم الاستعانة بها من العديد من المدارس الحكومية التي تمتلك أرشيفا تراثيا ثريا للغاية، كذلك العديد من الجهات الحكومية التي تمتلك كثيرا من تراث التعليم بدولة قطر، هذا بخلاف الأرشيف الكبير الذي تضمه وزارة التربية والتعليم لتاريخ تطور التعليم بدولة قطر، كما تم استعراض شخصيات تعليمية مؤثرة كان لها الفضل في إثراء دعائم التعليم بدولة قطر والعمل على تطوره.
كما يلتزم الجناح بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، من حيث التباعد الاجتماعي والحرص على لبس الكمامة، كما تم توجيه العديد من الدعوات لأولياء الأمور لاصطحاب أبنائهم مع أهمية التقيد بالشروط الخاصة بالجائحة من حيث تقليل عدد الحضور، كما سيتم الاتفاق مع المدارس لحضور بعض الطلاب.